وضع مشروع مكافحة الفقر في آفطوط الجنوبي وكركور المعروف اقتصارا ب PASKIIعلى رأس اهتماماته مسألة المياه يوم بدأ تدخله في المنطقة قبل 4 سنوات ، وذلك استجابة لطلب السكان الذين يعتبرون الماء هو أم الحلول لمشاكلهم.
وفي هذا الإطار أقام هذا المشروع عشرات الآبار والشبكات المائية في مقاطعات تدخله الثلاث: أمبود، ول ينجه ومقاطعة كنكوصه بولاية لعصابه؛ الشيء الذي أدى إلى حلحلة مشاكل تنموية جمة عملت عبر عدة عقود على تهجير السكان وحرمانهم في هذه الجيوب الفقيرة من استغلال الإمكانات المحلية على الوجه الأكمل.
ومواصلة لذلك النهج التنموي القائم على إشراك المواطن وتقديم أولوياته التي كان من أبرزها الماء؛ قام المشروع يوم أمس ال 25 فبراير 2019 بعملية تسليم مؤقت لثلاث محطات رعوية في ثلاث بلديات تابعة لمقاطعة كنكوصه هي : هامد، تناها وبلاجميل حيث أقام المشروع في كل من لحورات، تشيلت ول الكيحل، وأشكيك جاجه محطات رعوية هامة جدا.
ويتمثل ذلك على مستوى كل محطة في بئر ارتوازية مجهزة بمضخة عاملة بالطاقة الشمسية وخزان مائي بسعة 20 مترا مكعبا بالإضافة إلى ثلاثة أحواض مائية لسقاية المواشي وحنفية عمومية بالقرية.
و تأتي إقامة هذه المنشآت المائية الهامة تنفيذا لما تم الاتفاق عليه داخل اللجنة المقاطعية التي تتكون من الحاكم و كافة العمد ورؤساء المصالح الفنية حيث صادقت على نوعية هذه المشاريع وأماكن وضعها، فاختارت المناطق الثلاثة المذكورة لوجودها وسط مناطق رعوية ذات كثافة عشبية هامة حيث كان استغلالها من طرف المنمين أمرا مستحيلا لشدة العطش.
المنمون المنتجعون والسكان المحليون الذي كانوا يعيشون جحيم العطش أعربوا في أحاديثهم مع وكالة كيفه للأنباء التي رافقت وفد المشروع عن امتنانهم وشكرهم العميق لهذا المشروع، وعبروا إلى أبعد الحدود عن مستوى الفرحة التي تمازجهم بعد عقود من عذابات العطش ودق كافة الأبواب سبيلا إلى الحل.هذه مسعد بنت أعبيدو من قرية لحورات تقول:
لا يمكن أن نعبر عن حجم الفرح الذي نعيشه الآن ونحن ننظر إلى الماء الزلال يتفجر بين منازلنا بعد أن كنا شبه لاجئين إلى دولة مالي لجلب الماء.
إنه أمر لا يصدق فشكرا للمشروع وشكرا لرئيس الجمهورية.
وبدوره يريد أعل ولد صمب أن يتحدث عن الشكر والامتنان ويطالب بالمزيد لأن القرى متعددة ومحتاجة.ويرى مسؤول قرية أشكيك السيد جاجه أنهم اليوم أمام أهم تدخل تنموي منذ استغلال البلاد ولذلك فهم فرحون وشاكرون لمشروع PASKII .
ويقول الناطق باسم قرية المداني أن هذا المشروع سقاهم من عطش دام 76 عاما وأنهم اليوم يدخلون الحياة من جديد.
لقد استقبل السكان في هذه المناطق وفد المشروع بالزغاريد والاحتفالات يقودهم المنتخبون والوجهاء وأعيان تلك القرى، وهم جميعا يرفعون القبعات لهذا المشروع جزاء لما يقدمه للفقراء في هذه المناطق سواء على صعيد المياه أو الزراعة أو استصلاح التربة وفي مجال البيطرة أو فيما يتعلق بدعم المبادرات الجماعية والتعاونيات النسوية.
إن مَكْمَنَ الجدية والجرأة في تدخل هذا المشروع هو دخول خدماته لمناطق نائية جدا ومعزولة لم تطأها غير سيارات السياسيين الطالبين للأصوات.
إنه بحق عمل رائع يجب على كافة الأطراف المتدخلة في ولاية لعصابه أن تأخذ منه الدروس وأن تتنادي للاستفادة من تجربة PASKII .
إن الوضع الذي كان يعيشه سكان هذه المناطق الحدودية مع العطش ولجوئهم إلى مياه القرى المالية المجاورة شكل إساءة بالغة لسمعة الدولة ،وإن قيام مشروع PASKII بخلق الحلول لهوأمر بالغ الأهمية فهو بذلك العمل إنما يرد الاعتبار للوطن ويتدارك سيادة البلد وهبة الدولة.
لقد أصبح المواطنون في هذه الولاية الآهلة بالفقراء يفرقون جيدا بين المصلح والمفسد؛ وهم في ذلك باتوا على استعداد تام لتقديم آي الشكر والتبجيل والتعاون وتقديم المساعدة لأمثال هذا المشروع، وفي نفس الوقت لن يقبلوا مع التجربة الرائعة لهذا المشروع بعد اليوم أن يتلاعب بمصالحهم أي مشروع آخر فقد ذاقوا طعم "المواطنة" الذي حال بينهم وإياه متدخلون آخرون لم يفعلوا غير النهب ولم يجلب تدخلهم في الولاية غير مزيد من الفاقة والعوز والحرمان.