إعلان

 

تابعنا على فيسبوك

غارديان: جماعات إسلامية تقترب من العاصمة المالية باماكو

أحد, 02/11/2025 - 12:18

أفاد مراسل صحيفة غارديان البريطانية في غرب ووسط أفريقيا، إيرومو إغبيجولي، أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة، تقترب تدريجيا من باماكو عاصمة دولة مالي في غرب أفريقيا، بعد تصعيد هجماتها في الأسابيع الأخيرة على قوافل الجيش.
وقال إن مالي قد تصبح جمهورية إسلامية "تُطبق فيها تفسيرات صارمة للشريعة" إن سقطت العاصمة في أيدي تلك الجماعة.
وأوضح أن البلاد تعيش، منذ الإطاحة بالرئيس إبراهيم بوبكر كيتا عام 2020، دوامة من الانقلابات وانعدام الأمن والانقسامات الداخلية.
ولفت إلى أن حركة 5 يونيو -وهي ائتلاف يضم منظمات مجتمع مدني وأحزاب معارضة وزعماء دينيين- كانت قد قادت موجة احتجاجات واسعة أطاحت بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
وكان من أبرز قادة الحركة الداعية الإسلامي محمود ديكو، وهو إمام أحد أهم مساجد العاصمة باماكو والذي سبق أن لعب دورا في انقلاب عام 1991. وقد أسهم نفوذه الواسع في تعبئة الشارع ضد حكومة كيتا المتهمة بالفساد وسوء الإدارة.
وخلال مساعي المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) للتوسط بين الحكومة والمعارضة، كشف الرئيس كيتا للمشاركين أن الإمام ديكو يريد تحويل مالي إلى دولة إسلامية تُحكم بالشريعة، وهو تصريح أثار صدمة كبيرة في حينه، وفق الصحيفة البريطانية.
وبعد شهرين فقط، قاد النقيب آسيمي غويتا مجموعة من الجنود للاستيلاء على السلطة، وأسس المجلس الوطني الانتقالي بدلا من البرلمان، قبل أن يُنفذ انقلابا ثانيا في العام التالي ويُعلن نفسه رئيسا للبلاد.
وبحسب تقرير غارديان، فإن محللين يرون أن الخوف من بديل إسلامي أكثر تطرفا يمنع الناس من التظاهر ضد الحكومة، "مما يمنح المجلس العسكري بعض الدعم الشعبي الضمني".
واعتبرت الصحيفة أن هذا الوضع المتدهور دفع الولايات المتحدة ودولا أوروبية إلى إصدار تحذيرات عاجلة لرعاياها بمغادرة البلاد، في مؤشرات على فقدان السيطرة الأمنية في باماكو، واحتمال وقوع انقلاب جديد هو الثالث خلال 5 سنوات.
وأشارت إلى أن مالي تعاني من أزمة وقود حادة منذ أسبوعين، نتيجة للحصار الذي تفرضه جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على الشاحنات القادمة من كوت ديفوار وموريتانيا والسنغال، مما أدى إلى اختطاف وقتل عدد من السائقين والجنود. وبما أن مالي دولة حبيسة تعتمد على الواردات، فقد شُلّت الحياة في العاصمة باماكو.
ونقلت عن وزير مالي سابق يعيش في المنفى، لم تكشف عن اسمه، القول "لا أريد المبالغة، لكن البلاد تنهار أمام أعيننا… قبل نهاية ديسمبر المقبل سيقع انقلاب في منطقة الساحل".
وأضاف أن مالي "ستكون الأولى، ثم سيحدث نفس تأثير الدومينو الذي شهدناه بين 2020 و2023، حيث تسقط هذه البلدان الواحدة تلو الأخرى".
ورغم محاولات النظام الحفاظ على قبضته، فإن التهديد الإسلامي يزداد قوة، خاصة مع الحديث عن احتمال عودة الإمام محمود ديكو من منفاه في الجزائر.
وتشير تقارير إلى أن بعض عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين يطالبون بعودته لكي يتسنى لهم التفاوض معه بدلا من الحكومة، ويؤكد مطّلعون على الأوضاع هناك أن هذا هو الهدف النهائي لمن تسميهم "الجهاديين"، وهو تحويل مالي إلى دولة إسلامية، ويبدو أنهم باتوا قريبين جدا من تحقيقه.
المصدر: غارديان