تأسس تنظيم الإخوان عام 1928 و قد رخص له حينها كجمعية دعوية تحمل اسم ” جماعة الإخوان المسلمين”، بدأت الجماعة بالدعوة إلى الله على طريقتها و اكتسبت أنصارا بفعل انتشارها في جميع أنحاء مصر لكن الدعوة لم تكن هدف الجماعة بل كانت وسيلة للحصول على قاعدة شعبية تؤهل التنظيم لممارسة العمل السياسي.
الفكر الإخواني هو مصدر كل الأفكار المتطرفة فالقاعدة و طالبان و داعش و حركة الشباب المجاهدين هي كلها أوجه لعملة واحدة هي الإخوان، فَمنظرُ جماعة الإخوان الإرهابية السيد قطب و مفكرها هو صاحب فكرة تكفير المجتمعات الإسلامية و الدول و هو نفس منهج الجماعات الإرهابية المنتشرة في العالم.
يقول سيد قطب ” إن المسلمين الآن لا يجاهدون، وذلك لأن المسلمين لا يوجدون” ( الظلال_ المجلد 3 _ الصفحة 1634)
كما يقول أيضا ” … أن البشرية عادت إلى الجاهلية و ارتدت عن لا إله إلا الله” ( الظلال المجلد 2 الصفحة 1057)
إن فكر سيد قطب الموجود في كتبه هو مرجعة أساسية لفكر و توجه جماعات الإسلام السياسي التي انتشرت في جميع البلدان الإسلامية و قتلت و فجرت باسم الدين و الدين براء من أفعالها و فكرها.
إذ لا ينكر التكفير في فكر سيد قطب مرجعية الإخوان و منظرهم إلا جاهل أو معاند فمؤلفاته و ردود العنماء الوسطيين عليه تؤكد ذلك.
على الصعيد التاريخي كان الإخوان دوما عونا للملك فاروق و المحتل الانجليزي ضد الحركة الوطنية بقيادة الوفد و باقي المطالبين بالاستقلال و كانوا يطلقوا على الملك لقب الملك الصالح.
بعد قيام ثورة الضباط الأحرار ضد الملك فاروق حاول الإخوان ركوب الموجة كما فعلوا بعد ثورة 25 يناير 2011 لكنهم لم ينجحوا في ذلك لأن ثورة 1952 لها قيادة تمثلت في الجيش حينها و حركة 25 يناير لم تكن لها قيادة.
مواجهة حركة الإخوان يجب أن تكون حازمة و صارمة هكذا علمنا التاريخ فعبد الناصر لم يواجه الحركة بحزم و لم يقم باجتثاثها من المجتمع و اكتفى فقط بسجن قياداتها ليفرج عنهم السادات فيما بعد محاربا بهم سيطرة الناصريين على الحياة السياسية ليغتالوه بعد ذلك في عرض عسكري كما أن خلفه مبارك لم يستفد من درس التاريخ و اكتفى بسجن قياداتهم و سمح لهم بدخول البرلمان و عندما أسقطه الشعب في 25 يناير 2011 كانوا أول من ركب الموجة و طالب بإعدامه رغم أنهم قبل سقوطه بأيام و أثناء قيام الثورة كانوا يتفاوضون مع نائبه اللواء المرحوم عمر سيلمان من أجل الترخيص لحزبهم مقابل توجيه أنصارهم بالانسحاب من ميدان التحرير و التوقف عن المطالبة برحيل مبارك.
الرئيس عبد الفتاح السيسي هو من واجه الإخوان بحزم و صرامة فقد أعلنت الحركة جماعة إرهابية و حلت كل الهيئات الأهلية و الخيرية و المالية التابعة للتنظيم و جمدت أمواله و حكم على أغلب قياداته بالإعدام و أصدرت مذكرات دولية بحق كل قياداته الهاربة، لكن مصر دولة و شعبا ما زالت تدفع ثمن المواجهة المتأخرة مع الجماعة من دماء أبناءها جيشا و شرطة و مدنيين.
عدو الإخوان التاريخي هُو جمال عبد الناصر الذي أغلقَ دور البغاءِ المرخصة من قبل الملك فاروق الذي كانوا الإخوان يلقبونَهُ بالملك الصالح كما قام عبد الناصر بإنشاء إذاعة القرآن الكريم التي أسلم بسببها مليونا شخص، كما كان صاحب فكرة فتح فروع لجامع الأزهر في جميع أنحاء العالم، كما كان رحمه الله عدوا و محاربا لإسرائيل.
أما قدوتهم و إمامهم أوردوغان فهو نقيض عبد الناصر فهو يرخص لدور البغاء و عندما احترقت الغابات في إسرائيل بادر إلى إرسال طائرات إطفاء لإخماد الحرائق,
يجب على الدولة الموريتانية أن تواجه هذه الحركة بكل حزم و صرامة و أن تأخذ في عين الاعتبار تجارب الدول العربية في محاربة و مقارعة هذا الفكر الظلامي
إن محاربة هذه الجماعة تبدأ بحل كل الجمعيات و الهئيات و النقابات التي تستخدم في غسيل و تبييض الأموال و حل كل الأذرع السياسية و الإعلامية التابعة للتنظيم و تجميد كل ممتلكاته، و إلا فإن التنظيم ستقوى شوكته و ستتحمل الأجيال القادمة مسؤولية حله لأننا تعلمنا من التاريخ أن مواجهة الدولة و أجهزتها لهذا التنظيم مسألة حتمية كلما تأخرت زاد العبئ و ارتفعت التكلفة.
عاشت موريتانيا بمنهجها الإسلامي المعتدل و بعلمائها الربانيين حاملي مشعل المذهب المالكي الوسطي الداعي إلى طاعة الله و الرسول و أولي الأمر و البعيد من التطرف والغلو.
بقلم المهندس : اسماعيل السعيدي