إعلان

تابعنا على فيسبوك

أطر الشركـــــ والحقد الدفين.

سبت, 08/06/2019 - 13:08

في الماضي عودونا بتنظيرهم  المثير للسخرية، كلما أعلن أن رئيسا سيزور مناطقهم ، فيهبون  مشنفين  المسامع  بمدائح وخصائص هذه الزيارة "الميمونة" التي  اختيروا لها وخصوا بها دون غيرهم وذلك دليل حظوتهم ومكانتهم، فلا يتركون سهلا ولا جبلا إلا اجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم ، مطاردين كل منمٍ  ينتجع بعيدا ومزارعٍ  حافي القدمين لا يجد ما يسعط به دواء من ماء آسن ، فلا يتركون قرية إلا جاستها  مطاياهم  الفارهة ، من آخر صيحات ما ابتكرته تكنولوجيا أصحاب الوجوه المدورة (اليابانيون) ، موزعين وُعداً كاذبة على كل صاحب حاجة  بتحقيق المنى إن هو كثر سوادهم  وحضر معهم استقال الضيف العظيم  بحفاوة ، وقبل أن تُطوى خيم الاستقبال يحكمون إغلاق هواتهم أو يرمون الشرائح التي استخدمت خصيصا لموسم الوعود الكاذبة.
هكذا عهدناهم وهكذا ألفناهم وهكذا عرفناهم،أما أن يتصدوا لأمر عظيم يحتاج الرجولة، والنظر البعيد وعمق التفكير، وتصدر المشاهد ومزاحمة أهل العقول، وبذل المال والجاه ، عندئذٍ لا تسمع لهم همساً ولا ذكراً ، حقدهم البيني الدفين انكشف  هذه الأيام ، وإلا فكيف نفسر اختفائهم في هذه اللحظة الحرجة والمفصلية من تاريخ البلاد ،  إنهم جميعا ولا أحاشي من لأقوام من أحدٍ منتسبون للحزب الحاكم ، ويدعمون "مرشح الإجماع" الأقرب لهم رحماً ، وهو ما يفترض أن يكون حضورهم ونصرتهم أكثر زخماً ، شغلهم الشاغل اليوم وفي هذه المرحلة الدقيقة هو اظهار الاستياء والبوح بأنهم همشوا في لجان الحملة؟، كل ذلك خوفا من تحمل المسؤولية أو أن يكونوا متبوعين لا تابعين كما هي عادتهم،  أو أن ينفقوا مما استول عليه من المال العام على فقراء المسلمين والذين بأصواتهم سيفوز المرشح .
لا شيء يفسر تثاقلهم  واختفائهم سوى جبلة النفاق الكامنة في نفوسهم ، فإذا فاز مرشح الاجماع قالوا "إنا كنا معكم" وإذا كانت الأخرى -لا قدر الله -قالوا للطرف الآخر " لقد دعمناكم ومنعناهم من الفوز " اللعبة بدأت تتكشف والحقد الدفين بدأ يظهر في الوقت المناسب ،  كنا نعتقد أنهم سيبذلون كل شيء في هذه الحملة دون أن يطلبوا أي شيء ،لأن المرشح هو حامل لواء الأمن، ومناطقهم كانت هي الأكثر عرضة لأن تكون مسرحا للإرهاب أيام ازدهار العنف في شمال مالي، وفي عمق مالي، والمؤسسة العسكرية التي خاضت معركة وغادو كانت تحت قيادته ،  والمكاسب التي تحققت في مناطقهم من بنى تحتية تمت في فترة كان المرشح هو الشخصية الثانية في هرم السلطة ، واستمرارية "النهج" الذي من اجله طالبوا بكل وقاحة بخرق الدستور اختير محمد ولد الشيخ محمد احمد لمواصلته ،  فلم يتلكؤون في نصرته ودعمه، وقديما قيل أنفك منك ولو كان اجدع أيها الحاقدون.

سيدي محمد بن جعفر