إعلان

تابعنا على فيسبوك

رأي اليوم: ما كان لقَدم نِتنياهو أن تَطَأ أيّ عاصمة أفريقيّة لو كان الزعيم القذّافي حيًّا يُرزَق

أحد, 20/01/2019 - 16:15

إذا أردنا أن نَعرِف لماذا تدخَّلت دول عربيّة جَنبًا إلى جنب مع حِلف “الناتو”، بزعامَة الرئيس الفرنسيّ الأسبق نيكولاس ساركوزي، وصديقه الحَليف الأوّل لإسرائيل برنارد هنري ليفي، لغَزو ليبيا، وإطاحَة نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، وقتله بطريقةٍ بَشِعةٍ بعد التَّمثيل بجُثّته، فمَا علينا إلا أن نُتابِع حالة النَّشوة التي عبّر عنها بنيامين نِتنياهو، رئيس وزراء دولة الاحتِلال الإسرائيليّ، قُبيل وأثناء زيارته التاريخيّة لتشاد اليَوم.

نِتنياهو وصف هذه الزيارة لدولة قال إنّها إسلاميّة كُبرَى تَحُد كُل مِن ليبيا والسودان “تشمل اختِراقًا تاريخيًّا، وتندرج ضِمن الثَّورة التي نقوم بها في العالمين العربيّ والإسلاميّ التي وعَدت بإنجازها”، وقال “طبعًا ستُثير هذه الزِّيارة لتشاد استِياء وغضَب إيران والفِلسطينيّين (لم يذكر العرب) الذين يسعون لمَنع هذا التَّقارُب، لكنّهم لن يتمكَّنوا من ذلك”.

طبعًا الكثير من الحكومات العربيّة خاصَّةً في منطقة الخليج إلى جانب الدول التي تُقيم علاقات مع الدولة العِبريّة مِثل مِصر والأردن، إلى جانب سلطة رام الله، لن تَغْضَب لهذا الاختِراق الإسرائيليّ الكَبير في القارّة الأفريقيّة، لأن هؤلاء “سُعداء” بخَطواتهم التَّطبيعيّة ويعملون على زيادة وتيرتها، وباتُوا يعتبرون إسرائيل شَريكًا وصَديقًا، ورُبّما يُشَجِّع بعضهم الدول الأفريقيّة لمُواصَلة هذا النَّهج التَّطبيعيّ وتسريعه.

الزَّمن الذي كان يقوم فيه العرب بالتَّصدِّي لأيّ مُحاولة اختِراق دبلوماسيّ أو اقتصاديّ لأفريقيا، أو أيّ مكانٍ آخَر في العالم قد ولّى إلى غير رجعة، بعد اختِفاء القادة العَرب الشُّرفاء الذين كانَوا يضعون مصالح الأُمّة، وقضيّتها المركزيّة فَوق كُل اعتِبار.

العرب، والأثْرياء منهم خاصَّةً، أهمَلوا القارّة الأفريقيّة، وكُل الدول الصَّديقة الأُخرى التي وقفت إلى جانِب الحق العربيّ، وباتوا يدخلون في تَحالفات سِريّة أمنيّة وعسكريّة مع دولة الاحتِلال الإسرائيلي، ويعتبرونها الحامِية لهم في مُواجَهة الخطر الإيرانيّ المَزعوم، ولذلك لماذا نَستغرِب زيارة إدريس ديبي، رئيس تشاد لتل أبيب في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ورد نِتنياهو عليها بزيارة تشاد اليوم؟ وماذا قدَّم العرب الأغنياء له والقادة الأفارقة الآخرين بعد أن ناصَر هؤلاء الحُقوق العربيّة والمُغتَصبة لعُقودٍ في الأُمم المتحدة وغيرها، وقَطَعوا علاقاتهم كُلِّيًّا مع دولة الاحتِلال؟

قتلوا الزعيم الليبي معمر القذافي واثنين مِن أبنائه، وأسقَطوا نظامه، من أجل فتح أبواب القارّة الأفريقيّة أمام نِتنياهو وغيره من القادة الإسرائيليّين، وعندما قال برنارد هنري ليفي الكاتب الفرنسي اليهودي في كتابه عن دعمه لثورات الربيع العربي، والليبيّة منها بالذَّات، ما معناه أنّه قام بذلك خِدمَةً لعقيدته اليهوديّة والدولة اليهوديّة كانَ صادِقًا في كُل كلمة.

ما كان لقَدم نِتنياهو أن تَطَأ أيّ عاصمة أفريقيّة لو كان الزعيم القذّافي حيًّا يُرزَق، ولم تتحوَّل ليبيا إلى ساحةٍ للفَوضى.. مَع تسليمنا أنّه كان دِيكتاتورًا.. ومن يقول غير ذلك يُجافِي الحَقيقية، ولا نقول أكثَر من ذلك.

“رأي اليوم”