جرى إعلان ترشح السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني في حفل بهيج عكس حجم توقعات الشارع الموريتاني؛ موالاة ومعارضة مع اختلاف في وجهة التوقعات ونوعية الآمال. فالموالاة تأمل أن تكون "الخرجة" الإعلامية الأولى لمرشحها موفقة، ومقدمة لفوزه في الشوط الأول من الانتخابات. بينما كانت المعارضة؛ أغلبها، تتصيد ما قد يدل دلالة قائمة على تأويل غريب على أن المرشح "مختلف"...
وجاء الخطاب الفصيح البليغ، تدشينا لحملة انتخابية مبكرة فرام الانفتاح على الطيف السياسي عموما متجنبا تخندقا سابقا لأوانه. فقد صيغت جمله بعناية تفتحها على معاني متعددة بتعدد مشارب السياسيين وأهوائهم، فبدا شبيها بخطاب تنصيب. وهو ما يعكس ثقة المرشح بالفوز في الانتخابات القادمة. لقد أظهر اهتمام مدوني المعارضة بشكل الخطاب، على حساب مضمونه، استراتيجية واعية أو غير واعية للتغطية على خيبة "الاختلاف" الذي راودهم، فبحثوا عن "الاختلاف" المنشود في الشكل الذي استخدمه البعض قنطرة عائمة للعبور من "الربع الخالي" إلى الأرض المباركة...
كان مضمون الخطاب واضحا وصارما في إعلان انتمائه وتجذره في المشروع الاجتماعي الذي أسسه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، وكان السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، ولا يزال، إحدى دعائمه الرئيسة التي ستتحمل، في قادم الأيام، أمانة المضي بالمشروع إلى آفاق جديدة تسد فيها "الخلل"، وتضع بصمتها الخاصة. ذلك ما عبر عنه المرشح بجملة لمّاحة للظاعنين في كل الاتجاهات.. "أتعهد... وللعهد عندي معناه..." فالقراءة، البنيوية والتفكيكية، للخطاب تنتهي إلى معنى أولي يتبادر إلى الذهن.. "ما جئت لأنقض الناموس"، وكان من نتائجه المباشرة أن "بانت سعادُ..." في صفوف المعارضة.. و"حلت سليمى.." ربوع الموالاة...
د. محمد اسحاق الكنتي