إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

تحقيق استقصائي: منظمات أميركية تُقدم دعمًا ماليًا ولوجستيًا مباشرًا للجيش الصهيوني

أربعاء, 23/07/2025 - 09:25

كشف تحقيق استقصائي لموقع "ذا إنترسبت" عن شبكة واسعة من المنظمات غير الربحية في الولايات المتحدة تُقدم دعمًا ماليًا ولوجستيًا مباشرًا للجيش الصهيوني، من خلال تمويل برامج تستهدف تجنيد مراهقين أميركيين للقتال في صفوفه، حيث يُظهر التقرير أن هذا الدعم المتزايد قد تصاعد بشكل لافت منذ السابع من أكتوبر 2023، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من آلة الحرب الإسرائيلية في غزة.

وبحسب التقرير، فإن برامج "الجنود المنفردين" (Lone Soldiers) تعد حجر الزاوية في هذا الدعم، وتستهدف هذه البرامج الشبان اليهود في الولايات المتحدة لتسهيل انضمامهم إلى الجيش الصهيوني، حيث وثق الموقع وجود حوالي 20 منظمة أميركية غير ربحية تعمل في أكثر من 20 ولاية، وتخصص ملايين الدولارات لدعم هذه البرامج.

وتحدثت الأرقام أن بين عامي 2020 و2024، أنفقت هذه المنظمات أكثر من 26 مليون دولار على أنشطة التجنيد والتدريب والإسكان والدعم النفسي للجنود، ومع بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023، ارتفعت أرباح هذه المنظمات بشكل كبير، ما جعله "العام الأكثر ربحية" لهذه الشبكة.

ومنذ عملية "طوفان الأقصى" البطولية، شهد عدد المتطوعين الأميركيين في جيش العدو ارتفاعًا حادًا، حيث يُقدّر عدد المجندين الجدد أو العائدين من الولايات المتحدة بحوالي 7,000 جندي.

وتستخدم هذه المنظمات أساليب متعددة لتجنيد الشباب الأميركيين وغسل أدمغتهم، حيث تبدأ عملية التجنيد في سن مبكرة:

البرامج التعليمية والمخيمات: تعتمد المنظمات على المدارس الدينية، والمخيمات الشبابية، وبرامج مثل "غارين تزابار" التابعة لحركة الكشافة الصهيونية، لغرس الأفكار القومية الإسرائيلية في نفوس الشباب.

الاحتفاء بالمجندين: تُقدم بعض المدارس الأميركية، مثل مدرسة فريش في نيوجيرسي، على الاحتفاء بخريجيها الذين التحقوا بالجيش الصهيوني، وتعرض صورهم في منشورات تمجد مشاركتهم العسكرية.

الدعاية المضللة: تنشر منظمات مثل "نيفوت" صورًا ومقاطع فيديو ترويجية تُظهر الجنود وهم يتدربون ويقاتلون في غزة، وتصف أنشطة عسكرية مثل "يوم في ميدان الرماية" بأنها "جرعة من المتعة"، في محاولة لتجميل صورة العدو المجرم.

وأكد التحقيق الاستقصائي لموقع "ذا إنترسبت" أن هذه المنظمات تعمل على تبرير انتهاكات جيش الاحتلال ونفيها، مستغلةً نفوذها وشبكتها الواسعة وذلك من خلال:

إنكار الجرائم: يشارك متحدثون باسم هذه البرامج، مثل الجندي الأميركي السابق "إيلي وينينجر" في فعاليات دينية لنفي ارتكاب الجيش الصهيوني جرائم حرب، رغم أن إحصاءات الأمم المتحدة تُظهر استشهاد وإصابة أكثر من 50,000 طفل في غزة منذ أكتوبر 2023.

التساهل القانوني: على الرغم من أن القانون الفيدرالي الأميركي يمنع التجنيد لصالح جيوش أجنبية على الأراضي الأميركية، إلا أن الأنشطة المتعلقة بالتبرعات والدعاية تظل قانونية، وتُسهل وزارة الخارجية الأميركية هذا الوضع بعدم إلزام المواطنين بإبلاغ الحكومة عن خدمتهم في جيوش أجنبية، ما يجعل تتبع أعدادهم أمرًا بالغ الصعوبة.

 وكشف التقرير عن أبرز المنظمات التي تُغذي الحرب ماليًا ولوجستيًا:

أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي (FIDF): تُعدّ أكبر داعم مالي لبرنامج "الجنود المنفردين"، حيث أنفقت حوالي 20 مليون دولار منذ عام 2020، وتدعم سنويًا أكثر من 6500 جندي، وتفتخر بأنها الجهة الأميركية الوحيدة التي تتعاون مباشرة مع القيادة العليا لجيش الاحتلال.

منظمة "لواء بيت": زادت ميزانيتها السنوية بشكل هائل من 160 ألف دولار في 2022 إلى 1.3 مليون دولار في 2023. وتقدم إمدادات لوحدات قتالية صهيونية، مثل وحدة "ياهلوم" المختصة بحرب الأنفاق، والتي نفذت عمليات تدمير واسعة في غزة.

وتُوضح "بيكا ستروبر" وهي جندية أميركية سابقة تحولت إلى ناشطة مناهضة للاحتلال، أن هذه البرامج ليست مجرد دعم مالي، بل هي "أداة استراتيجية" تهدف إلى إبقاء الجاليات اليهودية الأميركية مرتبطة عاطفيًا بالمشروع الصهيوني، فكلما تورط أحد أفراد العائلة في جيش العدو، أصبح التفكير النقدي أو الاعتراض على سياساته أكثر صعوبة، مما يضمن استمرارية الدعم الأميركي غير المشروط.

 ويُظهر التحقيق استقصائي لموقع "ذا إنترسبت" أن الولايات المتحدة، من خلال هذا التدفق المالي والبشري غير المباشر، شريكة في جرائم الإبادة الجماعية والقتل والتجويع داخل قطاع غزة، ومع استمرار تراخي السلطات الأميركية في مراقبة هذه الأنشطة، فإن المنظمات غير الربحية تُغذي آلة الحرب الصهيونية وتساهم في قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في تجاهل صريح للقوانين والقيم الإنسانية.