إعلان

تابعنا على فيسبوك

تسونامي 300 S: الدُبّ الروسيّ زَلزَلَ إسرائيل.. موسكو غيّرت قواعد اللعبة

أربعاء, 26/09/2018 - 09:07

بما أنّ الإعلام العبريّ هو مرآة لأفكار ومبادئ حُكّام تل أبيب، فيُمكِن تلخيص المشهد الإسرائيليّ بعد إعلان الروس نيتّهم تزويد الجيش العربيّ السوريّ بمنظومة صواريخ (S300)، بالصدمة والهستيريا وخيبة الأمل من الـ”دّبّ الروسيّ”، بالإضافة إلى ذلك، لا نُجافي الحقيقة بتاتًا إذا جزمنا بأنّه نستطيع أيضًا اختصار الصدمة بعنوان الصفحة الأولى، الذي نُشر بالبنط العريض في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، صباح اليوم الثلاثاء: “انهيار السدّ”، حيثُ طالبت الصحيفة بـ”تجنيد ترامب” لوقف التدهور الحاصِل بين موسكو وتل أبيب، الأمر الذي يؤكّد أنّ نافذة الفرص أمام إسرائيل قُبالة روسيا أُوصِدَت بشكلٍ مُحكمٍ.

وفي هذا السياق، أشار مُحلّل الشؤون السياسيّة في القناة العاشرة العبريّة، باراك رابيد إلى أنّ بيان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو حول تزويد سوريّة ببطاريات صواريخ متطوّرةٍ ضدّ الطائرات من نوع أس-300 هو تطور سلبيّ دراماتيكيّ لإسرائيل، سواء من ناحيةٍ عسكريّةٍ أوْ من ناحيةٍ سياسيّةٍ، مُضيفًا أنّ تزويد الصواريخ، إضافةً إلى خطواتٍ أخرى أعلن عنها شويغو مثل إغلاق الملاحة الجويّة، والرادارات الجويّة ومنظومات الاتصال بين الطائرات، قد يُشكّل صعوبةً كبيرةً على نشاطات سلاح الجوّ الإسرائيليّ في سوريّة.

رافيد، الذي اعتمد على مصادر رفيعة في تل أبيب، أوضح أنّه في الـ15 سنة الأخيرة عمل ثلاثة رؤساء حكومة إسرائيليون: شارون، وأولمرت ونتنياهو مع القيادة الروسية لمنع إرسال الصواريخ المتطورة إلى سوريّة، مُشدّدًا على أنّ إسرائيل حظيت أكثر من مرّةٍ بدعمٍ كان على صورة ضغوطاتٍ أمريكيّةٍ، وبريطانيّةٍ وفرنسيّةٍ ضدّ روسيا، لافتًا إلى أنّه حتى اليوم استجاب الكرملين للمطالب الإسرائيليّة، لكن حادثة إسقاط الطائرة الروسية قبل أسبوع خلقت واقعًا جديدًا، سيُثبِت مقولة شويغو إنّ الوضع تغيّر وهذا ليس ذنبنا.

بالإضافة إلى ذلك، لفت رافيد إلى أنّه خلال النقاشات في لجنة الخارجيّة والأمن التابعة للكنيست الإسرائيليّ في السنوات الأخيرة اعتاد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو على المغالاة في قصصه الفولكلورية عن علاقاته الوطيدة مع بوتين وعن الفطائر التي تُقدم في الوجبات في المقر الصيفي للرئيس الروسيّ في سوتشي، مؤكّدًا على أنّه في لحظة الاختبار الكبيرة والأولى لإسرائيل وروسيا يبدو أنّ العلاقات بين بوتين ونتنياهو لم تصمد، بحسب تعبيره.

هذا وشدّدّ المُحلّل على أنّه في الجيش الإسرائيليّ استعدّوا منذ عدّة سنوات للتعامل مع صواريخ أس-300 من خلال فرضية أنّه في مرحلةٍ مُحدّدّةٍ سيقوم الروس بإرسالها إلى جيوش دولٍ معاديةٍ، وهكذا حصل عندما زوّد الروس هذه المنظومة المتطورة في العام 2015 إلى الإيرانيين، على حد تعبيره.

ورأى أنّ الخطوات الحازمة للروس إلى جانب التصريحات اللاذعة من وزير الدفاع الروسي شويغو أمس، تشير إلى أنّ الخّط المُتشدّد للمؤسسة الأمنيّة الروسيّة هو الذي انتصر، مؤكّدًا على أنّ الأزمة بين إسرائيل وروسيا ستشتد. وأوضح أنّ رئيس الوزراء نتنياهو بالتأكيد سيُحاوِل كبح نقل الصواريخ بمسعى اللحظة الأخيرة، لكن يبدو أنّ الحديث يجري هذه المرّة عن قرارٍ روسيٍّ لتغيير قواعد اللعبة في سوريّة، أكّد المُحلّل رافيد.

إلى ذلك، رأى أليكس فيشمان، مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنّ الأزمة بين روسيا وتل أبيب أدّت لانهيار السدّ، لافتًا إلى أنّ المشكلة بين موسكو وتل أبيب ليست عسكريّةً، إنمّا سياسيّةً، إذْ أنّ كلّ يومٍ سيمُرّ هو بمثابة امتحان، لأنّ الإيرانيين سيستغّلون بطبيعة الحال هذه الأزمة بين البلدين بهدف كسر الخطوط الحمراء التي وضعتها تل أبيب حول تمركزهم في سوريّة.

وتابع فيشمان قائلاً إنّ العلاقات الروسيّة-الإسرائيليّة هي عنصر هامٍّ جدًا في إستراتيجيّة الدولة العبريّة في الشرق الأوسط، وعندما يُعلِن الروس عن تنصّلهم من العلاقات مع دولة الاحتلال، فإنّ هذا الأمر يُضعفها كثيرًا جدًا، وهذا الأمر يمنح إيران الضوء الأخضر للقيام بحملةٍ واسعةٍ لتزويد حزب الله اللبنانيّ بالصواريخ كاسرة التوازن والدقيقة والمُتطورّة، على حدّ قوله.

أمّا مُحلّل الشؤون الخارجيّة في القناة العاشرة، ندّاف إيال، فقال إنّه لم تبقَ أمام نتنياهو أيّ فرصةٍ لمُحاولة رأب الصدع مع موسكو، سوى العمل على تجنيد الرئيس الأمريكيّ ترامب، لافتًا إلى أنّ القرار الروسيّ أطلق رصاصة الرحمة على العلاقات الطيبّة بين تل أبيب وموسكو، وأنّ ترامب بمقدوره منح الروس شيئًا ما في مكانٍ ما لكي يتراجعوا عن قرارهم، لافتًا إلى أنّ الحديث عن قيام الروس بإبعاد الإيرانيين من سوريّة بات في خبر كان، ومُشدّدًا على أنّ المشكلة لا تكمن فقط في بوتن، بل في ترامب نفسه، إذْ أنّ الحديث يجري عن رئيسٍ أمريكيٍّ غير مُتوقعٍ في كلّ ما يتعلّق بعلاقاته مع روسيا، بحسب تعبيره.