الحشد الكبير الذي ظهر به ناصريو موريتانيا خلال لقائهم بالسيد محمد ولد الشيخ محمد الغزواني واعلانهم دعمه ومساندته في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة كان رسالة واضحة وحملت اكثر من دلالة ..
اولا: ان هذا النفس السياسي والثقافي والفكري ما زال متجذرا في هذه الارض رغم موجات الردة والنكوص التي عمت بلواها ساحتنا العربية..
ثانيا: ان خيوط الترابط القوي لاتزال تسري في عروق وانسجة الاجيال الناصرية على الرغم من اتساع الهوة وانقطاع الصلة بين بعضهما البعض..
ثالثا: لاتزال روح الناصرية ومبادئها العليا تسكن نفوس الكثيرين ممن ارتبطوا بها يوما وتعلقوا باهدافها وقيمها النبيلة لذا جاءت الاستجابة الفورية والواسعة لهذه المبادرات معبرة عن الحنين الى ذالك الماضي والى تلك الاحلام العظيمة والتي دفعوا من اجلها الشهداء والسجناء ولاقى في سبيلها الكثير من حضر كل صنوف التنكيل واطوار التعذيب البوليسي الفظيع..
رابعا: اكدت الفعالية انه ورغم كل حملات التشهير التي طالت الناصرية وكل محاولات التشويه الموجه اساسا ضد رموز وقادة هذا التوجه الفكري الا ان هذه الوقائع اظهرت حجم الاحترام والمهابة والتقدير التي تتمتع بها مرجعيات التيار الناصري بين ابنائه وانصاره كما كشف الموقف عن قدرتهم على توحيد الصف الناصري واعادة تجميع شتات الفاعلين الناصريين من قادة تاريخيين وشباب بل وقيادة المشهد السياسي من جديد من خلال تحمل اهداف الجماهير في الحرية والعدالة ومواجهة الغلاء والبطالة والفقر والتهميش..
وقد كشف التنوع الذي اظهرته نخب وقيادات هذا التيار بمختلف اجياله على ان الناصرية في موريتانيا ما تزال حية ترزق ولا يستطيع كان من كان قتلها او تهميشها او اجثاثها كما بين الحشد مدى الامكانيات البشرية و النوعية التي يزخر بها الناصريون في اوساط المجتمع الموريتاني ولعل اشادة المرشح الرئاسي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بهم كانت معبرة خير تعبير حين عبر عن غبطته وسروره العارم بهذا الدعم واصفا التيار الناصري في موريتانيا بانه التيار الجاذب لخيرة نخب واطر موريتانيا واكثرها قدرة على الفعل والتأثير ..
محفوظ الجيلاني