
كشفت تقارير متطابقة أن إيران استلمت بالفعل دفعات من مقاتلات ميغ-29 الروسية المطوّرة، بعدما نشرت مجلة نيوزويك تقريرًا أوليًا عن هذه الشحنات ثم تأكدت لاحقًا أنها نسخ معدّلة جرى تزويدها برادار AESA متطوّر.
أظهرت الصور المسرّبة تغييرات واضحة في مقدمة المقاتلة، حيث وُضع رادوم جديد مصنوع من مواد مركبة يُحسّن نفاذية الموجات الرادارية ويقلّل البصمة الكهرومغناطيسية، كما جُهّزت الطائرات بأنظمة رصد كهروبصري حديثة تمنحها قدرة أعلى على كشف الأهداف الجوية وتعقّبها. وكشفت وسائل إعلام روسية عن وصول دفعتين إضافيتين من ميغ-29 إلى إيران، ما يشير إلى تفضيل طهران لهذه النسخ المحدثة على بدائل مثل المقاتلة الصينية J-10C، والسبب الرئيسي أن الطائرات تُسلم من مخزونات سوفيتية قديمة لدى روسيا تقريبًا مجانًا، فتقتصر تكاليف طهران على تحديثها—بما في ذلك تزويدها برادارات متطوّرة وصواريخ جو–جو بعيدة المدى مثل K-77M. بط
بحسب محللين عسكريين، قد يتيح هذا المسار لإيران الحصول على نحو مئة مقاتلة خلال فترة قصيرة نسبياً، ما يمثل قفزة نوعية مقارنة بأسطولها القديم المعتمد أساسًا على طائرات إف-14 وإف-4 وإف-5 المتقادمة.
يدير سلاح الجو الإيراني حالياً سربين من مقاتلات MiG-29A/UB التي طُلِبت عام 1989، ما يجعل صيانة وإدخال النسخ المحدثة للخدمة أمراً مألوفاً وسريعاً مقارنة بطائرة جديدة كلياً؛ وفي ظل استمرار تهديدات غربية وإسرائيلية وشيكة، تكسب سرعة الاستلام والتشغيل أهمية خاصة.
ورغم قدم تصميم الميغ-29، يمنحها تحديثها بأنظمة استشعار، وإلكترونيات من الجيل "4+"، مثل رادارات المصفوفة المرحلية الأكثر تقدمًا Zhuk-A/AM، إضافة إلى صواريخ الجو-جو R-77M، أداءً متميزًا قادرًا على مواجهة مقاتلات F-15 وF-16 التي تعتمد عليها القوات الجوية الإسرائيلية.
رادار Zhuk-A/AM يستطيع اكتشاف أهداف جوية على مسافة تقارب 160 كلم، وتتبع نحو 30 هدفًا في الوقت نفسه، والاشتباك مع ستة أهداف جوية وأربعة أهداف أرضية في آن واحد. كما أن زمن العمل قبل العطل (MTBF) للرادارات الحالية يُقدّر بنحو 150–200 ساعة طيران، بينما يوفّر رادار AESA زمنًا أطول بكثير يصل إلى نحو 500–600 ساعة، وقد كان المخطط تصنيع أربع وحدات وإجراء الاختبارات خلال عامين ثم توقيع العقود، مع احتمال أن يكون مشغّل أجنبي لميغ-29 هو أول زبون للرادار الجديد.