تعودنا في التكتل على الانسحابات في كل موسم انتخابي و عند كل منعطف. نحن حزب يدمن التشظي و الانشطار و الانقسام خرجت من جسمنا أحزاب بكاملها و حركات كثيرة و انقسم حزبنا إلى شظايا و جسيمات تغذي الْيَوْم كامل الطيف السياسي و لا أبالغ إذا قلت إن واجهة الطبقة السياسية الحالية خرجت من رحم حزبنا.
طبيعي أن يظل حزبنا حزب تكتل القوى الديمقراطية ينقسم و يتشظى و يخرج للعبة السياسية في البلاد سياسيين من كل الأحجام و بكل المقاسات لأنه حزب جاد و مدرسة عظيمة من جهة و لأن الناس تخرج منه لفرط ما يعانيه المنتسبون له من ظلم و غبن و تهميش. إنها المعاناة إذن هي التي تصرف الناس من الحزب. من خرج فإن طاقة تحمله وصلت نهايتها و من بقي فإنه مازال يكابر و يتحمل الأذى في سبيل أهداف الحزب النبيلة و مشروعه المجتمعي الرائع.
لا يوجد ما هو أصعب من النضال من أجل شعب ما زال بعيدا من الوعي و في ظروف سياسية إقصائية يعتبر من يعارض فيها عدوا للدولة و الوطن. ليس هنالك أصعب من أن تكون منبوذا في مجتمعك و بين أصدقائك و أقاربك لأنك اخترت جانب الحق و الصدق و النضال و ليس هنالك موقف أتعس من أن تحملك أسرتك و مقربوك مسؤولية تهميشهم و ظلمهم.
السياسة هنا في هذا البلد مستنقع لا يربح فيه إلا من يمارسون الدعارة السياسية و يتلونون لكل فصل سياسي بلبوس يناسبه. ولد حزبنا و عاش في زمان غير زمانه فهو يمثل الطهارة و النصاعة و قيم الحق و العدل الإنصاف أما الزمان فهو زمان الخيانة و النهب الغبن و الحيف و الظلم.
كل المنسحبين من بدإ تاريخ الحزب حتى الْيَوْم يكنون للحزب و لرئيسه و لمشروعه المجتمعي كامل الاحترام و التقدير لكن طاقة تحملهم قد انتهت لأن الظلم و الغبن أكل أعمارهم و لأن آفاق الوصول إلى الأهداف المنشودة مسدودة دائما.
نزيف التكتل و نزيف أحزاب المعارضة عموما يشي بأن الواقع السياسي ليس بخير و يقول إنه لا سياسة و لا أحزاب في ظل الأنظمة الشمولية.
إلى متى يظل الحقل السياسي موبوء ًو هل سيحمل التغيير المرتقب ريح هدوء و إنصاف تعيد الثقة للحياة السياسية.
من صفحة منى بنت الدي