إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

هآرتس: اليمن قوة لايمكن اسقاطها وضربة رامون اعادتنا الى "مربع الصفر"

اثنين, 08/09/2025 - 16:54

نشرت صحيفة هآرتس العبرية تحليلًا مطولًا اعتبرت فيه أن الاحتلال الإسرائيلي بات عالقًا في ما وصفته بـ"حرب العصابات " مع اليمن، بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من المواجهة المباشرة مع صنعاء ووقّعت اتفاق وقف إطلاق نار معها، ما ترك إسرائيل وحيدة في مواجهة الضربات اليمنية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحرب تعزز مكانة اليمنيين داخليًا وإقليميًا، في وقت أخفقت فيه كل الاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أي تغيير ملموس على أرض الواقع.

وأوضحت الصحيفة أن واشنطن، ومعها دول كالإمارات والسعودية، اضطرت في السنوات الماضية للانسحاب أو توقيع اتفاقيات تهدئة مع صنعاء بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها، بينما لا تزال إسرائيل تكرر الأخطاء نفسها بمحاولة استهداف قيادات مدنية أو مواقع استراتيجية اعتقادًا منها أن ذلك سيؤدي إلى إضعاف قدرات اليمنيين، لكن ما يحدث هو العكس تمامًا.

فحتى بعد اغتيال رئيس الوزراء اليمني أحمد الرهوي وعدد من الوزراء، جاءت ضربة مطار رامون لتعيد إسرائيل إلى "مربع الصفر"، وتثبت أن القدرات اليمنية لا تزال قائمة ومتطورة.

وأكدت هآرتس أن الضربات الجوية والاغتيالات وتدمير البنية التحتية المدنية لم تشكل رادعًا كافيًا، وأن مجرد نجاح طائرة مسيّرة واحدة أو صاروخ واحد في اختراق العمق الإسرائيلي يُعد كافيًا لإثبات استمرار الفشل الاستراتيجي.

معتبرة أن هذه ليست حربًا بين جيشين ولا مواجهة مع "وكيل إيراني" يمكن الضغط على دولته، بل حرب طويلة الأمد ضد قوة وطنية مستقلة لا تعتمد بشكل أساسي على التمويل الخارجي، وتمتلك مواردها الذاتية من الضرائب ورسوم العبور وصناعاتها العسكرية المحلية.

وأوضحت أن استهداف المطارات والموانئ الإسرائيلية ليس مجرد رد فعل على أحداث معينة، بل جزء من استراتيجية حصار جوي وبحري ممنهجة تهدف إلى إلحاق أكبر ضرر بالاقتصاد الإسرائيلي وبنيته التحتية.

وأبرزت الصحيفة أن إدارتَي ترامب وبايدن، ومعهما إسرائيل، تعاملت جميعها مع الحوثيين كجزء من "حلقة النار الإيرانية"، لكن التباينات ظهرت جلية في المواقف الأميركية؛ إذ رفع بايدن اسم الحوثيين من قائمة الإرهاب في بداية ولايته عام 2021، ثم أعاد تصنيفهم لاحقًا كجماعة إرهابية "خاصة"، بينما أصر ترامب في عودته على إدراجهم ضمن "منظمة إرهابية أجنبية" كاملة، ومع ذلك لم يتردد في توقيع اتفاق وقف إطلاق نار معهم.

وفي شهادتها أمام الكونغرس عام 2024، أقرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية السابقة أفريل هاينز بأن الحوثيين سيظلون نشطين وأن عملياتهم في البحر تُعزز مكانتهم الإقليمية، مشيرة إلى أن تصنيعهم المحلي للصواريخ والطائرات المسيّرة يجعل من الصعب القضاء على قدراتهم.

واعتبرت هآرتس أن هذه المعطيات كلها تضع إسرائيل أمام معركة لا يمكن كسبها بالمنطق العسكري وحده، إذ إن الحوثيين ليسوا مجرد ذراع إيرانية، بل كيان وطني مستقل يربط استمرار هجماته بوقف العدوان والحصار على غزة، وهو ما يجعل نهاية الحرب على غزة وحدها الخيار الوحيد القادر على إغلاق هذه الساحة التي تواصل فضح "حدود القوة" الإسرائيلية.

وختمت بالقول إن إسرائيل تكرر نفس ما جربته أميركا وبريطانيا والسعودية والإمارات، بالاعتماد على القوة العسكرية وحدها، لكنها تجد نفسها في مواجهة تهديد متجدد يتطور كلما استمر العدوان على غزة واستمر الحصار، مؤكدة أن نهاية الحرب على غزة قد تكون وحدها مفتاح إغلاق هذه الجبهة التي تصر على تعليم إسرائيل "حدود قوتها".