ماهي العبودية ؟ وما هي دلالة الاستعباد والاسترقاق ؟
مفاهيم يجب إعادة النظر فيها وتمحيصها وتوضيح كل ما له علاقة بها ,وهل هي ظاهرة خاصة بنا دون سائر شعوب وبلدان العالم ,وذلك في ظل هذه الحملة المغرضة من شبكات اللصوص ومافيات الجيوب الجرثومية "كإيرا وأخواتها" التي أطلِق لها العنان وفُتحت الابواب وتُركت تعيث فسادا وخرابا وفتنة في البلاد وبين العباد.
ونقولها بألم : للأسف ,جاء بيان المحكمة مخيبا لآمال وتطلعات الشعب في بناء الوحدة الوطنية والتعايش السلمي بين الفئات المشكلة لنسيج المجتمع الموريتاني المسلم ,المسالِم .
إن توقيت هذا الاعلان جاء كهدية مجانية تمنحها النيابة العامة لحركة إيرا العنصرية لتحتج به في المحافل والمنظمات الدولية! وتتخذ منه ورقة رابحة ستلعب بها لتفتيت وتمزيق الوحدة الوطنية.
إن الشعب الموريتاني ـ مثل باقي شعوب العالم ـ مورست فيه العبودية في فترات ماضية كانت فيها الدول المتحضرة تمارسها أبشع ممارسة وتستغل فيها الانسان أسوأ استغلال.
وفي وقتنا الراهن ,فإننا نستطيع التأكيد وبكل ثقة أنه لا توجد في موريتانيا حالة عبودية واحدة ولا ممارسة استرقاق اطلاقا ,لكن الموجود من أشكال العبودية هو العبودية الاقتصادية ,وهي لا تختص بفئة أو شريحة دون الأخرى ,وإنما هو تفاوت اقتصادي طبيعي يحتاج فيها الفقير للعمل عند الغني لا غير ,وهي ظاهرة منتشرة في جميع أنحاء العالم ولا تختص بها بلادنا.
إن كل مَن يعملون في البيوت أو غيرها يعملون كأجراء يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتع بها اهل البيت أنفسهم من مأكل ومشرب ويتقاضون أجورهم كاملة ويتم العقد بين العامل وصاحب العمل براتب محدد وساعات عمل محددة سلفا. ففي دولة المغرب المجاورة عندما نزورها لأي سبب من الاسباب نستأجر فتيات مغربيات كخدامات في البيوت بنفس الطريقة وبدون عقود عمل طيلة فترة مقامنا ,ولم نجد منهن ولا من ذويهن أية مشكلة ..أما في بلدنا موريتانيا فالامر أصبح جد خطير ..إنه مستقبل بلد وشعب تتلاعب به " حركة ايرا " في المحافل الدولية ولدى المنظمات الماسونوية الصهيونية الملغمة وتقبض منها الثمن , لذلك نرجو ممن بيدهم الامر أن يوقفوا هذه المسرحية الهزلية وهذا التلاعب بمصير شعب ومستقبل أمة يراد لها ألَّا تخرج من دوامة التخلف وأن تعيش رهينة لأفكار مسمومة قد تقضي على كل آمالها في التقدم والازدهار.
إننا نصرخ اليوم بأعلى أصواتنا لنُدين هذا الخنوع و اللعب على العقول والزيف والكذب..كيف تُجر أمهاتنا من بيوتهن وتسحب فتياتنا الطاهرات العفيفات وهن يعملن من اجل أن يأكلن لقمة حلالا من عرق جبينهن وتعرض صورهن ويُشَهّر بهن لمجرد أن جيوب زعماء إيرا قد أصبحت خاوية بعد صرف ما فيها في الفنادق السياحية الغالية.
كيف لنا أن نترك هؤلاء "العقوقيين" يتاجرون بوطن كامل من أجل المادة..
أما آن الأوان لنقف جميعا ضد هذه الحملة الشرسة التي تستهدف وحدتنا بأقلامنا وبكل ما أوتينا من قوة؟ ,قد بلغ السيل الزبى ,وبات كل واحد منا غير آمن في بيته.
نلتمس من السيد الرئيس محمد ولد الغزواني ـ كما جرمت الدولة ممارسة العبودية ـ أن تجرم بالمقابل كل من يحاول رفع قضية عبودية وتثبت عدم صحتها بالحبس والغرامة المادية ,كما نطالبه أن يوقف حملة التشويه هذه ضد بلدنا وان تكون الاجراءات صارمة ,والعقوبة مناسبة لحجم الجريمة..
زينب سيدات~ زهراء نرجس