إعلان

تابعنا على فيسبوك

ولد الوالد.. وسيط الكيدية

جمعة, 05/10/2018 - 10:19

أعلن السيد محفوظ ولد الوالد في صفحته على الفيسبوك يوم أمس  عن فحوى جهود قام بها للوساطة بين النظام الموريتاني وجهة لم يسميها بالاسم .. لكن فهم انه يقصد الاخوان ومركزهم ..وكشف ولد الوالد عن مضمون لقائه برئيس الجمهورية الذي يمثل طرف الدولة والنظام ولم يحدثنا عن الطرف الآخر ممثلا في السيد محمد الحسن ولد الددو الموجود في تركيا التي لا يستطيع ولد الوالد زيارتها بالإضافة إلى مائتي دولة من العالم ليس بسبب إعاقة جسدية لله الحمد

وإنما بسبب معتقداته الفكرية ولكونه كان مفتي تنظيم القاعدة الإرهابي وقد ظهر إلى جانب زعيم التنظيم اسامة بن لادن في اكثر من مقطع وتقع على عاتق تنظيمه المسؤولية عن إزهاق أرواح الأبرياء المسلمين في أكثر من منطقة من عالمنا هذا فضلا عن الضحايا الآخرين..

لقد استغرب كثيرون هذه الوساطة من رجل هو آخر من يحق له الحديث في هذا الموضوع..

فالوساطة عادة تأتي من أشخاص طبيعيين وليس من أناس لهم سوابق إجرامية إرهابيين سابقا ولاتزال الملابسات حتى اللحظة تحوم حولهم خاصة وان الرجل اقصد السيد محفوظ ولد الوالد لم يعتذر بشكل علني للشعب الموريتاني عن الإساءة والتشهير التي ألحقها بسمعة الوطن خلال حقبته مع التنظيم ولا يزال الناس يتذكرون تسجيلات الرجل وصوره واسمه الحركي في أدبيات التنظيم "ابوحفص الموريتاني"..

كيف تقبل دولة تحترم نفسها وتثق في قضائها وعدالتها و لديها اجراءاتها و اجهزتها الامنية وخططها الوطنية ان تقبل بوساطة شخص مثير في ملف يتعلق بامن الدولة وبمصالح الامة  وان  تصغي الاذن لوساطة اقل ما يقال انها كيدية ومشبوهة ولها دوافع اجهاض الحسم في ملف يشكل بؤرة المشاكل التي تهدد كيان الدولة والوطن.

صحيح ان اذرع ابواق الاخوان الاعلامية هللت لهذه الوساطة وروجت لها لكونها تشكل انقاذا لهم من حبل المشنقة..

لقد اخطأ من كان ضالعا في  ترتيب لقاء مفتي القاعدة السابق مع رئيس الجمهورية  وما كان له ان يقوم بهذا الدور المثير للشبهة والذي اقل ما يمكن ان يقال انه محاولة للالتفاف على هذا الملف والسعي لاجهاضه كي لا يصل الى مستويات خطيرة..

صحيح ان ردود الشيخ محمد الحسن ولد الددو على الوزير ولد الشيخ كانت مشحونة بعاطفة خاصة وبروابط وخيوط يبدو الشيخ كما لو انه يستحضرها وهو يرد على تصريحات الناطق باسم الحكومة لهذا السبب كان الاولى لوساطة ولد الوالد اولا ان تبدأ من وزارة التوجيه الاسلامي والتعليم الاصلي المسؤولة عن ترخيص المركز..

لا ان تتخطى كل الحواجز والابواب لتصل الى رئيس الجمهورية ويخرج الينا الوسيط بهذه التصريحات التي شوهت القضية وقزمت سياسة الدولة في هذا الملف المصيري.

تدرك الدولة ان تنظيم القاعدة وجماعة الاخوان وكل التنظيمات السلفية التكفيرية تنبع من مصب واحد..فهم يتفقون أحيانا فينسجمون ويتلاحمون كما هو حالهم اليوم في مصر وقد يستدعي التكتيك ان يظهرا الخلاف والتباين لكن لامر تقتضيه الظرفية تماما كما يفعل اللصوص حين يسرقون شخصا يلعبون دور الخير والشر فيمثل احدهما دور الرجل الطيب ويسعى لادانة صديقه لآخر لأجل انقاذه فقط من مصير عاثر...

ترى هل فهمتم اخيرا  مغزى هذه الوساطة ودوافعها....؟

محفوظ الجيلاني