إعلان

تابعنا على فيسبوك

تصاعد التوتر بين المغرب والبوليساريو قبل تعيين المبعوث الأممي للصحراء

جمعة, 16/08/2019 - 00:29

في وقت يستعد الأمين العام للأمم المتحدة لترشيح اسم مبعوثه الشخصي للصحراء خلفاً للرئيس الألماني السابق، هورست كوهلر، تعرف المنطقة توتراً بين المغرب وجبهة البوليساريو على خلفية تحركات عسكرية مغربية على الحدود مع موريتانيا.
واتهمت جبهة البوليساريو المغرب بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الطرفين، عقب تحليق طائرات تابعة لسلاح الجو المغربي الأسبوع الجاري فوق المنطقة العازلة على الحدود المغربية الموريتانية والتي تعتبر حسب اتفاق وقف إطلاق النار 1991 منطقة عازلة وتعتبرها الجبهة مناطق محررة.
وحذر عضو هيئة أركان قوات جبهة البوليساريو، يوسف يوسف أحمد سالم، من «خطورة انزلاق الأوضاع نحو المجهول» ودخول المنطقة في «أتون حرب جديدة»، مؤكداً أن لجبهته «حق الرد» على التحركات المغربية.
وقالت الجبهة إن سلاح الجو التابع للقوات المسلحة الملكية المغربية قام بالتحليق فوق مناطق شرق الجدار الدفاعي التي تديرها وتنشر قواتها، وأوضحت أن «اللواء الاحتياطي» المنتشر في المنطقة وثق التحليق يوم الإثنين الماضي على الساعة الـ11:20 بمنطقة روس تيلموزة.
وعرفت الأيام الماضية سلسلة احتكاكات لوجيستيكية بعد إرسال المغرب قوات مسلحة ورجال أمن وإداريين إلى معبر الكركرات على الحدود مع موريتانيا بهدف ضبط الأوضاع الأمنية هناك. ودعا إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، الشباب الصحراوي للانخراط في الجيش الصحراوي للقتال ضد الجيش المغربي، كما دعا في رسالة للأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، المنتظم الدولي، إلى تحمل مسؤوليته في هذا الصدد، كما تحث المينورسو على مراقبة الوضع عن كثب.
واتهم غالي في رسالته المغرب بخرق بنود الاتفاق رقم 1، من اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين الجانبين سنة 1991، وقال: «إذا لم يتم كبح جماح المغرب المتمثل في محاولته الجديدة لتغيير الوضع في المنطقة العازلة، سيهدد الأمن والسلام في الإقليم، ويقوض عملية الأمم المتحدة الهشة للسلام في الصحراء ودعا إلى نشر مراقبين دوليين لفرض احترام اتفاق وقف النار.
وقال المحلل السياسي المغربي المتخصص في شؤون الصحراء صبري الحو» إن المغرب يعتبر المنطقة العازلة هي كل لا يتجزأ وغير قابل للانقسام، وهي كل الشريط الذي يقع خلف الجدار الدفاعي المغربي نحو الشرق في اتجاه الحدود المغربية الجزائرية أو في منطقة الكركرات في اتجاه الحدود المغربية الموريتانية وفي اتجاه المحيط الأطلسي دون استثناء ودون فواصل ولا تحديد للمسافات».
وأضاف أن اقتحام البوليساريو للمنطقة العازلة ومحاولات إعمارها مدنياً واعتبارها «أراضي محررة»، والمخطط الذي يمتد إلى 2014 ( تاريخ مصادقة مجلسها الوطني على ذلك)، وتأكد للأمين العام السابق بمعاينة عناصر بعثة المينورسوذ، وتوثيقه في تقريره لسنة 2015، وإقدامها مباشرة ولعدة مرات على قطع الطريق والممر العابر لمنطقة الكركرات من طرف عناصرها المدنية أو العسكرية، هو مس بسلامة وحرية المرور في المعابر الدولية. وأكد الحو «أن مقتضيات القانون الدولي تعطي للمغرب حق استغلال واستعمال المعبر، وفي الوقت ذاته تجعل على عاتقه واجب والتزام بسط الأمن فيها وحفظ وضمان سلامة العابرين. خاصة أن المجتمع الدولي بما فيه الاتحاد الأوروبي جعل المنطقة تدخل في النطاق الجغرافي للإقليم المغربي دون اعتبار لوضع النزاع حول المنطقة».
من جهة أخرى، ما زال موضوع خلافة المبعوث الأممي، هورست كوهلر، الذي استقال من منصبه لأسباب صحية قبل حوالي ثلاثة أشهر، يطرح جدلاً متواصلاً داخل الكواليس الأممية، مع اقتراب نهاية ولاية البعثة الأممية إلى الصحراء (المينورسو) نهاية تشرين الأول/ أكتوبر القادم، ما دفع بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى الدخول في مشاورات سرية مكثفة مع أعضاء مجلس الأمن الدائمين، بخصوص الأسماء المرشحة لخلافة كوهلر.
وقالت مصادر دبلوماسية إنه من المرتقب أن يكون شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، محطة مهمة للتداول بين الأمين العام للأمم المتحدة والمغرب والبوليساريو للتأشير على خليفة لهورست كوهلر.
ويقول المسؤولون المغاربة إن الأمانة العامة للأمم المتحدة لم تجر حتى الآن أي مشاورات مع المغرب في خلافة الرئيس الألماني الأسبق، هورست كولر، عن دوره كمبعوث أممي للصحراء الذي قدم استقالته لأسباب صحية حسب متحدثة باسم الأمم المتحدة في نيويورك يوم 22 أيار/ مايو 2019، وأضافت أن غوتيريش «أعرب عن امتنانه العميق لكوهلر لجهوده الحثيثة والمكثفة التي أرست لزخم جديد في العملية السياسية حول قضية الصحراء». وكان كوهلر البالغ من العمر 76 عاماً قد تولى منصب الرئيس الألماني، وهو منصب شرفي إلى حد كبير، وذلك بين عامي 2004 و 2010، ثم تولى منصبه كمبعوث للأمم المتحدة في آب/أغسطس 2017.
ويتناوب دبلوماسيون أو شخصيات سياسية بارزة أوروبية وأمريكية على مهمة المبعوث الخاص، وكان من أبرزها جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي، في إدارة الرئيس جورج بوش الأب.
ونقل عن مصادر من البعثة الدبلوماسية الألمانية بالأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أحال على ممثلي الدول الأعضاء الدائمة من أجل خلافة المبعوث الأممي السابق إلى الصحراء عدة أسماء مرشحة لتولي هذه المهمة، دون أن تتوصل إلى حدود نهاية الأسبوع الأول من شهر آب/ أغسطس الجاري، إلى توافق حول اسم الشخصية الدبلوماسية التي ستتولى هذه المهمة من بين الشخصيات التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة.
وأعادت مصادر معنية بالنزاع الصحراوي عدم حسم الدول الأعضاء الدائمة في اسم المبعوث الأممي الجديد، إلى تمسك الولايات المكتحدة بمرشح أمريكي، وفق ما هو متعارف عليه من تناوب وإصرار الأوروبيبن على اختيار مرشح أوروبي كون كوهلر لم يكمل ولايته، مستندين إلى انتخاب كوفي عنان الإفريقي أميناً عاماً للأمم المتحدة خلفاً لبطرس غالي الذي لم يجدد له، بالإضافة إلى انشغال مجلس الأمن الكبير بملفات أكبر وأكثر تعقيداً، ضمنها قضية كوريا الشمالية وأزمة مضيق هرمز والتطورات في الشرق الأوسط، وخطة السلام الخاصة بفلسطين.