نهاية الألفية الماضية كان اكاون والإعلاميين على موعد مع حلقة ساخنة من السباب والشتائم على خلفية زاوية كتبها خطرى ولد عبد الرحمن شتم فيها كل الشريحة ولم يستثنى غير آحاد من ضمنهم المعلومة منت الميداح ومع أن خطرى وقع الزاوية باسمه ورغم أنه سلح عليهم دون أن تكون له مشكلة شخصية معهم ورغم وصفه لهم بأبشع النعوت والاوصاف فقد اقتصر رد فعلهم على لقاء وزير الداخلية الذي تهرب واعتبر أن الأمر لا يعنيه بالإضافة لنشر ردود فى صحيفة أقلام وبعض المناكفات الصغيرة هذا فضلا عن رفع الأمر لقبيلة خطري التي سوت الأمر على نحو أنهي القضية دون كبير ضجيج .
صحيح أن عقلاء الشريحة خصوصا سدوم ولد أيده والمرحوم سيداتي ولد آب قد تدخلا وسيرا القضية بحنكة وحصافة سهلت الوصول لحل قبله الجميع خصوصا بعد الارتكاسة التي أدي اليها تشنج بعض الأفراد غير اللبقين والتي ترتب عنها كتابة سيدي محمد ابه لمقال تجاوز زاوية خطرى فى السب والشتم مع احتشاد كل منسوبي الحقل الصحفي حينها وتهديدهم بالتضامن الكامل والشامل مع خطرى اذا لم يكتفي اكاون بالردود والاعتذارات المنشورة.
لقد كان لافتا حينها أن سلاح اكاون لم يعد الوحيد فى المجال فثمة قطاع آخر عريض يمتلك وسائل للتأثير والتجريح مع القدرة على الانتشار واستخدام الشعر الشعبي والفصيح فى الهجاء والشتم والتنقيص من الخصوم مع قدرة فائقة على كشف العورات وتحطيم الثقافة التقليدية القائمة على المجاملة والمداهنة وهو ما وعاه الحكماء ففضلوا إنهاء الأمر دون الدخول في التفاصيل المحرجة.
اليوم ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وفقدانها للضوابط التي كانت تحكم وتوجه الإعلام المكتوب في تلك الفترة فقد خلق آحاد مشكلة من العدم ارادوها أن تكون كبيرة على نحو انجرف خلفه اكاون دون أن يطرحوا السؤال الجوهري هل هناك اصلا مشكلة وما الذي سيستفيدونه من خلال طرح مسألة الغناء من جديد خصوصا وأن الجدل فيها لم يحسم قط بين محلل ومبيح بضوابط لا تتوفر قطعا في أغلب جلسات الغناء عندنا والتي لا يخالطها المجون فى الغالب لكنها تستخدم الآلات الوترية المجمع على تحريمها.
لقد ارادوا الزج بالعالم المتبحر ولد حبيب الرحمن فى أمر قد لا تكون له به علاقة فلا أهل المرحومين طلبا منه الصلاة وقدماه فابي وهم من يحق لهم وحدهم التقديم علي ميتهم ولا هو امتنع لأنه اصلا لم يطلب منه ذلك ثم إن ولد حبيب الرحمن شأن كل كبراء البلد ليس مستعدا وليس مطلوبا منه أن يصل الليل بالنهار فلا يكتب أي مفتر فرية إلا قام وفندها وعندما جاءه كبراء أهل ابه وفضلاؤهم ثمن مجيئهم وبين لهم زيف وبهتان المتقولين وترحم على موتاهم الذين هم من أعيان البلد ومع أن ما قام به قد أثلج صدور الأسرة الكريمة إلا أن آخرين من الهمازبن المشائين بالسوء بالسوء ارادوا أن تستمر القضية دون أن يجدوا طبعا آذانا صاغية من الأسرة الكريمة الطيبة الخلوقة آل آب اجزل الله تعالى لهم المثوبة واجارهم وكل موريتانيا فى مصابهم.
أعتقد أن الذين يحاولون الرقص على جنازة المرحوم وجعلها مطية للتقول على العلماء سيدركون ولو بعد حين انهم يسيؤون لذكراه كما أن فعلهم مكشوف ولن يقبله ذووه ولا أبناء البلد الشرفاء ذلك أنه وأسرته الكريمة قد خدما البلد وثقافته وتاريخه ويلزم أن يترك يرقد بسلام ذلك أبسط حقوقه على الجميع .
أخيرا بمناسبة هذا الحديث لا بد من التذكير بأن قضية الغناء أو السماع قضية لم تحسم والراجح فيها التحريم خصوصا إذا ما رافقتها الآلات الوترية مع التأكيد على أن ممتهني الغناء ليسو خارجين من الملة فهم مسلمون كما أن الغناء ليس أيضا عبادة إنه جزء من الأعمال الكثيرة التي يزاول الإنسان دون أن تخرجه من الملة ودون أن تكون عملا إسلاميا يثاب عليه .
أما اكاون فهم ككل الطبقات فيهم الصالح الخلوق الطيب الحاث على مكارم الأخلاق المداوم علي الصلوات في المسجد مع الصدقة والإحسان للناس وحمل الهم العام للأمة ومنهم من هم دون ذلك مع أن الطيبوبة هي السمة الغالبة .
فى النهاية لا أعتقد أن هذا النقاش يخدم الفن وأهله كما أنه لن ينتزع لهم تحليلا شاملا لمهنتهم عليهم أن يتركو ولد حبيب الرحمن فليس عدوا ومع أن لمرابط ماه صاحب اكيو فإنه هذه ليست معركتهم.
عبد الفتاح ولد بابا