
مدخل،،
قد يتصور البعض ان في هذا العنوان مبالغة،إذكيف لمنتخب في الحزب الحاكم يحمل أصوات ساكنة ولاية بأسرها ويناضل في صفوف الحزب الحاكم الذي يسيطر على اغلبية مريحة في البرلمان وعلى كل المجالس الجهوية المكلفة بالتنمية اللامركزية وعلى جل المجالس البلدية المسؤولة عن تقديم الخدمة اليومية للمواطنين وتنصهر فيه جل النخب الفكرية والسياسية والإقتصادية والمرجعيات الإجتماعية ولكاتب صحفي وإعلامي كبير يعد من ابرز الأقلام والأصوات الثقافية المنافحة عن برنامج فخامة رئيس الجمهورية تسويقا ونشرا ودفاعا عن المكتسبات في وجه الذباب الإلكتروني والإعلام المضاد،كيف لأكبر مدون عند غزواني واكبر مرافع عن مشروعه وسياساته في ساحة الفكر والثقافة والأدب والإعلام ان يعاني؟؟ كيف ألا يأوى إلى ركن شديد؟
( الحزب الحاكم ورئيس الجمهورية ونظام حكمه)
وبكل طيبة قلب اجيبكم ان ماذكرتموه كان صحيحا تماما ومع ذالك فأنا فعلا أعاني معاناة مختلفة ومتعددة منها ماهو
موضوعي وماهوحزبي وسياسي وماهو ذاتي مرتبط بطبيعة وظروف الكتابة والكاتب عادة؟
وكما يقول الأميرالسعودي الوليد بن طلال،فإن لكل طبقةمشاكلها الخاصة التي تختلف عن مشاكل غيرها؟!!
أولا المعاناة الموضوعية،؟؟
أنا رجل كنت اتحرك في المجال السياسي والفكري والإعلامي منذ ماقبل سنة2019 أي ترشح صاحب الفخامة الأخ محمد ولد الشيخ الغزواني ولدي علاقات واصدقاء وحلفاء وحواضن اجتماعية في الحوضين وفي انواكشوط وفي الخارج ولي علاقات بالحقل الثقافي والمشهد الإعلامي منذ التسعينيات وكنت ادرك تماما ان الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بحكم عوامل عديدة ذاتية وموضوعية داخلية وخارجية هو الشخص المؤهل للرئاسة سنة 2019 لذالك دخلت في معارك اعلامية مع شخصيات اعلامية استهدفت غزواني قبل ترشحه مابين2016/2017 اذكر منها ثلاثة على الأقل لاداعي لذكر الأسماء حاليا؟ لكن الإستهداف كان بالنسبة لي ينطلق من اجندات هدفها التشويش على ترشح غزواني ليس إلا؟
وخلال ترشحه سنة 2019 كنت في مقدمة داعميه وقد سيرنا في مجموعة الأخوال اتناكيد قافلة من السيارات تتكون من 40 سيارة يتقدمها اخي الفقيه شيخنا ولدمحمد يرب مفتي مقاطعة عدل بكرو انطلقت من عدل بكرو إلى ٱمرج لإستقباله كما نظم اهل الشيخ محمد لقظف مسيرة أيضا في نفس اليوم لإستقباله في ٱمرج، وكذالك اجمان وأهل الشيخ محمد فاضل،وعندما انطلقت الحملة كان أبناء خالي شقيق امي ( ون وإسلموأبناء الحاج عمارو يصرفان من جيوبهما على نقل الناخبين الذين سيصوتون لصالح المرشح غزواني نظرا لعلاقتي الإجتماعية والسياسية والروحيةبه وقدلعبادورا مميزا في حملته،في ساحل العاج كما لعب اخي الفقيه شيخنا ولد محمديرب أدوارا كبيرة في الداخل والخارج ووجه الناس لإنتخاب الرئيس غزواني بعبارة ادق فقد تم استخدام كل ابعادنا التاريخية والروحية والإجتماعية التي تزيد على300 سنة في الحوض من أجل انجاح الرئيس غزواني في مأموريتيه الأولى والثانية،وقد نجح الرئيس وبقي الذي علينا نحن تجاه تلك الساكنة الطيبة و الكريمة والتي لم تخيبءامالنا فيها لحظة واحدة؟!!
ولعل الجميع يتذكر تلك الوقفة،التي وقفها أخي الفقيه شيخنا ولد محمد يرب ولد الحاج احمد عند ماأوشك عدل بكرو على الإنفجار بعد مقتل مواطنين منه على يد فاكنر والجيش المالي فكادت الأوضاع ان تخرج عن السيطرة لولا تدخل شيخنا وتوجيهه للمتظاهرين ان يعود ا إلى مساكنهم بعد ان وصلت رسالتهم ؟! والأمثلة كثيرة،
وفي نفس السياق ذهبنا في المأمورية الأولى إلى مقاطعة وادان أنا والدكتور محمد محمود ولد اعمر ولد عبد الله شيخ مجموعة ازماريك ،ومنسق حملة الشباب الأستاذ الحسين ولد البشر رئيس حزب الخضر ( قيد الترخيص) فاستقبلتنا ساكنة وادان بالترحاب والإكرام وقد طرحت هذه الساكنة مطالب منها ماهو موضوعي متعلق بالتنمية ومنها ماهو ذاتي متعلق بالترقية في السلم الوظيفي كما طرح الأستاذمحمد عبدالله صاحب وراقة المزود وبالمناسبة اطلب من والي ٱدرارمحمد عبد الله ولد محمد محمود مساعدته في ذالك المطلوب ،،
هذه الساكنة إذالم تتحقق مطالبها بالسرعة المطلوبه عندها فهذا يعنى ان فريق حملة الرئيس غزواني وفيهم سيدي الخير الناتي لم يوصل مطالبهم إلى الجهات المعنية؟؟ وهذا مايشكل جزء من معاناتي الموضوعية ؟
وقس على مطالب ساكنة الحوض الشرقي وساكنة مقاطعة وادان في ولاية ٱدرار مطالب ساكنة تامشكط التي اسكنها منذ العام2010 وأصبحت منتخبا فيها فعندما ذهبنا إلى مقاطعة تامشكط وإلى منطقة اتناكير ( ريوكات والنيشان والواسطة الخ)أنا والعمده السابق والعمدة الحالي ولقظف ولد اهل الشيخ وبناهى ولد احمد فال في الحملة الرئاسية الثانية نزلنا عند مسؤول النيشان العمدة المساعدلبلدية الراظي قلام وهو مسؤول حقيقي و رجل مجتمع،طرحوا عليناأيضا مطالب تنموية أساسا تتعلق بالزراعة والسدود والمياه والصحة لأن ساكنة النيشان لا تشرب حاليا إلا الماء المالح كما طالبوا بحواجز رملية تغير مجرى الماء عن قرية النيشان التي سبق لها أن اجتاحتها السيول خلال الخريف وهو لمايتحقق بعد، ،،
هذه المطالب المشروعة والملحة احيانا إذالم تتحقق في الوقت المناسب فإن ذالك يشكل حرجا اخلاقيا بالنسبة لي وجزء من معاناتي الموضوعية لأنني باشرت اهلها وشاهد عليها؟؟
صحيح أنني لم اقطع إلتزاما لأحد ولا لمجموعه ولكن الصحيح أيضا أن هذه المجموعات من الحوض الشرقي إلى وادان إلى تامشكط والنيشان في الحوض الغربي قد صوتت لنا ودعمتنا واستثمرت فينا سياسيا ومالياكما فعل النائب السابق سيدي محمد ولد الطالب أعل والمحافظ السابق الشيخ الكبير ولد أشبيه ولد ملاي الطاهر والمهندس محمد عبدالله ولد الطالب الملقب غالي ولد ابله
فأصبحت لهم ديونا سياسية واخلاقية علينا كحزب وكنظام يجب الوفاء بها حسب الإمكان ولهم مطالب تنموية ملحة كطريق عدل بكرو ٱمرج التي تأخرت كثيرا وإدخال المياه لقرية النيشان وفك العزلة عن قرية ٱقماكم في مقاطعة وادان،وإذا لم تتحقق هذه المطالب الشعبية التنموية فإن ذالك يشكل معاناة بالنسبة لي كناشط سياسي في حزب الإنصاف وعضو حملة الرئيس غزواني في مأموريتيه الأولى والثانية،؟
2 المعاناة الحزبية،،
نعم أنا منتخب في جهة الحوض الغربي منذ العام2018 وحتى الٱن،عن حزب الإنصاف طبعا وناشط سياسي وثقافي وإعلامي في هذا الحزب الحاكم ويهمني نجاحه وقوته وانتشاره افقيافي كل ارجاء الوطن وضمان سيطرته على أكبر نسبة في البرلمان وفي المجالس الجهوية،والبلديةباعتباره أكبر حزب تنصهر فيه معظم النخب الفكرية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية في البلد ويمتلك. مشروعا مجتمعيا متكاملالا إفراط فيه ولاتفريط ولاغلوولا تطبيع ولاتوريط؟!!
هذا الحزب الذي أناضل في صفوفه ورث للأسف تركة ثقيلة عن العشرية السابقة قوامها نخبة سياسية غيرمنضبطة حزبيا علاقتها بالحزب علاقة موسميةلاتتجاوز الترشح فقط فإذالم تجده فيه انفضت من حوله إذلا عهد ولاميثاق ولا رابطة فكرية أوتنظيمية أوسياسية او اخلاقية تربطها بالحزب اصلا اكثرمن اعتباره منبرللترشح فإذالم تجده فيه ذهبت إلى أي حزب ءاخر في الأغلبية او حتى المعارضة لتترشح منه لأن الولاء هنا للذات لا للحزب ولا المشروع السياسي والمجتمعي للحزب،!!!!؟
المعضلة الثانية التي ورثها الحزب هي ان ولد عبد العزيز قدقضى على الروح الحزبية تماما لدرجة جعلت الحزب الحاكم يعجز عن تأمين مقراته الإجتماعية في انواكشوط وعن تمويل حملاته الإنتخابية في المواسم الإنتخابية ولم يعد الترشح عمليا يتم داخل الأطر الحزبية المتعارف عليها من الفروع والأقسام والإتحاديات ويرفع للمجالس الحزبية العليا في الحزب وإنما اصبح الترشيح في الحزب( دولة بين الأغنياء) او الأقوياء فقط،،في حالة من الأوليكاشية السياسية الوقحة؟
هذه المعوقات البنيويةورثها حزينا حزب الإنصاف الموريتاني عن حزب الإتحاد من أجل الجمهوريةوأثرت عليه خلال المأمورية الأولى للرئيس غزواني لكنه بدأ يتعافى منها خلال هذه المأمورية الثانية وتحديدا منذ تعيين الوزيرسيداحمد ولد محمد رئيسا له وإذااستمر عليه فسيتمكن من اصلاحه ومأسسته وجعله حزبا حاكما يمثل الذراع السياسي والإعلامي للحكومة والنظام ولعل التظاهرة التي نظمها أخيرا والخرجات الإعلامية لرئيسه كانت خير مثال على ذالك؟من حيث حجم ونوعية الحضور ودقة التنظيم وعمق وجماهيرية الخطاب الذي القاه الرئيس سيداحمدمحمد وعكس فيه برنامج فخامة رئيس الجمهورية وبلغة الأرقام أيضا!!
،ولا شك أن كل مناضل في الحزب قبل هذا اتوجه،الجديدللحزب قدنال قسطامن تلك المعاناة التي ورثها الحزب عن العشرية التي قضت عمليا على الحزب كما قضت على مجلس الشيوخ واقالت رئيس المحكمة العليا خارج القانون السيد ولد الغيلاني،،!!!أي كل اطروقواعد التجربة الديمقراطية والتعددية السياسية؟؟
المعاناة الذاتية،،
هذه المعاناة الذاتية هي اشبه ماتكون بمعاناة طبيعية روتينية مرتبطةعادةبعمل الصحافة والثقافة والكتابة والشعر والأدب لذالك يسمون الصحافة( بمهنة المتاعب) وهي بالفعل مهنة متاعب نفسية وجسدية وقانونية وسياسية،،لأن اصدقاء الحروف ومن يتعاطون الكتابة يعيشون بين ثلاث سلطةاو قوى متصارعة هي،،
قوة اوسلطة الضميروالمبادئ الذاتية وقوةجمهور القراءوالجماهيرالشعبية وماتريده من المثقف،وقوة السلطة السياسيةالحاكمة،في كل زمان ومكان،،!!
هذه القوى الثلاثة إذالم يحسن المثقف التوازن الدقيق بينها ويفرق بين ماهومبدئي لا مساومة فيه كالدين والهوية ومقاومة الإختراق الصهيوني ،وحماية الوحدة الوطنية والمؤسسة العسكرية وبين ماهو تكتيكي يتعلق بتعدد الرؤى حول أحسن الطرق لإدارة البلد فإنه سيعيش حالة من المعاناة وشقاء الوعي ووجع الكتابةلامثيل لها،،
يقول زهير بن ابي سلمى،،،
ومن لم يصانع في اموركثيرة@ يضرس بأنياب،ويوطأبمنسم،!!
] : ( إن من البيان لسحر ومن الشعرلحكمة،) او كماقال،
،
ويقول نزارقباني في رائعته من مفكرة عاشق دمشقي،،
كم مبحروهموم الأرض تسكنه@ وهارب من قضاء الحب ماهربا
ماذا سأقرأمن شعري ومن أدبي@ حوافرالخيل داست عندنا الأدبا
وحاصرتناوٱذتنافلاقلم@ قال الحقيقة إلا اغتيل اوصلبا
يامن يعاتب مذبوحاعلى دمه@ ونزيف شريانه ماأسهل العتبا؟!
من جرب الكي لاينسى مواجعه@ ومن رأى السم لايشقى كمن شربا؟
ويقول نزارايضا في رائعة( اناياصديقة متعب بعروبتي)
نار الكتابة احرقت اعمارنا @ فحياتنا الكبريت والأحطاب،
ماالشعرماوجع الكتابة ماالرؤى@أولى ضحاياناهم الكتاب
يعطوننا الفرح الجميل وحظهم@ حظ البغايامالهن ثواب؟!!
في عصرزيت الغاز يطلب شاعرثوبا@ وترفل في الحريرقحاب !!!
سرقواأصابعنا وعطرحروفنا@ فبأي شيء يكتب الكتاب؟!!!
وبهذه الشهادات والإدانات يتضح للجميع،حجم العلاقة بين الكتابة والثقافة والمعاناة؟
ثم يستطرد نزارفي عرض معاناته مع القصيدة فيقول،،،
بأعصاب أعصابي رسمت حروفها@ وأطعمتها من صحتي من مدامعي
وأنفقت أيامي أصوغ سطورها@ بدقة مثال وأشواق راكع!!!!
فنزار هنايكتب القصيدة بأعصاب اعصابه ويطعمها من صحته ومن مدامعه،،وينفق أيامه في صياغة حروفها وسطورها بدقة الممثل وأشواق الراكع المتعبد!!!!
ولكم ان تتخيلوا أجواء اللحظة التي تولد فيها القصيدة وتكتب؟ وفي رائعته،،ورقة إلى القا رئ
فياقارئي يارفيق الطريق@ أنا الشفتان وانا الصدى
سألتك بالله،كن ناعما@ إذاماضممت خروف غدا
تذكر وانت تمر عليها @ عذاب الحروف لكي توجدا
!
وحتى لا يتصور احد ان هذا من هيام الشعراء في كل واد فهذا المفكر العربي الفيلسوف العقلاني المغربي محمد عابد الجابري يؤلف كتابا تحت عنوان المثقفون في الحضارة العربية،،تعرض فيه لمحنة احمد ابن حنبل في المشرق العربي مع الدولة العباسية التي عذبته وسجنته بسبب ظاهره مشكلة القول بخلق القرءان التي كانت هي المذهب الرسمي عند الدولة وباطنه السياسة لأن من يقول من العلماء بعكس قول المعتزلة وهو المذهب الرسمي للدولة العباسية معناه انه يعارض السياسة الرسمية للدولة علما ان الإجماع منعقد عند اهل السنة والجماعة ان القرءان كلام الله غير مخلوق فلماذا اقحمت الدولة نفسها في قضية فكريةكان الواجب يملي ان تبحث في الإطار الفكري بين العلماء بعيدا عن وسائل الإكراه عند الدولة؟!!
ونفس الشيء تعرض له الإمام مالك ابن انس عندما افتى بأن طلاق المكره لا يمضى لأنه مكره ( لاطلاق في إغلاق) فخيف من ان يقاس عليه ان البيعه تحت الإكراه أيضا لاتمضى وهي غير ملزمة ؟؟!!
فتعرض الإمام مالك للسجن والضرب حتى يرجع عن فتواه التي تشتم فيها رائحة معارضة السلطة؟!!ولوبصفة غيرمباشرة؟
وفي الأندلس تعرض ابن رشد الحفيد لنفس المصير،وابن رشد الحفيد عالم وطبيب وفيلسوف مسلم ولدفي 14 ابريلسنة1126 م في قرطبة في اسرةعلمية من اكثرالأسرالأندلسية وجاهة ونبوغا في المذهب المالكى حفظ موطأ مالك وديوان المتنبي ودرس العقيدة الأشعرية وبرع في الطب والفلك والرياضيات والفلسفة وتوفي في 10 ديسمبر سنة 1198 في مراكش] : وقد قدمه ابن طفيل للخليفةالموحدي ابي يعقوب يوسف فعينه طبيباله ثم قاضيا في قرطبة تولى أيضا القضاء في اشبيلية وكلفه الخليفة بشرح ٱثار افلاطون وٱروسطوالفلسفية ففعل ذالك وصحح بعض المفاهيم المغلوطة عن الفلسفة غير ان حضوره في بلاط الخليفة وانشغاله بالفلسفة قد اثارسخط بعض معاصريه من العلماء في البلاط فاستغلوا انتقاد ابن رشد للإستبداد في بعض اعماله فوشوابه للخليفة الموحدي ليتعرض للنكبة والنفي بنفس التهمة الجاهزة دائما؟ والتي وجهت قبله لأحمد بن حنبله في الشرق،وهي الزندقة والفسق حيث اعتبرت الدولة العباسية من لا يقول بخلق القرءان فاسق وزنديق،واعتبرت الدولة الموحدية في الأندلس من ينتقد الأشعرية اويشتغل بالفلسفة فاسق وزنديق رغم ان انشغال الحفيد بالفلسفة وشرحه لٱثارافلاطون وٱروسطو كان تلبية لرغبة الخليفة نفسه؟!!!
المهم أن تهمة الفسق والزندقة هي الجاهزة دائما للتخلص ممن تشتم فيه السلطة السياسية رائحة المعارضة عبر التاريخ الإسلامي،فوجهت تهمة الفسق هنا لإبن رشد ونفي لقريةاليسانة بالأندلس واحرقت كتبه،وقد أحصى جمال الدين العلوي لإبن رشد 108 مؤلفاوصلنا منها58 مؤلفابنصها العربي كما يقول الفيلسوف محمدعابد الجابري مؤلف كتاب( المثقفون في الحضارة العربية) محنة احمدابن حنبل ونكبة ابن رشدالحفيد،
وانطلاقا من كل ماسبق وتأسيسا عليه يتضح لكم ان العلاقة بين الثقافة والمتاعب علاقة قديمة وان الصراع بين السلطة السياسية وبين المثقف العضوي هو النقطة الناظمة للتاريخ العربي الإسلامي،،
وعندما نجد حاكما مثقفا يحفظ كتاب الله ومتضلع في العلوم الشرعية والعربية ومشبع بالثقافة العربية بأبعادها الثلاثة البعد البياني،والبعد البرهاني والبعد العرفاني ويحمل شهادة الماستر في العلوم السياسية والإدارية ولديه خلفية أمنية وعسكرية وقدرة كبيرة على الإصغاء والإنصات للرأي الٱخروالإنفتاح على المعارضة واشراكها حتى في التسيير اليومي فإن علينا كأصدقاء حروف،ننشط في الحقل الثقافي والإعلامي والسياسي ان نعض بالنواجذ على هذا الرئيس وندعم نظامه بغض النظر عن حضورنا الرسمي في هذا النظام من عدمه؟ وعن رعاية واحتضان وتثمين جهودما من عدمها؟
لأننا ندعمه من أجل موريتانيا أولا وأخيرا؟
ومن هذا المنلق لاغيرظلت منابري الثلاثة ( لعصابة والحوضين لدعم غزواني / وحماة الحسانية في الساحل والصحراء/ ومنصة التواصل العربي ) كلها مسخرة لخدمة مشروع الرئيس غزواني الذي رأيت فيه المشروع الوطني الجامع،وانا اعتبر ان تخلي المثقف والإعلامي والسياسي الوطني عن دعم مشروع الرئيس غزواني الإصلاحي يشبه تماما التخلي عن دعم الخليفة العادل عمرابن عبد العزيز في مواجهة صقوربني أمية الذين رفضوا سياسة عمربن عبد العزيز العادلة فلولم يتم الوقوف إلى جانب عمرفي مواجهته مع صقوربني أمية الذين رأوا في تهديدالإمتيازاتهم السياسية والمالية والإجتماعية لما عرف العالم الإسلامي تلك الخلافة الرئعة التي تصنف في إطار الخلافة الراشدة،؟؟!
وحتى لا يقول متقول ان سيدي الخيرالناتي يساوي بين عمربن عبد العزيز وبين الرئيس غزواني فإنني لا أساوى بينهما فعمر ولد في القرون المزكاة ( افضل القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) او كما قال وهو خامس الخلفاء الراشدين المهديين وغزواني ولد في القرن العشرين وهو 10 رئيس موريتاني والمقارنة هنا تتعلق بالمواقف لا بالأشخاص؟!!!
فلو تم التفريط فى دعم عمر بن عبد العزيز وهو يواجه صقور بني أمية لماعرف العالم الإسلامي تلك الخلافة الراشدة التي حققت العدل بين الناس وقامت بجمع وتدوين السنة!!
،
ولو تم التفريط في دعم الرئيس غزواني وهو يواجه تيارات ولوبيات الفساد والمافيا السياسية التي تلاعبت بهذا الوطن منذ الإستقلال وحتى سنة2019 لما عرفت موريتانيا أول مصالحة سياسية ومجتمعية ( خطاب وادان وخطاب،جول)
ولما عرفت أول لامركزية ادارية
وأول تعايش حضاري وتساكن سياسي بين المعارضة والأغلبية السياسية !!
ولماعرفت،أول دعم حقيقي للهوية،الشنقيطية،عبراستحداث جائزة،رئيس الجمهورية لدعم الموتون المحظرية التي شكلت،حاضنة الطلاب المحاظر وتشجيعا،للثقافة،المحظرية!!
ولما عرفت أول مقاربةأمنية وعسكرية جعلت موريتانيا الإستثناء النادر في دول الساحل والصحراء!؛
وأول سياسة خارجية متزنة نقلت موريتانيا من حقبة همزة الوصل الهامشية( أ) إلى العهد الذي أصبحت فيه موريتانيا تشكل جسرتواصل ثقافي وحضاري بين الوطن العربي وإفريقيا،تنتهج عقيدة دبلوماسية قائمة على تصفير المشاكل مع الجميع بعيدا عن التخندق الإقليمي والمحاوري توظف الموقع والثقافة والموارد من أجل مصلحة موريتانيا وتقف على مسافة واحدة من الجميع ؟
لوتم التخلي عن دعم مشروع الرئيس غزواني لماعرفنامشروع المدرسة الجمهورية الذي اكتتب11 ألف موظف مابين استاذومفتش ومعلم،
وبناء 4000 حجرة دراسية في المرحلة الأولى وزهاء 8000 في المشروع الإستعجالى الجاري العمل فيه،،
ولم تم إدخال000 23 ألف موريتاني سلك الوظيفة العمومية خلال 6 سنة،من حكم الرئيس غزواني!!
،
ولما تم تشييد3200 كلم من الطرق أي مايعادل نسبة32 من الطرق التي تم انجازها منذ الإستقلال وحتى2019 !!!!!
ولما تم التأمين الصحي لأكثر من ثلث السكان وتم اعتماد مقاربة صحية كفيلة بالتأمين الشامل مقابل رسوم زهيدة لا تتجاوز 250 جديد يدفعها الفرد مقابل تأمينة سنة كاملة،
ولما تم توزيع القطع الأرضية على528 حمال وتم تأمينهم صحيا،!!! وتأمين طلبة الجامعة والأئمة الخ
والأمثلة كثيرة لذالك لم اتردد في دعم هذا البرنامج ثقافيا وسياسيا وإعلاميا وأدبيا رغم الكلفة الكبيرة لهذا الدعم التي يدفعها من يعمل من أجل تسويق هذا البرنامج والتعريف به والوقوف في وجه الإعلام المضاد في وسائل التواصل الإجتماعي لأن البعض لا يفرق بين النقد والتجريح ولا يفرق بين الإختلاف في وجهات النظر السياسية والأمور الشخصية ؟
أي لايفرق بين ماهو موضوعي عام وماهو ذاتي؟ لذالك نتعرض يوميا لموجات من السب والشتم والتجريح بسبب دعمنا لهذا البرنامج لكننا ماضون في دعمه وقد فعلنا ماعلينا وهذا هو المهم،،
الكاتب الصحفي سيدي الخير الناتي مستشار جهوي وناشط في حزب الإنصاف،