
مالم يستوعبه الكثير من الناس وما أزعج البعض وكشف سخائم قلوبهم هو أن موريتانيا اليوم لم تعد تلك الدولة الهامشية الصغيرة التي تدور تلقائيا في هذا الفلك الإقليمي أو ذاك؟ او هذا المحور الدولي أو ذاك ؟
وإنما أصبحت موريتانيا الجديدة تحت القيادة الحكيمة للرئيس غزواني دولة محورية في السياسات الإقليمية الإفريقية والعربية والإسلامية ؟
وفي السياسات الدولية لها حضورها الفاعل ودبلوماسيتها النشطة ومقاربتها الوطنية الخاصة التي تنطلق من رؤية استراتجية موريتانية صرفة توظف الموقع الجغرافي الإستراتيجي والثقافة والتاريخ والمقدرات الإقتصادية والإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي من أجل بلورة استراتجية موريتانية واضحة تخدم مصلحة الشعب الموريتاني أولا وأخيرا وتعبر عن تطلعاته نحومستقبل زاهر
هذه الإستراتجية التي تقوم على مبدأ تصفير المشاكل مع الجميع والإبتعادعن التخندق الإقليمي والمحاوري وتسعى إلى أن تكون موريتانيا في كل الأزمات الإقليمية والدولية جزء من الحل لا من المشكلة أكسبت بلادنا لأول مرة ثقة إقليمية وقارية ودولية تم التعبير عنها في اكثر من مناسبة إقليمية وقارية ودولية ؟
نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر رئاسة موريتانيا للإتحاد الإفريقي سنة 2024 وللبنك الإفريقي للتنمية سنة 2025 وهي سابقة في التاريخ السياسي الوطني إذ لم يحدث ان ترأست موريتانيا إفريقيا سياسيا واقتصاديا في أقل من سنتين ؟ كما شكلت تزكية اقليمية وقارية ودولية لسياسات الرئيس غزواني الداخلية والخارجية ،ويحضرني هنا إشادة المنظمة الدولية الأمريكية للنظم الإنتخابية بنزاهة الإنتخابات الرئاسية الموريتانية الأخيرة ؟
هذا الحضور المحوري لموريتانيا على كل الأصعدة السياسية والإقتصادية والأمنية ما كان ليغبب عن اعين صناع القرار في الغرب والشرق وعن اعين المؤسسات الإقتصادية الدولية حيث تسابق الجميع إلى خطب ود موريتانيا التي مثلت ولله الحمد حالة نادرة من الإستقرار السياسي والأمني في دول الساحل والصحراء الملتهبة ؟
وفي هذا السياق تمت دعوة الرئيس غزواني إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومعه أربع رؤساء افارقة فقط من اصل53 رئيس دولة إفريقي ؟ وهو مايؤشر على المكانة الجيوسياسية والإستراتجية التي أصبحت تلعبها موريتانيا في موازين السياسة الدولية؟!!! بعد ان كان يرمز لها بهمزة الوصل ( أ) التي لا مكان لها ولا انتماء؟
هذه الفتوحات الدبلوماسية التي حققها الرئيس غزواني دون ضجيح ودون شعاراتية أزعجت بعض الفرقاء المحليين والإقليميين وكشفت سخائم قلوبهم فراحوا يحاولون التنكيت والتشويش على هذا الفتح الدبلوماسي الجديد للرئيس غزواني مرة بزعم ان موريتانيا ستطبع مع الكيان الصهيوني ضاربة عرض الحائط بمزاج شعبها وبحقوق الشعب الفلسطيني وفاتحة ابوابها للإختراق الصهيوني من الداخل؟
ولما صدر تكذيب رسمي من سفارة موريتانيا في واشنطن عمدوا في سياق محاولة التشويش بالطبع إلى فرية اخرى تقول أن موريتانيا ستقبل ترحيل مهاجرين غير شرعيين من أمريكا إلى موريتانيا وهي كذبة لا أساس لها من الصحة
فموريتانيا لن تكون مكبا لنفايات الهجرة غير الشرعية وقد اكد لكم معالي وزير الدا خلية وترقية اللا مركزية والتنمية المحلية الأخ محمد احمد ولد ألمين ولد سيدي ذالك قولا وفعلا فهونوا على انفسكم،
وفي الخاتم فإن غزواني ذهب ليعرف ببلاده وبمقدراتها الإقتصادية وفرص الإستثمار فيها وقد نجح في ذالك من خلال عقد سلسلة اجتماعات مع رواد الأعمال ومديري كبرى الشركات الأمريكية العاملة في مجال الطاقة والزراعة والمعادن والتكنلوجيا الرقمية وهذا هو المهم ولم يذهب ليعلم اترامب الأخلاق واللباقة الدبلوماسية ؟
مع أن غزواني هو أول رئيس يطريه اترامب بقوله( لنبدأ معك فأنت رجل رائع وجدير بالإحترام ) وكلنا يتذكر كيف عامل اترامب الرئيس الأكراني والفرنسي والجنوب إفريقي؟؟
مع تحيات الكاتب الصحفي سيدي الخير الناتي