ما إن خيم موسم الإنتخابات التشريعية والنيابية والجهوية وألقى بظلاله علي مقاطعة مقطع لحجار حتي بدأ وزير المالية المختار ولد أجاي يحاول الظهور بمظهر القوة والهيمنة عن طريق بعض من ألف قلوبهم في المقاطعة بتعيينات صغرى ووعود وإغراءات وحاول أن يحدث قطيعة بين هؤلاء وحاضناتهم الإجتماعية ليخلق بهم واجهة سياسية جديدة ،،وقد أخذ الرجل في الحسبان كون هؤلاء قد لا ينجحون في استقطاب مجتمعاتهم وإقناعها بالإنخراض في توجاته وقد لا يوافقون علي خيارات مرشحيه الذين يرضى عنهم ومنحهم الثقة لحاجة في نفسه ليخوض بهم رهان تلك الإستحقاقات ،،فأعتمد لذالك السبب خطة التسمين الإنتخابي التي تقضي بإغراق الساحة بناخبين مستجلبين من خارج نطاق المقاطعة وحيزها الترابي فأظهرت اللائحة الإنتخابية مقاطعة مقطع لحجار على هيئة مقاطعة وطنية تضم كافة مواليد كبريات المدن الموريتانية وكانت ليلة الإنتخاب في بلدية مكطع لحجار تشبه إلي حد بعيد ليالي مهرجانات المدن التاريخية من حيث توافد الغرباء علي المدينة ،،وقد استعان علي خطة التسمين الإنتخابي تلك بكبار التجار ورجال الأعمال في المقاطعة الذين انخرطوا معه في اللعبة تحت الضغط والتأثير لأن الرجل له معهم شأن في الضراب خطير ،،ونجح فى تأليف قلوبهم واستمالهم بالإغراء والترهيب ،،فبدى موسم الإستحقاقات موسما مختلفا لأنه مقبل علي تجربة دخيلة وغريبة علي عرف اللعبة الديمقراطية ،،وكان الرجل يواجه بمخططاته واستيراتيجياته تلك قوى تقليدية ورجالات طالما كانت وجوههم مألوفة في اللوحة السياسية لمقاطعة مقطع لحجار ولهم حب تليد عريق في كافة الأوساط الإجتماعية ويعسر إقناع الساكنة بخيارات انتخابية لا تظهر فيها تلك الوجوه ولا تقف وراءها تلك المرجعيات التقليدية وتزكيها وتبارك اختيارها ،،كان الرجل مغرورا بنفوذه ودلاه بغروره ذالك جماعته المذكورة آنفا ،،وفي هذه الظروف ولد تحالف الكرامة والفضيلة الذي ضم كافة المجموعات في المقاطعة ببلدياتها الأربعة وسطع نجم هذا الحلف في ظرف وجيز وأصبح يشكل هاجسا بل كابوسا خطيرا سرق من الرجل راحة باله وطمأنينته وجعله يدفع ثمن الفوز في رهان الإستحقاقات غاليا ،،وما إن بدأت الحملة الدعائية للإستحقاقات حتي ظهرت الحفارات تجوب المنطقة مسلية الساكنة بحلم توفير الماء الشروب كما وقع مع أهل أتويجگجيت وبچنگل ،،هذا إضافة إلي إطلاق عشرات الوعود بكهربة الأحياء بل إيهام بعضها باتخاذ خطوات فعلية لكهربتها كحي القدس المنسي الذي مازال يقبع في الظلام ،،ولم تغب صفقات شراء الذمم من المشهد الدعائي لحزب الإتحاد في مقاطعة مقطع لحجار عموما والبلدية المركزية خصوصا ،،لتظهر نتائج الشوط الأول بحسم بلديات كل من جونابة وواد أمور وصنكراف لصالح الإتحاد حسما لازال يلاحقه القضاء ،،وكادت أن تلحق بلدية مقطع لحجار المركزية بهذا الحسم الدعائي المزور لولا عناية الله وجسارة المناضل العظيم وقائد سفينة حلف الكرامة منسق حملة حزب الفضيلة أستاذ الرياضيات المتميز العبقرى إسلمو أحمد سالم الذي استطاع بدقة حساباته أن يجعل الوزير يتوكؤ علي رجل عرجاء طيلة الفترة ما بين الشوطين الأول والثاني وهو الوزير الذي طالما تبجح بحزبية المقاطعة وانتمائها القوى لحزب الإتحاد ووصف الرافضين لهيمنة علي الحزب ولسياساته الإقصائية بالأقلية المغاضبة ،،ليتضح أن تلك الأقلية المغاضبة تمخضت عن جبال راسيات ذات بعد إجماعى مؤثر ومتغلغلة في المقاطعة وراسخة الأقدام وأثبتت له أن البلدية المركزية ليست إتحادية كما يحلو له هو بل إتحادية كما يحلوا لهم ، وأن نهج الرئيس وتوجهات هم من آمن بها قبل أن يكون هو شيئا مذكورا ،،وأن نسبة 40% من السكان الأصليين وقاطني البلدية المركزية وأصحاب القناعات خير وأعظم ثقلا في التوازنات السياسية والديمقراطية من نسبة 60%من الناخبين المستجلبين والقواعد الإنتخابية الهشة ،،فهل يعد منتصرا من صنع نصرا بالتسمين الإنتخابي وشراء الذمم وسخر المقدرات المالية للدولة وأجهزتها القضائية والأمنية كما فعل المختار ول أجاي في مقاطعة مقطع لحجار عموما والبلدية المركزية خصوصا ؟؟أم من اعتمد علي ولاء تليد وحب عريق في الذاكرة الجمعية للمجتمعات..
الحسين ولد سيد ولد العيمار