الحوضيات/ سيدي محمد ولد جعفر

هذه الصور لِعَلمٍ من اعلام الحوض الكثر المنسيين، هو احمد لعبيد من قبيلة أولاد مُحُمَّد (تنطق بضم الميم والحاء وتفخيمهما وتشديد الميم الثانية) وهو شخصية خلدها مجدد قرنه وفريد زمانه المرحوم شيخنا ولد مولاي سماعيل ولد الباشه.
نتج عن اضمحلال سلطنة أولاد مبارك انتكاسة عميقة وتراجع كبير في مجال الثقافة العالمة والحالمة والمترفة "الفن" في بلاد الحوض واحوازه، وكان الفن اكبر متضرر لكن الله غيض له الفذ شيخنا ولد الباشه، الذي يُعزى له القول إنه وجد الموسيقى عبارة عن منزل خرب تساقط سقفه وتكسرت ابوابه ونوافذه، فقام بترميمه وإعادة قواعده وطلائه ووضع المفاتيح في ابوابه.
خلد شيخنا شخصيات من محبيه بمنحهم "اشوارا " واتضح انهم كانوا يحبونها، فخلد ذكر فاطمة منت كوات ولد الشين عن طريق "شور اظلال ارديف الشور الكبير ال يبيظ انتماس الكرس شوهدٌ بـ إظلال المن لمنت كوات" ومنح صديقه لمام ولد احمد النيه احد "اشوار رخو انتماس  المسمى ملاص شوهدُ بـ-ملاص-  لمن لمام" واعطى سويلكة بنت احمد غايب احد " اشوار ماغ جوكة - سينيمة الجانبة الكحلة – "الشور" المسمى "جلي بوار الجيم تنطق بنبرة أهل الحوض في القراءة وبوار قبيلة من افلان في منطقة باغنه "  شوهدُ بـ"اسويلك سمن بوها اسويلكة اخل هالي" ليتوج هذا المشوار بإعطاء احمد لعبيد "شور انجرو" شوهدُ بـ " انجرو لمن لحمد لعبيد عبيد اسمين احمد لعبيد" .

بعد وفاة العلامة شيخنا ولد الباشه قال احمد لعبيد إن الحوض لم يعد صالحا للسكن، فغادره الى أرض آزواد ووضع عصا ترحاله بمدينة غاو واحوازها وتزوج امرأة من " بيلات حراطين لعجام " وخلف منها ذرية.. في أخر أيامه سكن بماكو ويبدو أن اتصاله بأهله الكُثر فيه كان قليلا.
 احد شباب التسعينيات "المفتوح في آزان"  زاره في بيته مرات، سأله احمد لعبيد كم يعزف "إيكاون من أشوار انتماس الكحل؟"  قال له في حدود عشرين، قال كانوا في حدود التسعين أيام شيخنا وبدأ يحسبهم لكن الشاب لم يسجل أسمائهم ولم تمهل المنايا احمد لعبيد ليراه ثانية ففي يوم 12-1-1992  توفاه الرحمن الرحيم الله، ارجو أن يتقبل الله منه صالح عمله وأن تسح شئابيب رحمته على رسم سكنه.