إعلان

تابعنا على فيسبوك

تجارب الحكم الإخوانية علمنة متأسلمة ام إسلام معلمن؟

جمعة, 21/03/2025 - 01:57

سؤال بات من الملح طرحه في ظل الجدل الفكري والسياسي بين المفاهيم الإسلامية والممارسات العلمانية للتمييز بين ماهو إسلامي وماهو علماني إذ الأمور بمقاصدها ؟

نعم فقد انتخبت شعوب كثيرة في تونس والمغرب ومصر وليبيا والسودان وتركيا احزابا إسلامية لا على أساس ءاخر ثمار الحداثة وإنما على أساس إسلامي،لأن هذه الشعوب تريد أن تعيش الإسلام في كل جوانب حياتها اليومية وتحكم بسماحة الإسلام ورحمة الإسلام وقوة الإسلام واخلاق الإسلام وعدالة الإسلام وتبتعد من الغربنة والعلمنة بشقيها ( الليبرالي واليساري)
   فهل عاشت تلك الشعوب الإسلامية الإسلام في واقعها اليومي وفي مؤسساتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتشريعية بعد انتخاب تلك الاحزاب ؟ أم ان شيئا لم يتغير بعد انتخابها وكأن الإسلام عند تلك الأحزاب الإسلامية او المتأسلمة يقتصر فقط على وصول تلك الجماعات والاحزاب للسلطة والتضحية بكل شيء في سبيل البقاء فيها حتى ولو كان الإسلام نفسه؟!!
لمناقشة هذا الموضوع دعونا نعرف ماهو الإسلام وماهي العلمانية ؟
أولا  الإسلام ،،،
الإسلام هو الدين الخاتم الذي جاء من عند الله بواسطة جبريل عليه السلام ونزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو دين جميع الانبياء من ءادم وحتى محمد ابن عبد الله عليه وعلى سائر الأنبياء ازكى الصلاة واتم التسليم ،ويشمل الإسلام والإيمان والإحسان وبعبارة اشمل فالإسلام دين ودولة وعقيدة وعبادة وشريعة وسلوك ومنهج حياة ...
هذا هو الإسلام بشكل مبسط قال تعالى..( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي،ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذالك أمرت وأنا أول المسلمين)   وقال،،(.    إن الدين عند الله الإسلام)  ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الٱخرة من الخاسرين .).  وهذا منطقي جدا لأن الإسلام هو دين جميع الرسل ولأن المسلم لايكون  مؤمنا حتى يؤمن بجميع الرسل والأنبياء إجمالا 
يعنى جميع جوانب حياة المسلم يشملها الإسلام ولا يقتصرعلى الشعائر التعبدية فقط،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهورد) وفي رواية من عمل عملا ليس عليه امرنا فهورد) اوكما قال صلى الله عليه وسلم،.
فالإسلام منهج متكامل للحياة يشمل العقيدة والعبادة والشريعة والسلوك والأخلاق والإقتصاد والثقافة والٱداب والفنون والتشريع والقضاء والمحاكم فهل عاشت تلك الشعوب التي اختارت الأحزاب الإسلامية هذه المفاهيم الإسلامية في حياتها وشعرت بطهارة شوارها واختفاء مظاهر الفجور بعد انتخاب تلك الأحزاب ام ان  شيئا لم يتغير في واقع حياتها بل إن بعض تلك الأحزاب المتأسلمة يقر المثلية الجنسية وتجارة البغاء اعزكم الله في الوقت الذي يحكم فيه باسم الإسلام  (تركيا مثلا) اما في تونس فقد قال الغنوشي ان مهمة الدولة هي تقديم خدمات فقط اما ان يصلى المواطن اولايصلى يسكر أولا يسكر تتحجب المرأة أولا تتحجب فذالك لايهم حركة النضهة الإخوانية!!!!!
ونسي الشيخ الغنوشي ان من تعريفات الخلافة الإسلامية انها( انها حراسة الدين أولا وسياسة الدنيا بالدين) 
وفي مصر قال الرئيس مرسي رداعلى سؤال هل سيطبق الإخوان الشريعة الإسلامية في حالة فوزهم في الإنتخابات،؟ قال ان الشريعه موجودة في الدستور المصري من عهد عبد الناصر!!!! فقالت له الصحفية هل ستقطعون يدالسارق مثلا ؟؟ فقال لالا قطع يد السارق ليس من الشريعة ) علما أن الله يقول في محكمة كتابه،( والسارق والسارق فاقطعوا أيديهماجزاء بما كسبا نكالامن الله والله عزيزحكيم ........) وهو نص قطعي السلالة والثبوت،وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وايم الله لوان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) او كما قال وهو حكم مجمع عليه فكيف جهاز للإخوان القول إنه ليس من الشريعة؟ أليس القرءان هو المصدر الأول من مصادرةالشريعة والسنة هي المدصدر الثاني؟!! فكيف غابة ذالك عن مرسى؟ ولماذا لا يوجد عالم واحد من علماء الإخوان يقول له يامرسى لقد تجاوزت الحدود فإنكار ماهو معلوم من الدين يكفربه المسلم،
والواحد نصحه او ذكره اورد على كلامه وكان القرءان والسنة ماركة مسجلة للإخوان يفعلون بمهام مايريدون؟!!!! 
فكيف تميز بين هذه المقولات والممارسات وبين العلمانية؟
وكيف نميزالحزب الإسلامي وحكمه عن الحزب العلماني إذاكانت المقولات واحدة والممارسات واحدة ؟!
ولا فرق بين الجميع إلا في الشعارات الإنتخابية والإستغلال السياسي للدين دون الإلتزام به بعد النجاح؟ بل يصبح الحرص على مرضات الإتحاد الأوروبي والإلتزام بكل قوانينه اقدم عند البعض من الحرص على القيم الإسلامية التي انتخبه الشعب التركي على اساسها؟ ويصبح التطبيع وتقديم الإعتذارات وطلب التعويض للهيود الذين هاجروا من مصر اقدم عند البعض الٱخر من الإلتزام بقيم الإسلام الذي اختاره الشعب المصري على اساساها ؟ !!
اما اخوان ليبيا فكان انجازهم الإسلامي الأبرز هو الإقدام على حرق 10000 ءالاف مصحف في خزانة وزارة الأوقاف فقط أنها طلعت في زمن القذافي ؟!!!
انظر بربك حتى القرءان لم يسلم من تجاوزاتهم ؟ وكانهم جيش هولاكو لما دخل بغداد غازيا فقام بإتلاف كل مكتباتها الزاخرة حتى اسود ماء نهر دجلة من مداد الكتب ؟!!
وقس على مصر المغرب  والسودان الذي ارتكبوا فيه المجازر وقسموه واشعلوا فيه الحروب الأهلية التي مازالت دائرة ولم يطبقوا فيه حدا واحدا من حدود الله؟!! الخ فهل  من ضوابط ومحددات تميز الإسلامي عن العلماني بعد هذا !!

والٱن دعونا نعرف ماهي العلمانية،،،

العلمانية او العالمانية،اواللائكية،اوالدهرية،الدنيويةحركة فكرية قامت في أوروبا في نهاية القرن 17 م وبداية القرن 18 وهي نتاج صراع مرير ومخلفات عقود من المعاناة التي عاشها الغرب المسيحي  عبر تحالف الكنيسة والملوك وأمراء الإقطاع  ضد عموم الناس مما خلف اوضاعا غاية في التخلف والجهل والقسوة وليس العجب في تلك الأوضاع من حيث هي،، بل العجب في ربط تلك الأوضاع المأساوية بالدين من حيث المبدأ؟؟ 
وانطلاقا من شعور الشعوب الأوروبية بظلم الكنيسة ووقوفها إلى جانب الملوك وأمراء الإقطاع ومنحها لصكوك الغفران والحرمان لمن يدفع قامت في الغرب ردة فعل غير مدروسة ضد الدين الكنسي اوضد الممارسات الكنيسة التي قدمت على أساس انها دين والتي وقفت ضد العلم والفكر والتطور هذه الحركة اخذت مسارين مسار الحادي ضد إله الكنيسة ومسار علماني ضد الدين بصفة عامة؟نلمس ذالك جليا في شعار الثورة الفرنسية سنة 1789 ضد الملك الفرنسي لويس السادس عشر وسلطة الكنيسة الكاثوليكية وهو( اشنقوا ءاخر ملك واميرإقطاع بأمعاء ءاخر قسيس)
وبعدذالك بسنة أي سنة1790 كتبت الثورة الفرنسية دستورها المدني بعيدا عن الدين وطلبت من الكنيسة أداء واجب قسم الولاء للدستور الجديد فانقسمت حيث امتثلت نسبة24 في المائة للأمر وعارضته الاغلبية الكنيسة 
ومنذ ذالك التاريخ عرف العالم العلمانية باعتبارها فصل الدين عن السياسة ؟ لكن هذا التعريف غير دقيق لان العلمانية تعني حشر الدين في دور العبادة وفصله عن كافة مظاهر الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافة وبناء مجتمع لائكي لا دخل للدين والقيم والأخلاق فيه،وقد عرفها الدكتور محمد عمارة بأنها فصل السماء عن عالم الأرض؟
هذه هي العلمانية واول دولة في العالم الإسلامي تبنت الخيار العلماني ومازالت عليه حتى اليوم هي تركيا حتى ان أردوغان في مقابلة له مع قناة  العربية قال ان العلمانية لا تتعارض مع الإسلام وطلب من الإخوان في مصر تبنى الخيار العلماني ؟!!!!
الخلاصة،،،
الخلاصة ان العلمانية والإسلام نقيضان لا يلتقيان،،فإما الإسلام كمنج متكامل للحياة وإما العلمانية ؟ كمنظومة قيمة دنيوية لا تعترف بمرجعية غير مرجعية الواقع والشعب فكل ما يشرعه البرلمان فهو مباحا  ولو كان الخمر والميسروكل الذي بصوت ضده البرلمان فهو محرم ولو كان ماء زمزم ؟
بينما لا تعطى الشورى! الإسلامية حق التحليل والتحريم فما اباحه الله فهو مباحا إلى يوم القيامة وماحرمه الله فوهومحرم إلى يوم القيامة ؟ وهذه نقطة جوهرية في الخلاف بين التصور الإسلامي والمنهج الإسلامي وبين الرؤية الغربية العلمانية ؟
وإذا كان من مبررات تاريخية للعالمانية في الغرب بسبب الشطط الكنسي ووقوف الكنيسة ضد العقل والعلم فإنه لا مبرر اطلاقا للعلمانية في العالم الإسلامي لان أول ٱية من القرءان نزلت بالحث على العلم والتعلم وهي ( اقراباسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق،اقرأوربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم).
وقد جعل الإسلام العقل مناط التكليف ورفع القلم عن فاقده بعارض لادخل له فيه ومبدأرفع الحرج والتيسير من مبادئ الشريعة الإسلامية التي بنيت  على درء المفاسد وجلب المنافع والإتصاف بمكارم الاخلاق ومحاسن العادات من أجل حفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل والنسب،وأسمت هذه القواعد بالكلمات الكبرى وقسمت المصالح إلى مصالح ضرورية لا تستقيم الحياة بدونها،ومصالح حاجية تدعوالحاجة الماسة إليها ومصالح تحسينية تحسن الفعل وتجمله،،ومن قواعد التيسيرفيها المشقة تجلب التسيير والأمر إذا ضاق اتسع والخضروات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها والضرر يزال،الخ من القواعد التي تؤكد مبدأالتيسر في الشريعة الإسلامية فلماذا العلمانية،؟
ثم ان العلاقة في الإسلام علاقة مباشرة بين العبدوربه فلاسلطة كهنوتية في الإسلام تمتلك روح المسلم وتفرض نفسها وسيطا بين العبد وربه( إياك نعبد وإياك نستعين) وبالتالي تكون العلمانية في العالم الإسلامي مجرد مظهرمن مظاهر تقاليد الغرب والعزة الثقافي والفكري لأن العوامل الدينية والتاريخية التي دفعت الغرب إلى الإلحاد والعلمانية غير موجودة في العالم الإسلامي والبيئة الثقافية الإسلامية،،،،

مع تحيات سيدي الخير الناتي الحاج احمد