قادتنا خط أحمر، والتنقص من مقاماتهم بغير وجه ،جريرة لاتغتفر لاندعي لذواتهم قدسية،ولا لإجتهاداتهم نوع عصمة،لكنهم صفوة الصفوة منا،وجذولنا التي إليها في النوائب نحتك،قد امتحنت التجارب صدق ايمانهم، وابتلت مراس صبرهم ،بغوائل المال والجاه والنفوذ ،مراغبة حينا ،وبالسجن والحظر وقطع الأرزاق مراهبة، حينا آخر،فما وهنت العزائم ،ولا استكانت المهج ،ولا لانت في ذات الله قناة ،وما اعطيت في دين دنية ،من اولئك الأصفياء السابق بالخيرات "جميل" السجايا والصفات ،رضعنا منه الثبات على الطريق صغارا اغرارا ،ولازلنا نستلهم من دله كبارا ،كان إذا عزم يقدم عن روية واختيار،وإذا احجم فعلها عن تجربة واعتبار ،فأنى للنابتة أن تبلغ له من مده او النصيف سابقة في الفضل او ناشئة،لم تزل فتن القوم تعرض عليه عودا على بدء،فينكرها قلبه إيمانا ،ويدفعها فعله استقامة وبرهانا، وإني لأحجوا من الله أن يكون ممن سبقت لهم منه العناية ،تمر عليه الفتن أبيض القلب كالصفا،لاتضره أبدا،وإن من إخواننا اللاحق -إن شاء الله-بأخيه السابق في المكرمات "محمود" السرى (بضم السين المشددة) ،فطوبى له آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ،خبرناه ونحن بعد أحداث الأسنان صحبة إخوان لنا،مغبرة قدماه فيها ، إخلاصا وتجردا وتواضعا عض عليه بالنواجذ،مايبالي إن أمسى في الساقة ،او غدا في الحراسة كما اليوم (وهويرى التأمين سبيل التمكين) محمرة عيناه في سبيل مشروعه،او كأمسه مرابطا في سوح دعوته ومعاهد درسه،مغرورغة عيناه من خشية ربه،عينان صادقتان لينا وشدة في ذات الله،لاتأكلهما النار أبدأ ،نرجوها عيناه .
لا يضير العتاب بين الأحباب في لحظات الصفاء والود (إذا سلمت النيات وتحررت المقاصد كما قال أبو صلاح ) :
فهذا سيد الخزرج سعد بن عبادة يبوح في لحظة مكاشفة بمكنون صدره لخير الخلق:" إن هذا الحي من الأنصار،قد وجدوا عليك ،في أنفسهم ،لما صنعت في هذا الفيئ ..!"
وبعدما يجتمع الأنصار يسائلهم صلى الله عليه وسلم :" يا معشر الأنصار ما قالة بلغتني عنكم ،وجدة وجدتموها علي ،في أنفسكم -؟"
وفي غضون المصارحة الحانية يسألهم صلى الله عليه وسلم ثانية مقابلا العتاب، بعتاب آخر غاية في الرقة :"ألا تجيبوني يامعشر الأنصار-؟ وكان جوابهم في غاية الأدب اللائق بمقام النبوة ،قالوا : " بم نجيبك يا رسول الله ،لله ورسوله المن والفضل " -؟
وبعدما وجد الأنصار أنفسهم كأنهم المستحقون للوم والعتب يعمد صلى الله عليه وسلم إلى المسح على قلوبهم ببلسم الحدب والتألف بدعائه الذي لامس منهم شغاف القلوب:" اللهم ارحم الأنصار ،وأبناء الأنصار ،وأبناء أبناء الأنصار"
قال راوي الحديث أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم ،وقالوا :رضينا .
اللهم أرض عن إخواننا وألف بين قلوبهم ،وأصلح ذات بينهم واجعل أجر اللاحق بهم نصرة كالسابق إليهم مهاجرا ،وخيب رجاء شانئيهم من أصحاب الأهواء ،ممن ولغوا او أوغلوا
وأقول لبقية الإخوان ليس هذا مقام التخندق والإصطفاف إلا حيث تكون معية الله ويده :الجماعة وما يجمع ويؤلف،لامايفرق ويخالف.
اكناته ولد النقرة