سعى حزب " تواصل" عضو تنظيم " الإخوان" الدولي لمناهضة وضعية الإجماع التي عرفتها موريتانيا خلال السنوات الأخيرة في مجال محاربة الإرهاب و دعم الجيوش وقوات الأمن في سعيهم لتأمين الحدود والتصدي للجريمة المنظمة وتنفيذ ضربات استباقية ضد أوكار الإرهاب.
وقد وقف جميل ولد إبراهيم ولد منصور، في شهر دجمبر من العام 2012، في البرلمان ضد تنفيذ الجيش الموريتاني لضربات استباقية قصد تأمين الحدود، حيث وصفها ب " الحرب بالوكالة"، مستعيرا الموقف الرسمي لتنظيم " القاعدة" الإرهابي.
كما اعتبر غلام، نائب رئيس " تواصل" الإخواني، في أكثر من تصريح صحفي، الحديث عن الإرهاب ومحاربته " نوع من التهويل لتبرير حرب بالوكالة".
وكان غلام قد اعتبر عملية "لمغيطي" 2005 التي ذبحت خلالها " القاعدة" جنودا موريتانيين بدم بارد " مجرد ردة فعل طبيعية من المجاهدين على سجن ولد الددو".
نظم "تواصل" الإخواني في العام 2010 زيارة القرضاوي لنواكشوط، عن طريق دعوة من "مركز تكوين العلماء" الذي يرأسه مرشد إخوان موريتانيا محمد الحسن ولد الددو، حيث تم تنظيم حفل جماهيري في الملعب الأولمبي، شهد سبق تقديم نشيد الربيع العربي ( لا تحلم بالحل السلمي)، الذي قدمه المنشد الرسمي ل " تواصل" عمر ولد حمادي، أمام قيادات تنظيم " الإخوان الدولي".
لكن التنظيم الدولي، صدمه عدم تجاوب الشعب الموريتاني، ووقف على حقيقة حجمه الفعلي في موريتانيا، ليغير الاستراتيجية من خلال التركيز على تحريض " الجزيرة" والنزول إلى الميدان الليبي وإطلاق "الربيع العربي" مباشرة من هناك.
عاود حزب " تواصل" الإخواني عضو تنظيم " الإخوان" الدولي الكرة في العامين 2010/2011، راكبا موجة الربيع العربي بعد انطلاقته الفعلية خارج موريتانيا، لكن الشعب ازداد رفضا للتعاطي مع دعواتهم بعد أن شاهد حجم الدمار والقتل والتخريب الذي تسبب فيه "الربيع العربي"، إضافة إلى السيطرة الأمنية المطلقة التي أظهرتها أجهزة الدولة الأمنية والسياسية، خصوصا المهنية العالية لقوات مكافحة الشغب التي تمكنت على مدى عامين من المواجهة المستمرة، من بسط سيطرتها دون اللجوء لاستعمال الذخيرة الحية ودون سقوط ضحية.
وفي العام 2014، توهم "تواصل" الإخواني قدرته من جديد على ركوب ما فاته من موجات الربيع العربي، حيث لفق قضية تدنيس المصحف الشريف، وجند إعلامه وأطلق مرشده ولد الددو فتاوي محرضة على الفتنة والإقتتال، واستغلال العاطفة الدينية لنشر الفوضى وزعزعة الأمن.
تدخلت السلطات من جديد، بعد أن أحكمت قوات الأمن سيطرتها على الوضع ميدانيا، وأعلنت إغلاق جمعية " المستقبل" التي يرأسها محمد الحسن ولد الددو، وحظر أنشطتها، لخرقها للقانون وقيامها بأنشطة مخلة بالنظام العام والمساس بأمن البلاد والتحريض على العنف والشغب، كما فتحت السلطات تحقيقا في مصادر تمويلها وأوجه صرفها، وصادرت جميع ممتلكاتها العينية والمنقولة.
منذ الترخيص لحزب "تواصل" الإخواني عضو تنظيم " الإخوان" الدولي في موريتانيا، وهو يضيق ذرعا بالعمل تحت غطاء الشرعية، فبعد كل هزيمة انتخابية، يسعى مباشرة لمحاولة زعزعة الأمن واستهداف النظام الديمقراطي الذي يفصح كل مرة عن رفض الشعب الموريتاني لتنظيم الإخوان وأساليبه التي شاهد تدميرها لبعض الشعوب والدول العربية، بعد إطلاق "الربيع العربي".