عادت احياء وشوارع الضواحي الجنوبية من العاصمة الليبية لتكون مسرحا لاشتباكات مسلحة خاصة في منطقة عين زارة.. الاشتباكات بحسب مصادر ميدانية اندلعت عقب خرق ميليشيا ثوار طرابلس لاتفاق وقف اطلاق النار الذي عملت عليه البعثة الاممية مؤخرا.
ونتيجة لهذه الاشتباكات سقط عدد غير محدد من القتلى والجرحى بمناطق مختلفة من العاصمة ..وكانت تلك المعارك اندلعت عنيفة مساء الاربعاء على جميع المحاور، حيث سجل سقوط قذائف مدفعية وصاروخية في منطقة مشروع الهضبة وطريق المطار ما ادى لاقفاله.
وفيما تحاول قوات لواء الصمود التي يقودها صلاح بادي، التوغل داخل طرابلس، تعمل قوات الدعم المركزي، التي تتبع رسميا حكومة الوفاق الوطني، على التصدي لها.
وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، أن البعثة الأممية تعمل على مدار الساعة لتجنب المعارك داخل العاصمة، وشدد على ضرورة وقف هيمنة التشكيلات المسلحة على المؤسسات السيادية وتجنيب طرابلس مزيدا من الدمار والخراب والتقسيم.
كما حملت بعثة الأمم المتحدة للدعم قيادات المجموعات المتحاربة في منطقة صلاح الدين جنوبي طرابلس كامل المسؤولية عن أي أذى يصيب المدنيين.
من جهته نفى قائد الجيش الليبي المشير، خليفة حفتر، وجود أي علاقة للقيادة العامة للجيش بالاشتباكات الدائرة في طرابلس، مؤكدا أن قواته ستتحرك عندما "نرى الوقت مناسبا".
وقال حفتر إن الوحدات التي تتحرك في طرابلس الآن ليس للجيش أي علاقة بها على الإطلاق، لافتا إلى أنها تحركات ارتجالية.
وأشار قائد الجيش إلى الدعم، الذي تحصل عليه الميليشيات المسلحة من قبل حكومة طرابلس، لافتا إلى أن القانون سيلاحق الجميع.
وأكد حفتر أن الجيش بات يسيطر على معظم مناطق البلاد، مشيدا بالانتصار على الإرهابيين في كل مكان وفي وقت وجيز.
هذا وتعتبر تلك التطورات تحديا كبيرا لجهود الامم المتحدة بارساء السلام في ليبيا، على الرغم من اتفاقات وقف اطلاق النار وكذلك اتفاقات توزيع النفوذ والحكم بين الاجنحة المتصارعة في البلاد.
وتعيش ليبيا حالة من الفوضى والانفلات الأمني بعد سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة على مقاليد السلطة في هذه الدولة التي كانت واحة أمن وأمان.