تحقيق إنجاز تاريخي مثل الحصول على لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية، يحتاج إلى جيل غير عادي في ريال مدريد، وإلى بطل حاسم يستطيع إنقاذ الفريق كلما تعثر الوضع في إحدى المباريات.
ولا شك أن البرتغالي كريستيانو رونالدو كان نجم الريال الأول في السنوات الأخيرة، بل أنه كان يزداد توهجًا كلما تعلق الأمر ببطولة دوري أبطال أوروبا، علمًا بأن الدون هو هدافها التاريخي.
اعتاد رونالدو أيضًا على لعب دور منقذ الملكي كلما تأزم الوضع في الأدوار الإقصائية، فالحلول الاستثنائية لا تخرج إلا من قدم صاروخ ماديرا، وكيف يُنسى هاتريك الدون ضد بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد في ربع ونصف نهائي نسخة 2017، بالإضافة إلى أهدافه الحاسمة ضد يوفنتوس في نهائي نفس العام وربع نهائي العام التالي.
رحيل رونالدو عن الميرنجي في مطلع الموسم الحالي، لا شك أنه ترك فجوة كبيرة في هجوم ريال مدريد، وصدمة لم يتعاف منها الفريق الملكي إلا مؤخرًا، بعد أن وجد انسجامًا جديدًا بين اللاعبين في خط الهجوم، ولكن من يستطيع الآن أن يرتدي عباءة الدون الحاسمة في الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال؟
كريم بنزيما
كان ينظر إلى النجم الفرنسي كريم بنزيما دائمًا على أنه ظل رونالدو خلال المواسم الماضية، حيث يتخلى عن دوره كمهاجم يسعى دائمًا لتسجيل الأهداف، من أجل فتح مساحات حركة للدون، ودعمه بعدد من التمريرات الحاسمة.
وفي بداية الموسم الحالي تخلى بنزيما جزئيًا عن وجهه القديم، قبل أن تظهر آفته الخاصة بإهدار الكثير من الأهداف أمام شباك المنافسين.
ومنذ مطلع شهر يناير/كانون ثان الماضي، بدأ بنزيما مرحلة أخرى مع الميرنجي كان هو بطلها الأول، بعد أن أصبح أخطر لاعب في صفوف الميرنجي من حيث تسجيل وصناعة الأهداف.
وبالنظر إلى تشكيلات المثلث الهجومي المختلفة في ريال مدريد، سنجد أن بنزيما يظل دائمًا الضلع الثابت، وبالتالي هو أجدر لاعب يستطيع أن يرتدي ثوب الحسم في الأدوار الإقصائية بدوري الأبطال.
فينيسيوس جونيور
يعد فينيسيوس الاسم الوحيد الجديد الذي دخل حسابات الهجوم في ريال مدريد هذا الموسم، بعد أن ظل ماريانو دياز مهمشًا بنسبة كبيرة سواء بسبب الإصابات أو مستواه غير المبهر.
وتعقد جماهير الميرنجي في الفترة الأخيرة مقارنات بين فينيسيوس ورنالدو، خاصة بعد أن حصل الشاب البرازيلي على مساحة كبيرة للمشاركة في المباريات تحت قيادة المدرب الأرجنتيني سانتياجو سولاري.
ورغم الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها فينيسيوس وتطور مستواه مؤخرًا، بالإضافة إلى تشكيله ثنائية مميزة مع بنزيما، ولكن من الصعب عليه أن يكون منقذ الميرنجي الأول في الأدوار الإقصائية، بسبب إهداره الكثير للفرص أمام المرمى، وهو ما أدركه بالفعل في تصريحاته عقب مباراة الكلاسيكو الأخيرة أمام برشلونة.
جاريث بيل
كانت كل الأنظار تذهب إلى جاريث بيل قبل بداية الموسم الحالي، من أجل ارتداء عباءة رونالدو بشكل عام، ومن أجل حسم طريق الميرنجي نحو اللقب الأوروبي الرابع على التوالي بشكل خاص.
ولكن بيل بعد أن اتيحت أمامه مساحة كبيرة للتألق هذا الموسم عقب رحيل رونالدو، واصل تقديمه لسيناريوهات محبطة سواء عن طريق التعرض لإصابات أو هبوط مستواه، مما أدى إلى تفضيل سولاري لفينيسوس عليه في الكثير من المباريات.
هدف النجم الويلزي في مرمى أتلتيكو بديربي الليجا مؤخرًا قد يكون انطلاقة جديدة له، خاصة أن الميرنجي مقبل على مرحلة الحسم في الموسم الحالي سواء محليًا أو أوروبيًا، وربما أيضًا تكون هذه الفترة حاسمة لمستقبل بيل سواء بالاستمرار مع الملكي أو الرحيل في الصيف المقبل حال فشله في أن يكون بطلًا للريال.
كورة