إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

موريتانيا لا تحتاج إلى خطابات تزرع الكراهية

اثنين, 22/09/2025 - 15:45

اتهام قوات الأمن بقتل المواطنين لمجرد أنهم سود هو كذبة خطيرة، صُنعت بعناية لزرع الفتنة بين الموريتانيين. والحقيقة واضحة: قواتنا الأمنية تتكون من جميع مكونات الشعب، موحدة في المهمة المقدسة المتمثلة في حماية الوطن. والقول بعكس ذلك هو إهانة للعديد من العناصر السود والبيض والمور والهاراطين والبولار والسوننكي والوولوف الذين يخدمون بشجاعة وكرامة، وغالبًا على حساب حياتهم، من أجل الحفاظ على أمن الجميع وسلامتهم.

الادعاء بأن «السود يُنزلون دائمًا من السيارات ويُفتَّشون عند كل حاجز، بينما البيض لا يُفتَّشون» هو محض افتراء. فكل من يسلك الطرق الوطنية، مثل خط PK7 باتجاه روصو، يدرك أن التفتيش بسيط وموحد للجميع: يطلب رجال الأمن بطاقة الهوية أو جواز السفر، لا أكثر. وبمجرد تقديم الوثيقة، يتوقف الإجراء. رجال الأمن الميدانيون ينتمون لجميع مكونات الوطن ويؤدون مهمتهم دون أي تمييز لوني.

ومن غير المقبول أن يحاول نائب منتخب من الشعب، ويتمتع بامتيازات الجمهورية ويسافر بجواز دبلوماسي، أن يبيع للرأي العام أطروحة «أبارتايد» وهمية. فلو كان بلدنا فعلًا دولة فصل عنصري، لما تمكن هذا النائب من شغل مكانه داخل مؤسساتها. والأدهى أنه تجرأ على أن يقول لإمام إنه «من أهل النار» لمجرد رفضه لهذه الأطروحة العبثية. لا أحد من البشر يملك حق الحكم على الآخرين بهذا الشكل.

أمام هذه الأكاذيب الفاضحة، يواصل البعض رغم ذلك ترديد: «نعم، لكن ليس لدينا سواه». مثل هذه العبارات لا تهدف إلا إلى إضعاف الوحدة الوطنية وتشويه صورة البلد في الخارج. لكن الحقيقة أن موريتانيا صامدة بفضل نسائها ورجالها الذين يعملون كل يوم على حمايتها.

قواتنا الأمنية تستحق الاحترام والعرفان. سواء تعلق الأمر بالجيش الذي يحرس حدودنا في الصحراء الملتهبة، أو الدرك الذي يؤمّن طرقنا، أو الشرطة التي تسهر على النظام في مدننا، فجميعهم يقومون بعمل عظيم. يسهرون ليلًا ونهارًا، بعيدًا عن أسرهم، معرضين للحرارة والإرهاق وأحيانًا حتى للتهديد الإرهابي. كثيرون منهم ضحوا بأرواحهم لكي نستطيع نحن التنقل بسلام، وممارسة تجارتنا بحرية، والعيش في استقرار.

موريتانيا لا تحتاج إلى خطابات تزرع الكراهية وتفرق أبناءها، بل تحتاج إلى الوحدة والتضامن والاعتراف بجميل الذين يضحون من أجل صيانة سيادتها ووحدتها.
اللهم احفظ موريتانيا وبارك في قواتها الأمنية، وامنح أبناءها الحكمة ليعملوا من أجل الوحدة لا التفرقة.

ديو عبد الله (AKS)
مناضل من أجل العدالة والحق والديمقراطية في موريتانيا
ملتزم بمعارضة مسؤولة وموحَّدة في خدمة الشعب
 لا للمغالطات، لا لزعزعة الاستقرار
من أجل موريتانيا قوية، عادلة وموحَّدة