العناوين البارزة في زيارة الرئيس للحوض الشرقي..؟!

لم يخف العديد من المراقبين والإعلاميين إعجابهم بالأسلوب الذي اعتمده فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في زيارته الأخيرة لمقاطعات ولاية الحوض الشرقي، حيث شكلت هذه الخطابات مادة دسمة للتحليل والإستشراف من قبل أغلب كبار الإعلاميين والمدونين..

فرغم أن الزيارة في ظاهرها تعد تقليدا رئاسيا دأب عليه رؤوساء موريتانيا، إلا أنها كانت استثناء من حيث الصراحة ووضوح الرؤوية في جميع القضايات التي تشغل الرأي العام الوطني، فلم تخلو من بعض المفاجآت التي لم يكن من المتوقع طرحها بهذه الصراحة والوضوح في قضايا الحوار والخلافة الرئاسية والفساد وخدمات الدولة الأساسية، وغير ذلك من الأمور التي كانت غائبة عن الزيارات الرئاسية السابقة..

كما اصطحب الرئيس معه وزراء ومسؤولين للرد على مشاكل المواطنين بما يشبه إلي حد كبير محاكمة للمسؤولين أمام الشعب في مرافقهم التي يتولون تسييرها، وهي سنة حميدة جديدة سنها الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وسيكون لها أثرها الجيد من حيث المردودية على السكان..

ففي كل محطة من محطات الزيارة كان هنالك عناوين بارز من مدينة النعمه إلي ولاته وكان أبرزها في كل من مقاطعة تمبدعه وجكني، عندما تحدث الرئيس لأول مرة عن امتعاضه من الترويج المبكر للمرشحين المحتملين لخلافته، قاطعا الطريق على مثل هذه الأفكار، وهي خطوة هامة ستدفع إلي إغلاق هذا الملف الذي كان الشغل الشاغل لوجهاء وأطر حزب الإنصاف منذ بداية المأمورية الثانية، وسيدفع بالحكومة إلي مزيد من الجد والمثابرة لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية..

و في مدينة جكني تحدث فخامته باسهاب عن عزم النظام على المضي قدما في محاربته للفساد مقدما تصورا متكاملا عن آلية محاربة هذه الظاهرة التي هي عائق للتنمية ومهدد للإستقرار، حيث قدم أرقاما في هذا الصدد..

وفي كل محطة من هذه المحطات كانت ردود الوزراء حاضرة كذلك على المشاكل التي يطرحها المواطنين، وهو تقليد جديد لم نعهده في الماضي في الزيارات التي كان يقوم بها الرؤوساء، وسيكون لها أثر كبير على مردودية الوزراء في قادم الأيام..

لقد كانت هذه الزيارة وما حملته من عناوين عريضة استثناء في كل محطاتها، حيث تميزت بوضوح الطرح ومكاشفة في جميع المواضيع والملفات التي ظلت تشغل الرأي العام الوطني..
 
الحسن ولد عالي ولد الشريقي
[email protected]