تفاهم الجيش والأمن في السودان مع الرئيس البشير وتم تعيين قائد الجيش وزير الدفاع نائباً له وإعلان الطوارئ وتشكيل حكومة طوارىء عسكرية وتسمية الضباط كولاة الاقاليم على وقع التظاهرات اليومية المطالبة بالتغيير والخبز والكرامة، والتزم الرئيس بعدم الترشّح لحقبة جديدة في الانتخابات الرئاسية عام 2020..
تضاربت الأنباء، وأذاعت بعض وسائل الإعلام خبر دخول بوتفليقة في حالة الغيبوبة ولم يتم تأكيد الخبر، إلا أن ما يتم تداولة أنّ حالته ميؤوسٌ منها وأنه عاجزّ عن خوض الانتخابات والترشّح لولاية خامسة، فيما صرح ناطق رسميّ بأن فرنسا تحاول العبث باستقرار الجزائر لإخراجها من التزاماتها العربية يمكن الاستخلاص بأنّ شيئاً ما يدبر للجزائر في محاولة لاخراجه من احتمالات الفتنة والازمة العميقة، ويصبح السؤال: من يحاول وما هدف المحاولات وهل تنجح …؟؟؟
فترشيح بوتفليقة لولايةٍ خامسةٍ وهو مريضٌ استفزّ جزائر الثورة والمليون ونصف المليون شهيد، وشهدت شوارع الجزائر واحدةً من أضخم التظاهرات الشعبية السلمية، وتصرّ المعارضات ويتحرك الإعلام والشارع، وتزداد نسبة التنظيم للحؤول دون ترشّح بوتفليقة مجدّداً، وتعد بأنّها ستبقى في الشارع مهما كلّف الأمر، بينما حذّر رئيس الوزراء من خطر “سورنة” الجزائر…
ثم أعلن ترشيح بوتفليقة ببيانٍ أذاعه رئيس حملته الانتحابية، حمل التزاماتٍ وتعهداتٍ لانتخاباتٍ رئاسيةٍ مبكرةٍ وحوارٍ وطنيٍّ ودستورٍ جديد، ما يفيد بأنّ صراعاً حادّاً يجري في النخبة الممسكة بالسلطة، ويصبح السؤال المحوري عن الجيش ودوره بصفته عمود المؤسّسة الحاكمة والدولة العميقة، فهل تلمس المخاطر واحتمالات انهيار السلم الأهلي وتدمير الجزائر؟ ولتلافي المخاطر يُعَدّ لانقلابٍ وقائيٍّ أبيض ويحسم الامر بتنحية بوتفليقة والحؤول دون ترشّحه، أم يقبل بسنة انتقالية يكون رئيسا بلا فاعليةٍ الى حين تأمين التوافق الوطني والدستور الجديد… ومن غير المستبعد أن يكون الرئيس نفسه – وهو من أعمدة الحركة السياسية الجزائرية – قد قرر أن يخرج الجزائر من دائرة الخطر، فعقد العزم على المساهمة بإفساح المجال أمام العقلاء لاحتواء الازمة وقطع رأس الفتنة ما دام الثمن ولاية ناقصة وانتقالية..
في كلا الأمرين نقع على ذكاءٍ ووطنيةٍ وحكمةٍ عند أصحاب القرار والحلّ والربط في جزائر الثورة، ما يوفر أسباباً لبعض الاطمئنان على مستقبل الاستقرار واحتمالات نضج الجزائر لتغيير سلمي ومن فوق، والجزائر تقع في عين عاصفة التآمر الامريكي الاوروبي وأدواته من الارهاب المتوحش، وقد تم نقل الارهابيين من سورية الى الصحراء الافريقية…. والجزائر بين الاهداف…
وقبل السودان والجزائر لعب الجيش التونسي دورا محوريا في ترحيل بن علي وتأمين الانتقال السلمي للسلطة بشكلية الانتخابات والديمقراطية، ولعب الجيش المصري دورا محوريا وبطريقة ذكية في ترحيل حسني مبارك والتعاون ثم الانقلاب بإسناد الميادين والتظاهرات على الاخوان المسلمين لحماية مصر والعرب والمسلمين من تفاهمات الاخوان مع أمريكا و”اسرائيل” لإعادة هيكلة الهيمنة الامريكية بأدواتٍ محليةٍ وتحت مسمى الاسلام المعتدل، ولا يستطيع أحدٌ نكران دور الجيش العربي السوري الاسطوري في سورية في تأمينها وخوض أشرس حروب تاريخ الانسانية والظفر بها….
بوتين أيضاً جاء من الجيش والمؤسّسة الأمنية السوفياتية ونهض بروسيا وأعادها قوةً عالميةً حاكمة…
ماذا سيفعل الجيشان السوداني والجزائري…؟؟
هل يصبح التغيير والنهوض على يد الجيوش؟
أم هي انقلاباتٌ مرتبةٌ مع الأمريكيين وحلفائهم ..؟؟
تلك أمورٌ يحسمها الغد القريب، والعبرة أنّ الطبقات السياسية والنظم وهياكل السلطات الموروثة والمتوارثة قد نفذ…
الأمة والجغرافيا تبحث عن بدائل…
فمن أين تأتي ومن يمثلها…. والأمر المحسوم أنّ الماضي قد مات…