
تمر اليوم 20 اكتوبر الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد العقيد القذافي في مدينة الرباط الأمامي "سرت" بعد حملة صليبية مسعورة استمرت أكثر من 8 أشهر برا وبحرا وجوا، مدعومة بتمويل عربي سخي وبفتاوى معلبة أصدرها شيوخ الفتنة لزرع الشقاق بين الإخوة الليبييين، وتشجيعهم على حمل السلاح ضد بعضهم البعض، لتمزيق وطنهم وسفك دمائهم بدون وجه حق.
انتقل القذافي إلى الرفيق الأعلى صابرا مرابطا أمام بيته، يوم الخميس 20 أكتوبر وهو صائم، بعد أن قصف الناتو رتله في مدينة سرت، وانهالت عليه عصابات اللصوص وقطاع الطرق، المدعومة بوحدات فرنسية وأمريكية خاصة، قررت في النهاية تصفيته جسديا بعد ان وقع في الأسر جريحا.
رحل القذافي شامخا كما عاش، ما هان، ما لان، ما انكسر، وما استستلم للضغوط ولا الإغراءات ولا الوعود..
كان يؤمن بقدسية معركته وشرفها ونبل مقاصدها، لذلك ظل على نفس الموقف منذ اليوم الأول إلى أن لقي لله راضيا..
أما عن ليبيا من بعده فلا تسال، فقد تحولت إلى غابة لتجارة السلاح وتهريب البشر والحجر، وتجارة الرقيق، وباتت تسيطر عليها أكثر من سلطة، وبها أكثر من برلمان، وأكثر من عصابة، بعد فر عنها الذين قادوا المؤامرة، وصفقوا لتدخل الناتو، وتركوها تلعق جرحها النازف.