رأى المُستشرِق الإسرائيليّ، روعي كييس، الذي يعمل مُحلِّلاً للشؤون العربيّة في هيئة البثّ الإسرائيليّة العامّة (شبه الرسميّة)، أنّ الحرب بين إيران وكيان الاحتلال مُستمّرة ومُستعرّة على جميع الجبهات، ناقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب قولها إنّ الحرب بين الدولتين تتطوّر بسرعةٍ بالغةٍ وتدور رحاها على جميع الجبهات، بما في ذلك جبهة الحرب السبرانيّة، أيْ حرب اختراق الحواسيب والهواتف الذكيّة بهدف الحصول على معلوماتٍ أمنيّةٍ عن الطرف الآخر، علمًا أنّ الدولة العبريّة اعترفت أكثر من مرّةٍ بأنّ حواسيب حكوميّة وحواسيب تابعة لشركات تجاريّة خاصّة وكبيرة قد تمّ اختراقها من قبل الإيرانيين، كما قال التلفزيون العبريّ شبه الرسميّ، مُضيفًا، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ التقديرات الاستخباريّة في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب تؤكّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ إيران دولةً عُظمى في مجال الحرب السبرانيّة، كما أكّدت المصادر واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال..
وفي هذا السياق، ورد أنّ وكيلاً إيرانيًا استخدم حسابات مزيفة في موقع التواصل الاجتماعيّ (الفيسبوك) للتواصل مع جواسيس محتملين في إسرائيل، أيْ مناطق الـ48، الضفّة الغربيّة المُحتلّة وقطاع غزّة بهدف جمع معلوماتٍ حول مواقع إستراتيجيٍّة، وتنفيذ هجماتٍ ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ لم يتّم الإفصاح عنها، كما جاء في وسائل الإعلام العبريّة، التي اعتمدت على مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في المؤسسة الإسرائيليّة.
وقد اعتقلت إسرائيل شبكة استخبارات إيرانيّة حاولت تجنيد جواسيس في إسرائيل، أيْ في الداخل الفلسطينيّ، والضفة الغربية وقطاع غزّة، كما أكّد بيانٌ رسميٌّ صادرٌ عن جهاز الأمن العّام (الشباك الإسرائيليّ) أصدره أمس. ووفقًا للبيان، كان يتّم تشغيل الشبكة من سوريّة على يد وكيل يدعى “أبو جهاد”، الذي حاول تجنيد عملاء استخباراتيين إسرائيليين بواسطة عدة حسابات مزيفة في الفيسبوك ومواقع تواصل اجتماعيّة أخرى، وفقًا لبيان جهاز الأمن الداخليّ الإسرائيليّ.
وبعدها، تابع البيان قائلاً إنّه كان يتّم الحفاظ على التواصل بين المُشغّل والـ”جواسيس” المُفترضين بواسطة تطبيق “واتساب” للرسائل عبر الهواتف الذكيّة، كما أكّد الشباك الإسرائيليّ، مُضيفًا في الوقت عينه أنّه تمّ
تكليف أبو جهاد، الذي تلقى أوامره من طهران، بجمع معلومات حول القواعد العسكريّة التابعة للجيش الإسرائيليّ، محطات شرطة، أشخاص، مستشفيات وأهداف محتملة أخرى لهجومٍ إيرانيٍّ، على حدّ زعم الشباك الإسرائيليّ.
ووفقًا لموقع (تايمز أوف إزرائيل) الإسرائيليّ، فإنّه بحسب الشاباك، تمكّن الإيرانيون من تجنيد شخصِ واحدِ على الأقل لتوفير معلومات ومحاولة تنفيذ هجمات ضدّ أهدافٍ إسرائيليّةٍ عسكريّةٍ ومدنيّةٍ، طبقًا لأقواله.
بالإضافة إلى ما ذُكر آنفًا، قال جهاز الأمن العّام في بيانه إنّ الإسرائيليين تجاهلوا معظم المحاولات للتواصل عبر الفيسبوك لأن الحسابات التي أقامها أبو جهاد وزملائه بدت مشكوكًا في أمرها. واضاف الشاباك أنّ تجنيد العملاء بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي هي وسيلة شائعة بين التنظيمات المسلحة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ حركة حماس وحزب الله اللبنانيّ قاما مؤخرًا باستخدام أساليب مشابهةٍ.
وأشار الموقع الإسرائيليّ في سياق تقريره عن مزاعم الشباك، أشار إلى أنّه في وقتٍ سابقٍ من الشهر الجاري، أفاد تقرير تلفزيونيّ إسرائيلي أنّ وكالات المخابرات الإسرائيليّة منعت عشرات الهجمات لتنظيم “داعش” الإرهابيّ والهمجيّ، ومن إيران ومن دولٍ مختلفةٍ من حول العالم من خلال تزويد السلطات بمعلومات أساسية.
وتابع التقرير قائلاً: زوّد جهاز “الموساد” (الاستخبارات الخارجيّة) وشعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان) معلومات أحبطت 50 هجومًا في 20 بلدٍ على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقا لما ذكرته القناة 12. وفي شهر حزيران (يونيو)، قال مسؤولٌ إسرائيليٌّ كبيرٌ، لم يُفصَح النقاب عن اسمه، قال لهيئة البث العامّة الإسرائيليّة شبه الرسميّة (كان)، قال إنّ جهاز الموساد كان مسؤولاً عن تزويد السلطات البريطانيّة بمعلوماتٍ ساعدت في إحباط محاولات لمنظمة حزب الله المدعومة من إيران بتخزين متفجرات في لندن في عام 2015، على حدّ زعم المسؤول الإسرائيليّ الرفيع.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّه بحسب التقرير في صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانيّة، فإنّ مخطط حزب الله كان جزءًا من خطة أكبر لوضع الأساس لهجماتٍ مستقبليّةٍ، وأشارت المصادر التي اعتمدت عليها الصحيفة إلى إحباط عمليات لحزب الله في تايلاند وقبرص ونيويورك، لافتةً إلى أنّ جميع هذه المخططات كانت، كما يُعتقد، ستستهدف مصالح إسرائيليّة من حول العالم، على حدّ قول المصادر للصحيفة البريطانيّة.
رأي اليوم