استطاعت البحرية الحربية الجزائرية تحقيق تقدم ملموس ونوعي بعدما نجحت في إطلاق صواريخ هجومية من غواصة وضرب أهداف أرضية، وهي القدرة التي تمتلكها دول قليلة في العالم وخاصة في البحر الأبيض المتوسط.
وكانت البحرية الجزائرية قد أجرت يوم 29 سبتمبر الماضي التجربة العسكرية وكشفت عنها خلال الأسبوع الماضي ومرت في صمت بسبب الحراك من أجل الديمقراطية. وقامت غواصة من غواصات البحرية وهي من نوع كليو 636 الروسية بإطلاق صواريخ من غواصة واستهداف أهداف أرضية وليست بحرية.
وبهذه التجربة، تكون الجزائر قد انضمت الى دول قليلة في العالم قادرة على توجيه ضربات من الغواصات الى أهداف أرضية، وهي القدرة التي تتوفر عليها إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة بينما تجد دول كبرى مثل فرنسا صعوبات كبيرة في هذه التقنية الحربية، ولا يعرف أن الغواصات الفرنسية قد أجرت تجارب بضرب أهداف أرضية، ولا تستطيع دول متقدمة في الصناعة الحربية مثل إيطاليا واسبانيا ضرب أهداف أرضية بصواريخ بحرية.
واستعلمت البحرية الجزائرية في هذه التجربة العسكرية صواريخ “كلوب س” وهي نسخة معدلة من الصاروخ الروسي المتطور كلبير الذي استعملته روسيا لأول مرة في ضرب تنظيم داعش في سوريا خلال السنتين الأخيرتين، وباعت روسيا الصاروخ لدول قليلة وهي الصين والفيتنام والهند والجزائر وربما إيران، ويفوق مدى هذه الصواريخ ألفي كلم، وبهذا تكون أهداف متعددة في مرمى الصواريخ الجزائرية ومنها دول جنوب أوروبا.
ويرى خبراء أسلحة أن الجزائر أجرت التجربة في سرية وأعلنت عنها وأنه لا يوجد خبراء مستقلين يؤكدون هذه القفزة النوعية الحربية للبحرية الجزائرية، لكن بيع روسيا أسلحة متطورة للجزائر خلال السنوات الأخيرة ومنها صواريخ الاعتراض “إس 400” وصواريخ الهجوم “إكسندر” و”كلوب إس” و”غواصات كليو” المتقدمة، مؤشرات تشير الى إجراء التجربة بالفعل.