حملت صفحتي الشخصية على الوسائط الاجتماعية (فيسبوك)،في فترة ماضية، صورة لشعار الجيش الوطني، إثر حادث سير أودى بحياة بعض جنودنا البواسل. وقد كنت أثناء هذه الفترة أدخل في مساجلات ومناكفات مع بعض الفسابكة حول مواضيع مختلفة ومتنوعة. ومرة دخلت في نقاش عن الشرف العسكري والمهنية العسكرية-والتي مثلها السيد الغزواني بكل اقتدار ومسئولية وانضباط وتواضع وكتمان-وكان أحدهم شديد البذاءة والسوء والسقوط في جناب السيد الغزواني، فحسب الواهم هذا أن دفاعي عنه وعن مسيرته الغافرة مرده إلى رابطة دم أو آصرة قربي أو إلى سلوك متهافت تملقي لأزداد حظوة لديه أو قربا منه، فعمد إلى حظري على الفور، بعد أن كال لي سيلا من السباب والشتائم.
لا أعرف السيد ولد الشيخ الغزواني شخصيا؛ ولم أسافر معه. ولم أودعه شيئا؛ أو أسلفه له أو أأتمنه عليه. لكني قرأت قول الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز، يوم خرج من المستشفى الباريسي، بعد فاجعة اطويله الأليمة، في مقابلته الشهيرة مع جون آفريك (2012 Jeune Afrique) حين سألته: ما كان ظنك برفاقك وهل خشيت انقلابا يدبر في غيابك؟ فرد عليها: ما ساورني قلق أبدا حول الأمر (je n'ai jamais redouté en coup d'état).وأنا شديد الثقة بقول الرئيس، ولا مراء في أنه يقول الحقيقة ويصف مشاعره الصادقة اتجاه صاحبه ورفيق دربه دون مواربة أو تجمل أو تصنع ..والسنين التالية أثبتت صحة القول، فكان الغزواني صديقا، صادقا، مطيعا وناصحا، يقول رأيه ولا يتعصب له، يقدم مشورته ولا يزكيها، ويعدد حجيته ولا يجادل عنها ثم ينتظر الأوامر من قائده ويتوقف عندها ثم ينفذها.
وسيرة الزعيم ولد الغزواني وحسن سلوكه ولين عريكته ودماثة خلقه لا تخطئها العين، فيعلم الناس في ربوع الوطن وفي خارجه، أنه الأصلح والأقدر والأحسن لهذا المنصب. لقد صقلته الأيام وزادته بسطة في الأدب والرزانة والحصافة والحذاقة والتواضع والكياسة، وهو لا يتعجل ولا يغتر ولا ينتقم، ثم لا يخفى عليه من الصادقون حقا في تأييده ونصرته والوقوف معه من أولئك الذين يركبون اللحظة لحاجة في أنفسهم.
أشكر السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ وكان عند حسن ظن المواطنين به،بذل الكثير من الجهد المضنى في وضع البلد على السكة الصحيحة. فبالغ الشكر والعرفان له. لقد كان، وكما توقعت في سورة قلمية عنه سابقة كسلمان ابن عبد الملك، بدأ رئاسته بخير وختمها بخير. فقد استهلها بوضع الأسس المتينة من تقوية هبة الدولة وحفظ الأمن ومحاربة الإرهاب وختمها باختيار رفيقه كخليفة له. سيكون ولد الغزواني عند حسن ظن صاحبه به، ولن يخذله أبدا أو يسلمه كما يتوهم بعض قصارى النظر والمتزلفة والعائذين بالكراسي والمناصب على حساب الوطن وأمنه واستقراره وصيرورته.
موريتانيا في ظل قيادة ولد الغزواني ستواصل نفس المسيرة في تعزيز البناء والنماء وحفظ الأمن والنظام وبث العدل بين الناس وتذليل الفوارق والتفاوت بين الفئات والسعي إلى موريتانيا متصالحة مع ذاتها وفخورة بأبنائها وسائرة بهدوء ونظام لبلوغ مراتب الأمم المتحضرة والمسئولة في الرفاه الاجتماعي والازدهار الاقتصادي.. لا يساورنى أنا أدنى شك حول هذا. والله المستعان وعليه التكلان.
سيد أحمد ولد أعمر ولد محم (كاتب صحفي)