المقامر نتنياهو والمضارب ترامب لا يدخران فرصةً أو جهداً في محاولةٍ لإشعال الحروب التي قال السيد حسن نصر الله إنّ حلف المقاومة هو من يمنع وقوعها لشدّة هولها وحجم تدميرها وخسائرها الشاملة.
بيد أنّ نتنياهو وكيانه الصنيع والإدارة الأمريكية الاستعمارية لا تعنيه أمور الحرب ولا يأبه بمحاولات فتح الأبواب الموصودة والنقر على الجرّة مرةً بعد مرةٍ ومن كلّ جوانبها لاكتشاف نقاط ضعفها لثقبها وجعل عسلها يتسرّب ولو ببطء.
المعارك بين الحروب: تكتيكاتٌ تاريخيّةٌ لحرب العصابات والمقاومات وأساس استراتيجيّاتها في إنهاك الخصم الأقوى والأكثر تسليحاً وقدرات، ولاستنزافه المديد ثم إلحاق الهزيمة به فعددٌ من الانتصارات الصغيرة “المعارك بين الحروب بحسب ماو تسي تونغ أبو نظريات حرب العصابات، تساوي نصرا كبيرا”.
من نقائص ونقائض الأزمنة أنّ ذات التكتيك التي هُزمت عبره “إسرائيل” في لبنان وفلسطين وأمريكا في العراق يعاد صياغته فتصبح الدولة صاحبة نظريات الحرب الساحقة والنظيفة، وعن بعد تلوذ بتكتيكات حروب العصابات بينما المقاومات تتخلى عنه وتتحول إلى قوة ردعية لمنع وقوع الحرب المرتهب من وقوعها والمتخيل كم ستكون خسائرها.
ولكون الكيان الصهيوني مصطنعاً ويستمر عنوة وبقوة القهر والعدوان، يبدو أنّ نتنياهو المأزوم حتى الثمالة في أزمة الكيان الصهيوني السياسية يحتاج إلى العروض البهلوانية لاستثمارها في انتخابات الكنيست، ومتفقٌ مع ترامب على استهداف كل فصائل المقاومة وأينما وفي أيّ جغرافية ونظم سياسية كانوا، ولهذا تمتدّ يد “إسرائيل” وطيرانها الى العراق وتسرح طائراتها وتمرح في أجوائه وتستهدف تحت نظر وتنسيق وربما باستخدام قواعد الاحتلال الأمريكي للعراق وتضرب الحشد ومعسكراته وتزيد في التطاول بإعلان نتنياهو مجاهرةً أنّ “إسرائيل” هي من يقوم بهذه الاعمال الاستفزازية…
“المهندس” نائب قائد الحشد الشعبي كشف عن تفاصيل ما يجري وأشار بقوةٍ إلى أنّ الأمريكي هو المسؤول وهو من يعطي “إسرائيل” المعلومات والإحداثيات وأنّه استحضر أربع طائرات مسيّرة “إسرائيلية” من أذربيجان المسؤولة عن استهداف الحشد، وتطالب فصائل الحشد الحكومة والجيش العراقي بالتحرك الفوري لتقييد حركة الطيران الأمريكية، والتعامل مع الوجود الامريكي المتكامل مع “الإسرائيلي” باستهداف الحشد بصفته عملا عدوانيا.
“المهندس” وضع النقاط على الحروب وقال بصريح العبارة من المسؤول، ولماذا تنجح “إسرائيل” وتتبجّح بأنّها تطاول يدها الى العراق بينما هي قاصرة في شمال فلسطين وجنوب لبنان وقاصرة أكثر في جنوب فلسطين مع غزة…
إذاً، النتيجة المنطقية أنّ “إسرائيل” المرتهبة على حدودها شمالا وجنوبا والمتقلّصة قدراتها شرقا في سوريا تضرب في العراق، والسرّ في أنّ كلّ وجود أمريكي في أيّة بقعة هو وجود “إسرائيلي”، والعلاقة بين “إسرائيل” وأمريكا معلنة وليست خافية وكلاهما عدوّ العرب والمسلمين…
هل يكون الردّ بالضرب على الرأس الكبيرة؟ أي الوجود الأمريكي في العراق؟؟ لنتذكر أنّ عمليات استهدفت مقر قيادة المارينز والقوات الفرنسية في بيروت أدّت إلى هروبهم وكانت أمريكا في كلّ وعزّ قوتها؟؟
هذا ما ننتظره من الحشد الشعبي ومحور المقاومة، فاللعب مع الكبار أفضل بألف مرّة من اللعب مع الصغار وربما حانت فرصة أن تتحمل أمريكا وقواعدها مسؤولية كل ما جرى في العرب والمسلمين من حروب وتدمير ومآسي فالحرب جارية والمعارك بين الحروب يجب أن تعود مسلكا وتكتيكات في استراتيجيات المقاومة وللانتقال الى الهجوم الاستراتيجي..
التجمع العربي الإسلامي لدعم خيار المقاومة