إعلان

تابعنا على فيسبوك

صمود قلعة النضال

أربعاء, 19/09/2018 - 16:19

ظلت مقاطعة مقطع لحجار خلال الفترات السابقة بمثابة قلعة نضال محصنة يضيئ سناها كل أرجاء الوطن ،وتتميز بنضج طبقتها السياسية التي ما فتئت تقدم دروسا في السياسة لكافة أبناء موريتانيا .
وبفضل مرجعياتها التقليدية استطاعت أن تحافظ على تقسيم الأدوار بطريقة ترضي الجميع دون أن يتذمر منها زيد ولا عمرو .
ومع بزوق فجر وزير المالية بدأت السياسة تأخذ منعرجا آخر ،إذ حاول أن يرسم نموذجا جديدا يرمي من ورائه إلى وضع المقاطعة تحت قبضة يده ويختزلها في نفسه يصرفها كيف شاء ومتى شاء ! ،وانتهج لذلك خطة تعتمد على تعيين مجموعة من الأطر لمصادرة الرأي السياسي للمقاطعة ،وهو الأمر الذي ترفضه جميعا بمرجعياتها التقليدية وشيبها وشبابها ورجالها ونسائها..... .
ولعل ذلك ذلك ما ظهر جليا حين قرر السيد الوزير اختيار المرشحين للمناصب الإنتخابية بمعية الأطر دون التشاور مع مرجعيات المقاطعة ونخبتها التي دأبت على سنة التشاور في مثل هذه الحالات ، وفرض بنفوذه ترشحهم من المؤسسة الحزبية لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية .
مما نجم عنه ردة فعل قوية حيث تشكلت مجموعة الكرامة بزعامة قائدها وربان سفينتها الشيخ موسى ولد كبد  الذي إلتفت حوله معظم المرجعيات التقليدية ممثلة في أبناء الشيخ أحمد أبو المعالي وخاصة الشيخ عثمان والشيخ محمد بالإضافة إلى الأمير إبراهيم الخليل ولد احمياده والشيخ أكاها ولد عابدين ،والوجيه الإجتماعي أحمد جدو محم بوب وكذلك الشيخ ولد أعليه وغيرهم من الوجهاء ورؤساء التجمعات والأحياء والنشطاء والفاعلين .
وقررت هذه المجموعة أن تخوض رهان الإستحقاقات البلدية والنيابية والجهوية من داخل حزب الفضيلة الذي وقع عليه الإختيار لجملة من الأسباب أهمها :
1- كونه حزبا من أحزاب الموالاة بل إنه يتربع على عرشها ويتولى قيادة كل الأحزاب الموالية لنظام محمد ولد عبد العزيز .
2- كون مجموعة الكرامة متمسكة بدعم رئيس الجمهورية وتثمن إنجازاته على مستوى الوطن عامة وفي مقاطعة مقطع لحجار خاصة .
واستطاعت تلك المجموعة بتحالفها مع الفضيلة  أن تكسب ثقة المواطن لما تتمتع به من مقومات الإستمرار والديمومة ،ونافست على الرهان ببسالة واثبتت جدارتها بقيادة المقاطعة إلى بر الأمان .
ولولا اعتراض سبيلها بنموذج جديد من التزوير لكسبت الرهان في الشوط الأول وبدون عناء يذكر .
لكن استجلاب الناخبين أو ما بات يعرف بظاهرة  بالتسمين الإنتخابي الذي عكف عليه حزب الإتحاد وساعده في عبور بعض المناطق بالشوط الأول . هذا وقد استخدم الحزب نفوذ الدولة بشكل قوي في الترغيب والترهيب والضغط  والمقايضة.......فأثر ذلك هو الآخر أيما تأثير .
كما أن ظاهرة التحكم في الطبقات الهشة عن طريق شراء الذمم ساهم هو الآخر  في نجاح حزب الإتحاد بنسبة مهمة  .
كما أن أيضا استغلال سلطة القضاء لصالح الحزب بسبب المتنفذين الذين فرضوا إعادة فرز بعض الصناديق في الوقت بدل الضائع ،حيث أصبح القضاء في مرحلة من الإنسيابية لم يسبق لها مثيل إذ تصدر قراراته بين عشية وضحاها .
وليس هذا فحسب بل إن هنالك التزوير الواضح والفاضح من قبل بعض رؤساء المكاتب ،
كلها أمور سهلت عبور الإتحاد وكسبه الرهان في مقاطعة مقطع لحجار بعد أن جرته مجموعة الكرامة إلى شوط ثاني في بلدية مقطع لحجار المركزية وكلفته بذل الغالي والنفيس والإستعانة بكل ما من شأنه أن يساعد في تجاوز عقبة تلك المجموعة التي قدروها عند ظهورها بنسبة 03% فقط .
لكنها استطاعت أن تفند مزاعم الوزير والأطر وما يظهرونه من التمكن في مقطع لحجار .ونافستهم بقوة في مكاتب محسوبة على بعضهم بل إنها سيطرت علي بعضها سيطرة تامة ،ونفت قوتهم المزعومة.

وانطلاقا من كل هذا وغيره نوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية نطالبه فيها بإعادة النظر إلى سياسة مقطع لحجار التى سلكت منعرجا خطيرا قد يؤدي إلى أمور لاتخدم انسجام المقاطعة وعلاقتها بمرجعياتها التقليدية والدينية .
والسلام

عمر ولد العيمار استاذ