لا يختلف اثنان أن البناء عملية صعبة و تراكمية ، معقدة و بطيئة ؛ خاصة إذا تعلق الأمر ببناء الدول ، فهذه الأخيرة تتطلب الكثير من الوقت لمعرفة مدى نجاعة أي خطة تنموية لإصلاح قطاع معين من قطاعاتها.
و الطبيعي أن نتائج أي إصلاح لا يتوقع جنيها بالسرعة التي يتوقع بَعضُنَا أو يتوهم عن قصد أو عن غير قصد ، ليوجه سهام نقده و يكيل اللوم للقائمين عليه ، لكن الأمر جلي إذا ما نأينا به عن المزايدات السياسية و اعترفنا أن نتائج بعض السياسات و بعض الإصلاحات ستظهر مع الوقت و لا داعي لإستعجالها .
و لا يخفى على أحد جملة الإصلاحات التي شهدها البلد خلال هذه العشرية و هي إصلاحات شاملة لم يسلم منها أي قطاع ، و يكفيكم فخرا فخامة الرئيس أنكم أنشأتم وكالة لسجل السكان و الوثائق المؤمنة بعد أن كانت أوراقنا المدنية موضوع تلاعب كبير و تمنح لمن لا يستحق دون أبسط عناء ، اليوم و بعد الإصلاح الكبير الذي شهدته تتابع الخطى لتشمل كل الأوراق " البطاقة الرمادية ، رخصة السياقة ......."
أما مشاريع المياه فاسأل أهل الحوضين و مثلث الأمل بل أسأل نساء الأرياف اللائي عانين على مر العقود مشقة جلب المياه من مسافة بعيدة و في ظروف الطقس القاسية ، يجبنك أن ذلك الزمن ولى و أنهن يشكرن لرئيس الجمهورية هذه اللفة الكريمة .
واسأل عن البنى التحتية ، يجيبك مطار أم التونسي الدولي ، جامعة انواكشوط العصرية ، قصر المؤتمرات المرابطون ، البنى التحتية الإدارية ، البنى التحتية التربوية ، البنى التحتية الصحية ، نعم تجبك مشاريع الطاقة ، مشاريع الطرق و الموانئ ......
سيادة الرئيس ؛ شكل اهتمامكم بقطاع الخارجية و الدبلوماسية عموما قفزة نوعية لبلادنا و احتلت مكانتها اللائقة على الصعيد العربي و الإفريقي و الدولي ، بعد أن كانت غائبة تماما مكتفية بسياسة الحياد في كل شيئ ، و ليس غريبا إذا ما تقلد مواطنون من بلدكم مناصب سامية في المنظمات الدولية و الإقليمية و العربية و الفضل في ذلك يعود لكم و لسياستكم الدبلوماسية الراشدة ؛ كل هذا و أكثر حظيت به باقي القطاعات الحكومية الزراعة ، الصيد ، الإسكان ، العدل ، التعليم ، الإعلام ......
و قد شكل اهتمامكم بالأمن رافعة أساسية لنجاح باقي مشاريعكم التنموية ، و كان لتجهيز قواتنا المسلحة و قوات أمننا الباسلة والرفع من المستوى المادي و المعنوي للمنخرطين في هذه المؤسسة دعامة أساسية لتحقيق هذه النتائج ، تلك النتائج التي مكنت من القضاء على فلول الإرهاب و الجريمة المنظمة و أمنت حدود بلادنا من هذه الظواهر الخطيرة ، و لم يغب الأمن الداخلي عن أولوياتكم فحظي باهتمام خاص في السياسة الأمنية التي رسمتم من خلال الإهتمام بالقطاعات التي تسهر على بسطه ، و الرفع من جاهزيتها و تطويرها .
سيادة الرئيس ؛ بعد قراركم عدم الترشح في الإنتخابات المقبلة و اعتذاركم لمناصريكم و داعميكم شخصا و نهجا ، اتخذتم خطوة خلطت أوراق معارضيكم بدرجة عجزهم حتى الآن عن بلورة رؤيتهم بفعل وقع الصدمة ، فنطق الحق بترشيحكم معالي وزير الدفاع الوطني محمد ولد الشيخ محمد أحمد ، ليتواصل البناء و العطاء في ظل الأمن و الإستقرار مع هذه الشخصية الوطنية التي واكبت مشروعكم من وهلته الأولى .
سيادة الرئيس ؛ معارضة نظامكم تعترف في خلجات نفسها بما تحقق و إن أنكرت أو كابرت عن الإعتراف به علنا ، لكن المفيد و الأهم هو اعتراف الشعب الذي منحكم ثقته أنكم خدمتوه و أنه شغلكم الشاغل ، أما نحن فحق لنا أن نفتخر و نحن أغلبيتكم بهذه الإنجازات الكبيرة التي لا تحجبها الشمس و لن ينساها التاريخ ، و سنبقى نفتخر أننا جزء من هذا النظام الذي خدم البلاد و العباد .
ذ/ محمد السيد كلاي / برلماني سابق