إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

الإعلام بين التطبيل والتصفيق، والتهويل والتلفيق

جمعة, 27/06/2025 - 12:04

يفترض في الإعلام ان يكون موضوعيا غايته تقريب المعلومة من المتلقي والمساهمة في تطوير المجتمع والرفع من مستواه الحضاري ،وتوخى الدقة والموضوعية والإبتعاد عن الشائعات تحت تأثير الرغبة في السبق الإعلامي؟
لكن الإعلام في كل بلد عبارة عن مرٱة عاكسة للواقع الثقافي والإجتماعي والحضاري في البلد،؟ وهو اصدق تعبير عن الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية السائدة في هذا المجتمع أو ذاك؟ فإذا كان المجتمع متحضرا وراقيا ومتطورا عكس الإعلام تلك الحالة،وانعكست على المشهد الإعلامي،وإذا كان المجتمع مثخنا بامراض التخلف والجهل والتعصب والأمية والقبلية والجهوية والشرائحية والأنانية انعكست تلك الصور أيضا على المشهد الإعلامي الذي يتشكل من مفردات البيئة  الثقافية الإجتماعية وخصوصيات المجتمع؟ 
وكلنا يعلم أن المجتمع الموريتاني يعاني حالة من السقوط الإخلاقي والقيمي والشعبوية السياسية منذ عقد ونيف من الزمن لايمكن الا ان تلقي بظلالها على المشهد الثقافي بصفة عامة والمشهد الإعلامي بصفة خاصة ؟؟
نعم كان الخطاب السياسي منذ بداية المسلسل الديمقراطي تمارسه النخبة سواء في الأغلبية الحاكمة او في المعارضة وظلت مفردات الخطاب الإعلامي والسياسي محكومة بالقيم والقوانين والأخلاق وتعبر عن وجهات نظر اصحابها بلغة ناعمة وأكادمية رغم اختلافها في التقييم والتموضع السياسي؟
لكن هذه الصورة التي طبعت المشهد الإعلامي والسياسي خلال حكم ولد الطائع بدأت في الجزر والتراجع منذ نهاية2007 تاركة المجال امام حالة من الخطاب الشعبوي المتفلت الذي أسس لخطاب العنف اللفظي واللغة الخشبية المنحطة و لخطابات العنصرية والشرائحية الممنهجة ؟ 
هذا الواقع الرسمي افرز لنا ساحة اعلامية موبوؤةبكل الأمراض الإجتماعية وخالية من المهنية والتجربة والعمق والموضوعية كل أدعياء الإعلام والتدوين فيها يتصورون أنهم فوق القانون وفوق الأعراض وفوق المصداقية وفوق المصلحة العامة وفوق الأمن القومي والسلم الأهلي وكل واحد فيهم يكتب اويسجل اويبث حسب مزاجه الخاص؟؟
وبناء على ماتقدم وتأسيسا عليه جاء قانون الرموز ليسدفراغا قانونيا وليرشد المشهد الإعلامي ويقننه ويحقق درء المفاسد وجلب المنافع والإتصاف بمكارم الأخلاق ومحاسن العادات،،وهي مقاصد وكليات شرعية معتبرة شرعا؟
إذ لا يمكن أن نضحي بالأنفس والأعراض والممتلكات وبالسلم الأهلي تحت ذريعة حرية الإعلام الزائفة؟؟ فلا توجد دولة في العالم يمكن أن تضحي بأمنها القومي واستقرارها في سبيل حرية الإعلام او التعبير؟
فالحرية وسيلة من أجل الأمن والتنمية وليست غاية في حدذاتها؟
وفي المحصلة النهائية فإن الشعب الموريتاني شعب مسلم سني مالكي أشعري صوفي   الهوى في عمومه قبل النفط الخليجي؟
ويعلم أن  المقصد الذي من احبه استخلف الإنسان في الأرض  هو العبادة وإعمار الأرض ورفع الظلم والقهر عن الإنسانية جمعاء قال تعالى ( ونريد أن زمن على الذين استضعفوافي الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .......)  
ومما لاشك فيه أن الإعلام هو وقود السياسة ومحرك عجلاتها والسياسة في التصور الإسلامي والعرف الإسلامي ليست منفصلة عن الدين .؟ ومادام الأمر كذلك فإن الإعلام يجب  ان يظل في دائرة السريعة ،ومن  من تعريفات الخلافة انها ( حراسة الدين وسياسة الدنيا بالدين ) ؟

قال تعالى( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) 
هذه الأمانة التاريخية التي حملها الإنسان من ءادم عليه السلام وحتى قيام الساعة هي المسؤولية التاريخية وفي مقدمتها التكاليف الشرعية من العقيدة الصحية والتوحيد إلى العبادة عن علم وطبقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المعاملات بين أفراد المجتمع إلى المعاشرة مع الأهل والأقارب والجار وعموم المسلمين،
والإعلام لايخرج عن حدود هذه الأمانة وماتفرضه على كل مسلم؟
قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله،إن الله شديد العقاب) 
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابى الدرداءرضي الله عنه،،قوله،،( ألا اخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوابلى يارسول الله،قال،،،إصلاح ذات البيت فإن فساد ذات البيت هي الحالقة) 
وهذا منطقي جدا لأن الله غني عن عبادة الناس ( ياغبادي انكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني ولن تبلغوا ضري فتضروني) 
فثمرة العبادة تعود علينا نحن البشر ولا يوجد ما هو أفضل في البشر وللبشر من إصلاح ذات البين،،من هنا يجب أن يكون الإعلامي إجابيا يسعى لإصلاح ذات البين ونشرقيم الخير والفضيلة والتٱخي والتعاون وتقوية اللحمة الوطنية لا ان يكون داعية فتنة وفساد في الأرض؟
ومن الإثم والعدوان شهادة الزور تحت أي دافع أسري مصلحي شرائحي قبلي جهوي سياسي،
قال تعالى( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبواقول الزورحنفاء لله غيرمشركين به)
وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله،،( عدلت شهادةالزورالإشراك بالله عزوجل ثلاث مرات).
والقلم مسؤولية وأمانةو شهادة،ويجب ان كون محكوما بالضوابط الشرعية فلا يمنعنى الحياء والتواضع من ذكر حقيقة الإنجازات الموضوعية المستمدة من المصادر الرسمية المأذونة؟
ولا يدفعنى شنٱن قوم إلى التهويل والتلفيق عليهم والدعوة للفتنة والفسادفي الأرض فالهدف من استخلاف الإنسان في الأرض هو البناء وليس الهدم،
وفي جميع الأحوال فإننا في حزب الإنصاف الحاكم والأغلبيةالرئاسية عموما من أقل القوى السياسية توظيفا لسلاح الإعلام عموما ؟ حتى أن فخامة رئيس الجمهورية في معمعة الحملة الرئاسية الأخيرة أصدر تعليمات صريحة لطاقمه الإعلامي بالإبتعاد عن أي خطاب غير مهذب وبلغة ناعمة،،وبعدم الردود على الإساءة من أي مرشح ؟؟
وحتى في إطار ذكرانجازاته واثناء الحملة كان يتحرج من ذكرها؟!!
فيقول،،( أحن كاع هذا ماكن نبق  تذكر ه)  وإذا لم يوظف سلاح الإعلام في السباق الإنتخابي ليذكر الإنجازات ويقدمها للناخب وللجمهور من أجل كسب صوته فهذا يعنى انه لن يستخدم في وقت ءاخر؟؟ ورغم ان من انجازات فخامة رئيس الجمهورية الكثيرة إكتتاب 23400 ألف مواطن في الوظيفة العمومية !!! وبناء4000 حجرة دراسية !!! وانجاز 3000 كلم من الطرق أي مايمثل نسبة36 من مجموع الطرق التي انجزت منذ الإستقلال!!!! واكتتاب 11000الف في قطاع التعليم وحده مابين استاذ ومفتش ومعلم،والتأمين الصحي لأكثر من ثلاث السكان فإنك تجد هذه الإنجازات غائبة عن الجميع بسبب عدم التسويق والتوظيف الإعلامي للمنجز؟! وإذا أردتم الدقة فإن مضمون اعلامنا في الحزب الحاكم والأغلبية الرئاسية عموما هو تنموي وخدماتي يركز على عموما وتطلعات المواطن أساسا وأحيانا نقوم في الإعلام البديل بالردود على هجمات سابقة من جهات سياسية معارضة تحاول قلب الحقائق والتلاعب بعواطف واعصاب المواطن ظنا منها انها بتلك الشعاراتية الديماغوجية ستحقق على الصعيد الإفتراضي ماعجزت عن تحقيقه في الميدان؟ 

وانطلاقا مما سبق وتأسيسا عليه فإن الساحة السياسية والإعلامية بشقيها الموالي والمعارض بحاجة إلى ميثاق شرف إعلامي اخلاقي يعتمد درء المفاسد وجلب المنافع والإتصاف بمكارم الأخلاق ومحاسن العادات ويبتعد عن عكسها ؟،

مع تحيات الكاتب الصحفي سيدي الخير الناتي،،