
كسر خطاب وزير المعادن والصناعة، تيام تيجاني، اليوم في مدينة الزويرات، الروتين التقليدي للخطابات الرسمية؛ حين استهله بالتذكير أنه ابن مدينة الزويرات فيها ولد ونشأ وتعلم؛ معتبراً المناسبة لحظة شخصية ووطنية استثنائية، وفرصة للتعبير عن الامتنان للجمهورية التي أتاحت لأبناء الوطن فرص التعليم داخل البلاد وخارجها، ومنحتهم – بفضل ثقة فخامة الرئيس – شرف خدمة الوطن دون أي اعتبارات جهوية أو اجتماعية..
جمهور الحاضرين قاطع الخطاب بتصفيق حار؛ عكس ملامسة أفكاره لوجدان الساكنة؛ فكان ناطقا رسميا تطوع للحديث باسم ساكنة هذا الوطن؛ من فصالة شرقا إلى انجاكو غربا؛ ومن سيلبابي جنوبا إلى عين بنتيلي شمالا.
هذا الوطن الذي يعاني هجمة خاسرة من طابور خامس؛ يمشي بيننا في الأسواق يأكل مما نأكل منه ويشرب؛ لكنه يتحين الفرص للانقضاض علينا من حين لآخر؛ رافعا شعارات فارغة؛ متسكعا بها عند أعتاب الأنظمة الغربية؛ حاملا جرة متسول يكذب ويتحرى الكذب حتى كُنب عندهم من الأفاكين؛ بارت تجارته وخسرت بضاعته المزجاة.
عزف الوزير تيام على وتر الوطن؛ فجاء حديثه انعكاسا لتربيته؛ وأخلاقه الفاضلة؛ وطبعه الذي لا تغيره صروف الدهر ولا تؤثر فيه الدعايات مهما كانت قوتها.
يضيف الوزير في خطابه الذي جمع بين السياسة والأدب والاختصاص أن "فخامة رئيس الجمهورية دأب في خطابه على التأكيد أن قوة موريتانيا لا تكمن في ثرواتها الطبيعية وحدها، بل في نسيجها الاجتماعي المتماسك وتنوعها الذي يتحول إلى مصدر قوة، وفي وحدة وطنية صلبة لا يُقصى فيها أي مواطن."
فعلا هذا التنوع الذي يلعب عليه المرجفون في المدينة؛ هو سر القوة؛ والوحدة؛ والتماسك؛ مع أن موريتانيا من أقل بلدان العالم تنوعا عرقيا وثقافيا.
يقول ابن مدينة الزويرات إن مدينته "مدينة عمل وكفاح وصبر، وفضاء امتزجت فيه الثقافات واللهجات والأجيال، فكانت نموذجاً مصغراً للحلم الوطني الأكبر الذي يعمل فخامة الرئيس على بنائه وترسيخ دعائمه عبر مختلف البرامج والمبادرات".
لم يأت التجاني اتيام اليوم إلى ازويرات ليقلي خطابا فنيا يتعلق بقطاعه فحسب وإنما قدم درسا في الوطنية والأخلاق والعلوم السياسية؛ درسا جديرا بأن نتوقف عنده؛ لندرك معا أن رئيس الجمهورية حين اختار التيحاني اتيام ضمن تشكلة حكومته؛ فقد أحسن الاختيار وأعطى القوس باريها بحق.
بقلم
ابن مدينة افديرك
.gif)


.jpg)


.gif)