نظمت وزارة البيئة والتنمية المستدامة بالتعاون مع المشروع الجهوي للاستثمار من أجل تحمل المناطق الشاطئية في غرب إفريقيا والصندوق الائتماني لحوض آرغين والتنوع البيئي الساحلي والبحري صباح اليوم السبت، حفلا قبالة شاطئ المحيط الأطلسي لتخليد اليوم العالمي للمناطق الرطبة تحت شعار:" المناطق الرطبة والتغيرات المناخية".
وتميز الحفل بتنظيم معرض للصور الفوتوغرافية و الصناعات التقليدية التي عكست تنوع وثراء المناطق الرطبة وخاصة على مستوى محمية جاولينغ.
وتبلغ المناطق الرطبة التي تم التعرف عليها في موريتانيا أكثر من 360 منطقة رطبة منها على وجه الخصوص بوكاري، تامشكط، تامورت انعاج وحوض آركين و جاولينغ ومحمودة ومطماطة.
وأوضح السيد أمادي ولد الطالب، الأمين العام لوزارة البيئة والتنمية المستدامة في كلمة بالمناسبة، أن تخصيص يوم عالمي بالمناطق الرطبة وتثمين خصوصياتها البيئية يعكس الأهمية البالغة التي باتت الدوائر الحكومية توليها للشأن البيئي بشكل عام وللمناطق الرطبة بشكل خاص باعتبارها خزانات للتنوع الحيوي وخط الدفاع الأول عن ذلك التنوع.
وأضاف أن الحكومة إدراكا منها بالأهمية البالغة التي تكتسيها المناطق الرطبة على المستوى الوطني كانت سباقة إلى الولوج لمجمل الاتفاقيات الدولية في هذا المجال كالاتفاقية الدولية لصون الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وخاصة لمواطن الطيور المائية ، الموقعة بمدينة رامسار الايرانية في فبراير عام 1971 والتي دخلت حيز التنفيذ في دجمبر 1975.
وأشار إلى أن الجهات المختصة بالشأن البيئي انخرطت في جهد مكثف صحبة شركائها في التنمية من أجل إعداد مدونة قانونية تترجم انطلاقة فعلية للشروع في عمل جبار يسعى إلى حماية واستصلاح وتثمين المناطق الرطبة على المستوى الوطني، حيث خرجت تلك المدونة في صيغتها النهائية تحت عنوان:" الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على المناطق الرطبة في موريتانيا".
وقال إن تأثير ظاهرة التغيرات المناخية على الأوساط البيئية بات حقيقة بادية للعيان ، حيث تجلت تداعيات تلك التغيرات في العديد من الأنظمة الايكولوجية في الوسطين القاري والبحري ولم تكن المناطق الرطبة بمنأى عن التأثيرات السلبية لها.
وطالب الأمين العام للوزارة جميع الشركاء والفاعلين في قطاع البيئة والتنمية المستدامة الذين يعيشون ضمن الفضاءات الجغرافية للمناطق الرطبة بتعزيز الشراكة البينية من أجل الحفاظ على المخزون الحيوي لمناطقنا الرطبة وصيانة التنوع البيولوجي بها والوفاء بالالتزامات الدولية في هذا المجال بغية الوصول لبلوغ أهداف التنمية المستدامة ببلدنا تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز .
أما السيد أحمد ولد افقيه، مدير الصندوق الائتماني لحوض آركين والتنوع البيئي الساحلي والبحري فقد نبه إلى أن المناطق الرطبة تمثل أنظمة بيئية ذات أهمية كبرى على المستوى المحلي والدولي، موضحا أن هذه المناطق تشكل على مستوى موريتانيا التي تندر فيها الموارد المائية مناطق ذات خصائص بيئية مهمة سواء للحياة البرية أو النباتية أومن ناحية الوقاية من الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغيرات المناخية.
وبين أن مؤسسته تعمل على دعم الجهود التي تبذلها الدولة في المحافظة على المناطق الرطبة خصوصا المحميات البحرية في محميتي "آركين" و"جاولينغ" عبر توفير تمويلات سنوية ودعم التنمية المستدامة للمحافظة على هذه المناطق الرطبة.
من جانبه ثمن عمدة بلدية تفرغ زينة السيد الطالب ولد محجوب، اختيار بلديته لاحتضان هذه التظاهرة السنوية، مستعرضا بعض البرامج التي تنفذها في مجال المحافظة على التنوع البيئي ، شاكرا الجهات المختصة على جهودهم في مجال التثبيت البيولوجي والميكانيكي للرمال التي تهدد الحاجز الرملي لحماية نواكشوط من المد البحري .
وجرى الحفل بحضور السلطات الادارية بمقاطعة تفرغ زينة والعديد من الشخصيات المهتمة بالمناطق الرطبة في موريتانيا .
كما حضر هذه التظاهرة جمع غفير من أطر الوزارة من بينهم المدير العام للمحميات والشواطئ محمد الحسن ولد خونه والمنسقة العامة لمشروع التغييرات المناخية فاطمة بنت اسويدات الذين اشرفا على تنظيم هذه التظاهرة..