باشي لديها شغف شديد بشيئين هما: الرسم والطعام. تحب الصحفية المتقاعدة 70/ عاما/ التي تنحدر من مدريد قضاء وقت فراغها بالتساوى بين الهوايتين. إحداهما تغذي روحها والأخرى جسدها.
وتقول باشي، التي تمارس رياضة المشي بانتظام، و عاش والدها حتى عمر 94 عاما” في إسبانيا، نأكل ونعيش بطريقة صحية أكثر من أي منطقة أخرى في العالم”.
ويبدو أن مظهر باشي الشبابي يدعم أقوالها بشأن العيش بصورة صحية في إسبانيا. وكذلك استطلاع أجرته وكالة بلومبرج للأنباء مؤخرا وخلص إلى أن إسبانيا الدولة الأكثر صحة من بين 169 دولة في العالم العام الماضي.
وصنف الاستطلاع الدول بناء على عدة عوامل تساهم في الصحة وتشمل متوسط العمر واستخدام التبغ و البدانة.
وتمكنت إسبانبا من إحراز تقدم هائل على إيطاليا، وشغلت المرتبة الأولى بعدما كانت في المركز السادس عام .2017
وبالنسبة للاسبان، مثل الإيطاليين الذين جاءوا في المرتبة الثانية، مفتاح الصحة الجيدة يبدو أنه مرتبط بالالتزام بحمية البحر المتوسط الغذائية، التي تركز على الفاكهة و الخضروات والحبوب الكاملة و تناول الكثير من زيت الزيتون البكر.
على سبيل المثال، شوربة جازباشو . هذه الشوربة التي تعد أساسية في المطبخ الإسباني تحتوى على الطماطم والخيار والفلفل والبصل و الثوم. هي لا تحتوى فقط على فيتامين سي، ولكن أيضا تساعد في تخفيف الالتهاب.
ويحتوى الموقع الإلكتروني لمنظمة حمية البحر المتوسط الغذائية، التي تأسست في إسبانيا عام 1996، على مجموعة من الوصفات وقوائم الطعام. ويوصي الموقع، بجانب أمور أخرى، بالاستهلاك الاعتيادي ولكن المتوسط للنبيذ الأحمر.
ولكن النجم الحقيقي لحمية البحر المتوسط، وفقا للمنظمة، هو زيت الزيتون.
ويقول الخبير بالمنظمة رامون ايستروش إن عدة دراسات أظهرت أن تناول خمس ملاعق من زيت الزيتون يوميا يمكن أن يحد بصورة كبيرة من خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتقول باشي ” الالتزام بنظام غذائي صحي لا يتعلق بنظام تجبر نفسك على إتباعه لأنك تريد فقدان وزن أو عيش حياة أكثر صحة” وأضافت” طعامنا يجرى في دمنا. في جيناتنا. جزء من تقليدنا”.
وتشمل أحد أطباق باشي المفضلة “بايلا” وهو السلق السويسري والكثير من زيت الزيتون، بالإضافة إلى طبق كوشيدو كادريلينو، وهو حساء الحمص.
ولا تتفاخر الدول الأوروبية الأخرى بصفة دائمة الأطباق الصحية كجزء من أطعمتها التقليدية. على سبيل المثال، في ألمانيا يتناول المواطنون فاكهة طازجة و خضروات أقل، وفقا لماتياس شولز، الذي يعمل بالمعهد الألماني لأبحاث التغذية.
ويعتقد شولز أنه سوف يكون من المفيد للألمان أن يقوموا بزيادة تركيزهم على الأطعمة التي تعتمد على الخضروات،التي يمكن أن تكون تكلفتها معتدلة وصحية أيضا. ويقول شولز ” يجب الحد من استهلاك اللحم الأحمر ومنتجات اللحم المصنعة و المشروبات السكرية “.
كما أظهرت حمية البحر المتوسط أنها تساهم في منع الإصابة بما يطلق عليها أمراض القلب والأوعية. ويقول شولز ” هذا يشمل السكري من النوع الثاني بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية”.
وفي محاولة لنشر مزايا مطبخ جنوب أوروبا، نشر معهد القلب الألماني كتابا جديدا للطبخ عام 2017 حول حمية البحر المتوسط.
وقد خلصت دراسات دولية إلى أن الاسبان يعيشون لفترة أطول من غيرهم في معظم الدول الاخرى حول العالم. وخلال عام 2016، حلت إسبانيا في المرتبة الرابعة على مستوى العالم من حيث ارتفاع أعمار المواطنين، بعد كل من اليابان وسويسرا و سنغافورة.
ووفقا لمعهد مقايس الصحة والتقييم في واشنطن، فانه يبدو أن إسبانيا سوف تفوز بالمركز الأول بحلول عام .2040
ويبلغ متوسط أعمار الاسبان حاليا 8ر85 عاما. وتشمل العوامل التي تحدد متوسط العمر ضغط الدم والبدانة ومستويات السكر في الدم والتبغ و استهلاك الكحوليات وتلوث الهواء.
وتقول باشي، وهي تجلس على مقعد مع اثنين من أصدقائها 90/عاما/ و 92/عاما/ ، في منتصف اليوم تحت سماء زرقاء براقة، إن ارتفاع متوسط العمر لا يرجع فقط للأطباق التقليدية الإسبانية.
وتوضح “ليس فقط الطعام هو المهم، ولكن أيضا الشمس والحصول على قيلولة و السير لمسافات طويلة و التحدث والحفاظ على العلاقات الاجتماعية والتمتع بالحياة، هذه هي وصفتنا”.