إعلان

تابعنا على فيسبوك

سفير موريتانيا في لندن يكتب: "فلنفكر مليّا.."

أربعاء, 19/06/2019 - 14:49

أوشكت الحملة الانتخابية لرئاسيات الثاني والعشرين من الشهر الجاري على نهايتها؛ وعبر كل مواطن موريتاني بالطريقة التي يراها مناسبة -وهذه وظيفة الحملات الانتخابية الأولى!- عن مآخذه وأفكاره وطموحاته بالنسبة لماضي  البلاد ومستقبلها، واستمع إلى خطابات المترشحين  وتعرف على خلفياتهم وخلفيات الجهات السياسية الداعمة لهم. فمن  الأهمية بمكان أن نفكر جميعا -من الآن- في إيقاف الحملة في الوقت المناسب، حسب ما يمليه القانون والمنطق الديمقراطي...
ويعتبر نجاح الحملة الحالية دليلا إضافيا، حسب اعتقادي،  على الوضعية الأمنية والسياسية الجيدة التي وصلت إليها البلاد بفضل صبر وحنكة وشجاعة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز؛ وعلى الرغم من المقولة المشهورة: "أن تقارن لا يعني أنك على حق"، فمن أبجديات الإنصاف والرشد والأخلاق أن نرفع رؤوسنا (عن الانشغال بحزازاتنا الداخلية المشروعة...) وننظر من حولنا، لنقيم بتجرد ما يجري على حدودنا وفي دول عزيزة على قلوبنا في المنطقة التي ننتمي إليها، ونفكر مليا: ألم ينجح الرئيس الحالي في تجنيب البلاد ويلات الغلو والعنف الطائفي؟ ألم ينجح الرئيس الحالي في ترقية الحريات المدنية والسياسية؟ ألم ينجح الرئيس الحالي في تحسين الصورة الخارجية لموريتانيا من خلال قمم واجتماعات دولية وازنة؟ ألم يدافع الرئيس الحالي باستماتة عن الوحدة الوطنية؟ ألم يشيد الرئيس الحالي  المنشآت الخدمية والاقتصادية الاستثنائية؟...
بلى، لقد نجح الرجل في مهمته ويبقى السؤال: ما هي أفصل وجهة للبلاد بعد مغادرته السلطة طواعية، في تحد للعقلية السائدة في الفضاء الثقافي الذي ننتمي إليه ورغم أنف بعضنا؟ أنعود إلى الوراء، لنبدد كل هذه الجهود الخيرة  التي بذلت أصلا لتلافي هفوات وسلبيات نمط تسييري أجمعنا تقريبا كلنا، في وقت معين،  على خطورته على كيان دولتنا وأمن شعبنا؟ أنسمح باستنساخ تجارب تسييرية نعرف الآن مآلاتها المأساوية على شعوب شقيقة، دمرتها الشعبوية والبدائية السياسية والتعصب القبلي والفئوي والتدخل الأجنبي؟ أيحق لنا شرعا وأخلاقا أن نكِل مصير وطننا وأجياله القادمة إلى من لم يحتكّ - ولو كرئيس مصلحة!- بإكراهات وتناقضات  الحكم، في عالم بالغ التعقيد؟ أيستساغ أن نشجع العنصرية والكراهية في بلادنا من خلال الرضوخ لدعاة الفئوية والتفرقة، والتصويت لصالحهم؟ طبعا، لا يجوز كل ذلك في حق الوطن والهوية ومصالحنا الحيوية...
فمن البديهي، وهذه قناعتي الشخصية الراسخة، أن المصلحة العامة لبلادنا، تقتضي تحسين وتطوير ما تم إنجازه، رغم الظروف الضاغطة،  خلال العشرية الأخيرة، وتفادي كل ما من شأنه زعزعة مجتمعنا ودولتنا من خلال انتخاب شخص جُرِّب في الماضي ولم يُقنع أو شخص عديم التجربة...
ويتضح جليا من  المعطيات أعلاه  أن مصلحة موريتانيا والموريتانيين بتنوعهم الثقافي الثري وعلى اختلاف مشاربهم السياسية والفكرية، تقتضي التصويت بكثافة واندفاع وطني لصالح مرشح الوسطية السياسية السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، وإنجاحه في الشوط الأول، حفاظا على أمن البلاد وتعظيما لحظوظ مواصلة جهود التنمية المستدامة فيها وتعزيزا للجو الحالي للحريات الفردية والجماعية الذي ينعم به كل الموريتانيين...

د اسلكو ولد احمد إزيد بيه