تتجه الأنظار اليوم إلى المعارضة الموريتانية بعد فشلها في رهان المرشح الموحد لمعرفة خياراتها في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي القادم، وتبرز أمام الأحزاب الرئيسية في المعارضة جملة من الخيارات يمكن إجمالها في ما يلي:
* الاصطفاف خلف المرشح "المعارض" سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من رجل الأعمال المطلوب للعدالة الموريتانية محمد ولد بوعماتو، وهذا الخيار شبه محسوم بالنسبة لحزب "تواصل" ذي الخلفية الإسلامية، خاصة وأنه طرح بشكل غير مباشر من طرف كبار قادة الحزب ومنظريه، كالأستاذ جميل منصور ومحمد غلام ولد الحاج الشيخ مع صعوبة ابتلاع خيار كهذا على شباب الحزب .
ومن غير المستبعد كذالك لجوء أحزاب أخرى إلى مجاراة "تواصل" في هكذا موقف ومن بينها على وجه الخصوص حزب "حاتم" وموسى افال..
* استحداث تكتل سياسي جديد للمعارضة يضم تحديدا أحزاب: قوى التقدم، اللقاء الديمقراطي، إيناد ومن المحتمل أن يدفع هذا الثلاثي بواحد من اثنين: محمد ولد مولود ومحفوظ ولد بتاح، وهو أمر إن تم سيحقق لهؤلاء مكسبا وحيدا وهو شرف المشاركة على الأقل تحت لواء المعارضة التقليدية.
* خروج التكتل من العباءة وتقديمه لمرشح مستقل كما فعل في رئاسيات 2009 مع فارق التوقيت طبعا، وهو أمر وارد بعد فشل خيار المرشح الموحد الأمر الذي حرر التكتل من أي التزامات اتجاه زملائه، هذا إذا لم تسفر "جهود" ولد بوعماتو عن إقناع ولد داداه بدعم ولد ببكر رغم صعوبة قرار كهذا.
* بالنسبة للمرشحين الأكثر تطرفا بيرام ولد اعبيدي وتام صمبا فلن يتأثرا بفشل المعارضة على تقديم مرشح موحد لأن ايا منهما لم يكن مطروحا على الطاولة، وسيخوضان الانتخابات كما قررا سلفا بغض النظر عن مواقف الأطراف الأخرى.
وعلى أية حال فإن خيارات المعارضة تبقى جد محدودة ورهان التغيير الذي كانت تحلم به بات أكثر استحالة، في ضوء المعطيات الراهنة على الأقل.