في مثل هذا اليوم 20 أكتوبر 2011 أقدمت طائرات الناتو وعملاءها على الأرض على تصفية الزعيم معمر القذافي بطريقة بشعة تذكر بأسلوب داعش في القتل ومنظريهم، وقد راهن بعض الجهلاء وفاقدي الرؤية والهوية على أن إغتيال معمر القذافي سيفرش أمامهم البساط الأحمر لحكم ليبيا والتمتع بخيراتها لكن هيهات، فهاهو معمر القذافي يترك هذه الحياة بعد أن سلم الروح إلى باريها بعزة وشرف بينما تتوغل ليبيا في وحل الجريمة والحروب والفتنة من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها وتنتعش فيها عصابات القتل والجريمة وتتحول من واحة للاستقرار والكبرياء إلى صحراء موحشة مخضبة بالدماء والدموع في حبن تلاشت المشاريع الاستراتجية وورشات الإعمار وتم الاستحواذ على المجنب من العملات الصعبة في البنوك الخارجية وتحول الانسان الليبي إلى مشرد في المنافي التونسية والمصرية واتشادية.
إن هذه الجريمة الكبرى التي نفذت على الأرض الليبية يتحمل مسؤوليتها كاملة التحالف الغربي الرجعي وجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، وقد حان الوقت لمحاسبة كل هؤلاء المجرمين الذين تعاونوا بهدف اسقاط الدولة الليبية وقتل مواطنيها وتحويل ليبيا من قبلة للأفارقة والعرب إلى منطقة منكوبة تستدر الشفقة بينما يمتص الغرب خيراتها وتتراجع المسألة الليبية في الأجندة الدولية.
أما على المستوى الإقليمي فلا شك أن القضية الفلسطينية كانت أكبر ضحايا اغتيال الشهيد معمر القذافي فبينما كان أي رئيس افريقي يحسب ألف حساب قبل أن يقدم على لقاء أي مسؤول صهيوني خشية ردة فعل معمر القذافي باتت افريقيا تنثر الورود في وجه نتنياهو من كامبالا إلى نيروبي ففقدت القضية الفلسطينية سندا سياسيا وعمقا استراتيجيا هائلا.
إن المكابرة ونكران الحقيقة لم تعد مقبولة وحان الوقت لتعترف الجامعة العربية بمسؤوليتها عن استدعاء التدخل الأجنبي كما أن جماعة الإخوان وعلماءها الذين أفتوا بشرعية القتل وأتباعها الذين رقصوا على وقع قصف الطائرات الناتو للمدن الليبية يجب عليهم الإعتراف بالخطأ والمساهمة في جبر الضرر الهائل الذي تعرض له الشعب الليبي على أيادهم الملطخة بالدماء، أما الشهيد معمر القذافي فيكفيه شرفا أنه قتل بطائرات حلف شمال الأطلسي وعملاءه على الأرض دون أن يساوم على حياته ويختار العيش في المنافي، ويبقى الشعب الليبي أولا وأخيرا هو المسؤول عن تقييم حقيقي لواقعه قبل سنة 2011 وبعدها، وقد مرت إلى الآن سبع سنوات عجاف كافية للحكم على المرحلتين، اما أولئك المنافقون الذين لا زالوا يرددون نفس الأكاذيب من سنة 2011 إلى الآن فنقول لهم يكفي أن تصدقوا أنفسكم.
الرحمة وجنة الخلد للقائد معمر القذافي والخزي والعار لكل منافق يبيع مواقفه وخياراته.
الشيخ سيدي محمد ولد الطالب ألمين