عرف حزب " تواصل" العضو في تنظيم " الإخوان" الدولي، نكسة قوية وتراجعا حقيقيا لمده ، حسب النتائج الأولية للانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية التي جرت فاتح سبتمبر في موريتانيا.
خسر " تواصل" معاقل انتخابية كان قد سيطر عليها وروض ساكنتها بفعل المال السياسي الوافد أساسا من دول الخليج، حيث تلقى هزائم مرة في مقاطعات، واد الناقة، والطينطان والبلديات التابعة له، كما خسر جكني وكامور والغايره والنعمة عاصمة الحوض الشرقي، وتراجع نحو شوط ثاني في كرو، حيث تنعدم حظوظه في استعادة مدينة كرو، وتراجع على مستوى آدرار وتكانت والضفة والشمال، ويعاني صعوبات كبيرة في ولايات العاصمة نواكشوط الثلاثة.
تلقى حزب "تواصل" عضو تنظيم " الإخوان" الدولي هزائم بالجملة على امتداد التراب الوطني، وتأهل في بعض الدوائر للشوط الثاني بالتحالف مع حزب صار إبراهيما و " افلام"، مع حظوظ شبه معدومة في الفور بمقاعد الدوائر المتنافس عليها.
وكان أحد قيادات " تواصل" ومرشحها للمجالس البلدية في مدينة "باسكنو"، سنده ولد بوعمامه، قد التحق بعد هزيمته في الانتخابات، بالشمال المالي ليتولى مهام نائب رئيس "أنصار الدين" الإرهابية والناطق الرسمي باسمها خلال احتلال الإرهابيين لمدينة " تنبكتو" في العام 2013 في شما مالي.
وقد كشف العضو السابق بتنظيم " الإخوان" عبد الله ولد لوليد، أن حزب " تواصل" يستغل "مركز تكوين العلماء" الذي يرأسه المرشد الأعلى ومفتي الجماعة محمد الحسن ولد الددو، للإستفادة من " تعبئته وتمويلاته في الظل"، لتمدد التنظيم وانتشار أفكاره في الأرياف والمدن الكبيرة في موريتانيا.
وأكد ولد لوليد أن قيادات الصف الأول لحزب "تواصل"، تتلقى رواتب ضخمة مقابل عضويتها في مجلس إدارة "مركز تكوين العلماء"، و إنعاش حصص التعبئة والترويج لأطروحات ومواقف تنظيم " الإخوان" الدولي.
وكان الرئيس الحالي لحزب "تواصل" محمد محمود ولد سيدي يتولى في العام 2007 إنابة وزير الخارجية، بوصفه وزيرا للتعليم في آخر حكومة موريتانية مطبعة مع إسرائيل.
ومن صقور " تواصل" ومشايخها المرجعية، يبرز الشيخ ولد فتى، مؤلف أناشيد "تواصل" التحريضية، وأحد أبرز منظري ودعاة السلفية التكفيرية، وقد سبق أن باشر الإشراف على حمل السلاح في تسعينيات القرن العشرين من طرف شباب الجماعة المتواجد حاليا في السجون وعلى جبهات القتال في الشمال المالي.
يضم كذلك " مجلس الشورى"، الهيئة التشريعية المكلفة بالإفتاء لحزب "تواصل" بعض رموز السلفية الذين تميزوا بعداء الوسطية واستهداف الصوفية في موريتانيا، من أبرزهم الحسن حبيب الله.
وكان المرشد الأعلى ومفتي الجماعة محمد الحسن ولد الددو، والمالك الفعلي لقناة " المرابطون"، قد أفتى لجموع الشباب الذين التحقوا بالتنظيم في تسعينيات القرن العشرين " بتكفير الدولة والمجتمع"، كما كشف عن ذلك أكثر من واحد خلال محاكمات العناصر الإرهابية الوافدة من التنظيم.
وقد تبنى حزب " تواصل" رسميا خلال الضربات الاستباقية التي نفذتها موريتانيا ضد التنظيمات الإرهابية في الشمال المالي، تبنى الموقف الرسمي لتنظيم " القاعدة" ووصف مكافحة موريتانيا للإرهاب ب " الحرب بالوكالة"، تماما كما ورد في بيان لتنظيم " القاعدة" الإرهابي.
وكان حزب "تواصل" قد تأثر كثيرا بتوقف المساعدات وأموال الزكاة والصدقات التي كان تصله من السعودية والإمارات بعد تصنيف تنظيم " الإخوان" الدولي بالتنظيم الإرهابي من طرف البلدين.
ترتبط البداية الفعلية للإسلام السياسي بشكله المنظم باعتقالات طالت العام 1994 القادة الحاليين للحزب في إطار تنظيم مسلح " حاسم"، حيث عرضت اعترافاتهم على شاشة التلفزيون آنذاك، معلنين توبتهم ونيتهم الابتعاد نهائيا عن العمل الحركي والنشاط المسلح.