ندد الحزب الوحدوي الديمقراطي الإشتراكي، بانخراط الأنظمة الخليجية في مسار التطبيع مع الكيان الصهيوني ووصف هذه الخطوة بالهرولة المذلة و المهينة للكرامة البشرية العربية و الإسلامية.
و أوضح الحزب في بيان أصدره اليوم، أن ما يجري في المنطقة لا يمكن فصله عن مسلسل الإستهدافات
للأمة العربية منذ وعد بلفور المشؤوم، مؤكدا أن كل من يتواطؤ مع الصهاينة و يعترف بوجودهم غير الشرعي في فلسطين والأراضي العربية المحتلة، خائن للأمتين العربية و الإسلامية و خارج عن ثوابتهما.
نص البيان:
نتابع منذ بعض الوقت سباقا محموما بين الأنظمة الخليجية المسرعة نحو التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، فمن زيارة وزيرة ما يسمى بالثقافة الإسرائيلية لأبو ظبي إلى مشاركة النوادي الرياضية الإسرائيلية في ألعاب الدوحة إلى زيارة رئيس وزراء هذا الكيان ووزير نقله لمسقط الذي بشر أثناء وجوده فيها بسكة حديد تربط تل آبيب بالرياض و أخواتها في منظومة الخليج التي تسارع الخطى نحو قطع أية صلة تربطها بالقضايا المصيرية للأمة العربية و ثوابتها و حقوقها المغتصبة في فلسطين السليبة.
إننا و نحن نتابع ما يجري اليوم من هرولة مذلة و مهينة للكرامة البشرية العربية و الإسلامية نحو التطبيع، لا يسعنا إلا أن نترحم على القادة الذين ـ و إن كانوا لم يحرروا فلسطين و لم يستعيدوا الحقوق المغتصبة لأمتناـ و الذين ثبت أنهم كانوا يشكلون حاجزا معنويا قويا أمام هذه النظم الإنهزامية التي مردت على الولاء و الطاعة للإمبريالية الأمريكية وللنظم الإستعمارية الغربية المنشئة أصلا للكيان الصهيوني.
إن ثمرة احتلال العراق و تمزيق وحدته و فتح شرايين من الدماء داخله و تمزيقه عرقيا و طائفيا والحرب على ليبيا و تفتيتها و تركها للمجهول و الحرب على اليمن و المحاولات المستمرة لإعادة تمزيق هذا البلد إلى دويلات عشائرية و مذهبية متناحرة، والحرب الكونية الظالمة على سوريا و إنفاق مئات المليارات على القتلة الإرهابيين و عسكرة شذاذ الآفاق من مختلف بلدان العالم ليعيثوا فسادا و قتلا و تدميرا في هذا البلد العربي المقاوم الذي ظل على الدوام يشكل الصخرة الصلبة في مواجهة الأطماع الصهيونية في المنطقة، كل هذا أنتج هذه الحالة المذلة والمهينة التي نشاهدها اليوم.
لقد أطلق مسلسل الإستهدافات و الحروب الظالمة التي واجهت بها الإمبريالية العالمية و حلفائها في النظام الغربي الإستعماري، حركة القوميين العرب في أجزائها و مجموعها، العنان لهذه النظم الهجينة التي يعود وجودها أصلا على رأس هذه الأقطار إلى النظام الإستعماري الغربي و أجهزته الإستخباراتية لينفذوا ما هو مطلوب منهم على قاعدة أكذوبة وعد بلفور "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" هذا الوعد الذي يظهر اليوم في صفحته الجديدة المسماة بصفقة القرن.
و عليه فإننا في الحزب الوحدوي الديمقراطي الإشتراكي انسجاما مع ثوابتنا نعلن ما يلي:
ـ إدانتنا و شجبنا لهذه الهرولة الخليجية المذلة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ـ وقوفنا الدائم مع أهلنا في فلسطين السليبة في كفاحهم المستمر من أجل استعادة أرض الآباء والأجداد.
ـ اعتبارنا لكل من يتواطؤ مع الصهاينة و يعترف بوجودهم غير الشرعي في فلسطين والأراضي العربية المحتلة، خائن للأمتين العربية و الإسلامية و خارج عن ثوابتهما.
ـ دعوتنا لجميع المنظمات و الأحزاب السياسية الموريتانية و كذلك على الساحتين العربية و الإسلامية للخروج عن الصمت و إعلان وقوفها مع الأشقاء الفلسطينيين في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وضرب وجود الأمة في أهم و أقدس ثوابتها.
ـ وقوفنا مع الهبة الوطنية التي قام بها أبناء الجولان العربي السوري المحتل و رفضهم المشاركة في انتخاباته الصورية و مواجهتهم حركة التهويد التي ينفذها الإحتلال الصهيوني في هذا الجزء الغالي من أراضي الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
ـ دعوتنا لجميع أحرار العالم للوقوف كما عودونا دائما إلى جانب ضحايا الغطرسة الإمبريالية في فلسطين و الأراضي العربية المحتلة، التي يمارس فيها الصهاينة منذ تأسيس كيانهم الإستيطاني أبشع الجرائم ضد الإنسانية.
الحزب الوحدوي الديمقراطي الإشتراكي
اللجنة التنفيذية
نواكشوط بتاريخ 12 / 11 / 2018