توالت الاعتذارات من القادة العرب عن حضور القمة العربية الإقتصادية في بيروت وآخرها امس لتونس بعد قطر والكويت وانتهى الأمر الى بقاء مشاركة الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حتى الآن في القمة.
وتشير المعطيات الى ان الجانب اللبناني المعني بالتحضيرات الجارية للقمة العربية الاقتصادية قد انجز التحضيرات تماماً منذ بضعة أيام وانفقت الدولة مبلغ عشرة ملايين دولار على هذه التحضيرات وتكاليف استضافة الوفود المدعوة.
لكن سبحة الاعتذارات عن المشاركة في القمة بدأت واقعياً بعد حادث احراق العلم الليبي على سارية أعلام الدول العربية المشاركة في القمة واطلاق تهديدات تتصل بمنع الوفد الليبي من مغادرة مطار رفيق الحريري الدولي في حال حضوره الى لبنان.
ومن أصل 21 دولة عربية وجه اليها لبنان الدعوات الى حضور القمة، كانت ثماني دول أكدت مشاركتها على مستوى القادة ورؤساء الدول وهي: الكويت، قطر، تونس، فلسطين، العراق، موريتانيا، الاردن، فيما أبلغ الصومال لبنان مشاركة رئيسه قبل أيام قليلة، لتعتذر هذه الدول تباعا ويبقى الرئيس الموريتاني حتى الآن هو الوحيد المشارك في القمة.
وتحدثت صحيفة الجمهورية اللبنانية عن أسباب هذا التدهور بالتمثيل وقال الصحيفة انّ اسباب تدحرج سلسلة الاعتذارات عن حضور القمة العربية الاقتصادية في بيروت، تكمن في أن الدول العربية، ولاسيما منها الخليجية، تعتبر لبنان في المحور السوري ـ الإيراني، وهناك مخاوف من التهديدات الامنية التي صدرت الاسبوع الماضي عن عدد من المسؤولين اللبنانيين، وكذلك الحوادث التي حصلت حيال الدولة الليبية وإنزال عَلمها.
وذكرت مصادر ديبلوماسية انه غداة هذه الحادثة حصلت مشاورات بين عدد من الرؤساء والملوك العرب، وتقرّر في ضوئها عدم حضور القمة.
ويُضاف الى هذه الاسباب، معلومات وردت الى الدول العربية الفاعلة ومفادها أنّ لبنان يسعى الى إقناع الجامعة العربية بإعادة سوريا اليها لكي تدعو الدولة اللبنانية سوريا الى حضور القمة.
ولا تسلم النخبة السياسية كلها في بيروت بصحة هذه الأسباب ، إنما بدأت عملية مسالجة حول فشل التمثيل العربي في قمة بيروت ، في بلد يعيش أزمات داخلية متتالية على رأسها الفشل في تشكيل الحكومة .
ونقلت منصات اعلامية لبنانية استياء واستغراب الرئيس ميشال عون لسلسلة الاعتذارات المقدمة من الملوك والرؤساء والأمراء العرب عن حضورهم القمة . خاصة أن لبنان بذل جهدا كبيرا للتحضير لاستضافة القمة وهو يعول عليها كثيرا في التأثير على الازمة الاقتصادية التي تعيشها لبنان . بالإضافة إلى إستغلال خصوم عون في الداخل هذه التطورات للتصويب على عهده وخياراته السياسية .