من المسلمات التي يردد مغفلو الوعاظ وسدنة التراث، والتي لا أمل يرجى من تصويبها ، خبر يرفعونه إلى المجتبى مفاده أن قرونا ثلاثة أهلها خيار الامم ومزكون من الزلل ، وما بعدهم خلف أضاع الصلاة واتبع الشهوات هكذا يلقن للأجيال.
بهذا الخبر يحتج الفقهاء لتزكية هاماناتهم، وبه تتزين بعض مدوناتهم الفقهية والحديثية جاعلين منه ترسا يقي شيوخهم من رجال البلاط وملوك الليالي الحمراء ،والمجالس المكتظة بالمخنثين وكؤوس الخمور ، والأيدي الملوثة بدماء الأبرياء والأتقياء(لأنهم من القرون المزكاة ).
لكن هل صدر هذا القول من الصادق الأمين الذي لا ينطق عن هوىً، وبهذه الصيغة وهذا المعنى الذي أريد له ؟ أم أن السلطة وعلماءها تلاعبوا باللفظ والمعنى ؟ولِمَ توقفوا عند ثلاثة قرون علماً بأن راويه شك في العدد بين الثلاثة والأربعة ، إضافة إلى مدة القرن "الزمنية" كم سنة هي عند الأسلاف ؟.
نعتقد أنها أمور تحتاج المراجعة وإعادة النظر فالخبر أدخل الأمة في محنة تزكيةٍ على أسس زمنية، عكس المنهج القرآني القائم على تزكية العمل فقط ولا عبرة للظرفية فيه.
سنحاول في هذه "الوخزة" اثارة بعض الاستشكالات حول حديث خير القرون لننظر هل يتعلق بالزمن أم بشيء آخر، بادئين بذكر خلافاتهم حول المدة التي تسمى "قرنا " والتي هي عند الحسن البصري عشر سنين ، وبن سيرين والنخعي يريان أنها أربعين سنة ، ولهما سند في خبر ضعيف عن أنس بن مالك جاء فيه (أُمَّتِي على خَمْسِ طبقاتٍ فأربعونَ سنةً أَهْلُ بِرٍّ وتقوى ، ثم الذين يَلُونَهم إلى عشرينَ ومائةِ سنةٍ أَهْلُ تَرَاحُمٍ وتَوَاصُلٍ، ثم الذين يَلُونَهم إلى سِتِّينَ ومائةٍ أَهْلُ تَدابُرٍ وتقاطُعٍ، ثم إلى الهَرْجِ والمَرْجِ، النَّجاءَ النَّجاءَ) ولا يخفى عدم صحة هذا الخبر لأن الهرج والمرج ظهرا قبل هذا التاريخ بكثير مع مقتل عثمان أو حتى قبله.
أما الرأي الذي يرى بأنّ القرن مئة سنة، فقد ورد عند أحمد بن حنبل والبيضاوي والعيني، وبن حجر العسقلاني في بعض أقواله ، وبن عبد الملك ، وقد أستأنس أحمد بأثر عزاه لعبد الله بن بسر مفاده أنه قال (وضعَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ - يدَه على رأسي فقالَ يعيشُ هذا الغلامُ قَرنًا) فعاش مئة سنة ؟ .
وذهب بن عبد البر إلى أنّ القرن مئة وعشرون سنة، وجماعة أخرى رأت أنّ القرن لا يُقدّر بالسنوات، فهو يطلق على الفترة التي يجتمع فيها قوم معينين في زمن معين، ويفترقون بالموت وينتهي زمنهم ، ثم يأتي من بعدهم أقوام آخرون ويُشكّل كل قوم قرناً، فإذا انقضى العصر سُمّي قرناً، وقد نقل الواحدي هذا الرأي عن الفخر الرازي.
وشبيه بهذا الرأي ما قال بن حجر المكي من أنّ القرن "هم أهل الزمان الواحد الذين يشتركون في أمر معين"، ويقال أيضاً "إنّ القرن هم الأشخاص الذين اجتمعوا في زمن نبي معين أو رئيس ويكون السبب في اجتماعهم على مذهب ما أو ملّة محددة، وقد ورد عن بن الأثير أنّ القرن هو أمة معينة تكون قد عاشت في عصر من العصور ، فكلما انقضى عصر وذهب سمي أهله قرناً سواء كان العصر طويلاً أو قصيراً" .
هذا جزء من خلافاتهم حول المدة التي تسمى قرنا، وباختصار نعرج على تعريف القرن في لسان العرب لننظر هل له علاقة بالزمن أصلا ؟ ثم نتابع بعض الآيات الكريمات التي ورد فيها لفظ القرن هل يدل فيها على الزمن ، لنخلص بعد ذلك إلى الصيغة المخفية للفظ الذي ورد على لسان المصطفى عند أحمد بن حنبل في مسنده لأن الصيغة التي روى بها الخبر أكثر انسجاما مع القرآن ولسان العرب من غيرها.
أول ما يلفت الانتباه في مادة القرن كما وردت في القواميس القديمة أنها تعود لأصل مادي لا علاقة له بالزمان، ففي لسان العرب قرن : القرن للثور وغيره: الروق ، والجمع قرون ، لا يكسر على غير ذلك وموضعه من رأس الإنسان قرن أيضا ، وجمعه قرون . وكبش أقرن: كبير القرنين ، وكذلك التيس ، والأنثى قرناء ، والقرن مصدر، ورمح مقرون : سنانه من قرن ، وذلك أنهم ربما جعلوا أسنة رماحهم من قرون الظباء والبقر الوحشي ، ولم ترد في القواميس للدلالة على الزمن وإنما استعيرت لتجانس أهل زمن معين مثل القرون الحسية.
اما في الفيصل الحق المعجز المهجور أو الممفصل لدى الأغلبية على فهم الأقدمين فقد ورد لفظ القرن وجموعه بمعنى الجماعات المتجانسة مثل [ أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك الآيات الأولى النهى] [وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا] [وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا] [ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون] [ ولقد ءاتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون ] [ وعاداً وثمودَ وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيراً] [ ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكانهم في الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدراراً وجعلنا الانهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين ] [ قال رب أنصرني بما كذبون قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعداً للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين ].
فكل هذه الآيات العظيمات تتحدث عن جماعات وأمم متجانسة أهلكت بسبب عتوها ونفورها فحق عليها العذاب والخراب والهلاك ، ولم يسجل التاريخ ولا القرآن العظيم أن الله أهلك أهل مئة سنة جميعا ثم بدء الخلق من جديد.
هذه وخزة - للتنبيه فقط فالموضوع مثير لحفظةِ التراث ومغفلي الوعاظ المتغلبين - ننقل بعدها صيغة الحديث المهجورة وحواضنها التاريخية لننير الميسم لمن له عقل سليم، لعل غريزة حب البحث والإطلاع والاكتشاف تدفعه لمتابعة الموضوع حتى يفيدنا بمعلومات أغزر وأعمق مما قدمنا ، منبهين إلى أن أول من ذكر هذا الخبر هو نبيط بن شريط في صحيفته المشهورة بهذا الاسم ولعل جل الصادحين ب"خيرية الزمن" والمتمسكين بها لم يسمعوا قط عن هذا الرجل ولا عن صحيفته بل يكفيهم أن صيغة (خير القرون ) وردت عند البخاري ومتفق عليه ؟ .
ولعبارة متفق عليه ورواه الشيخان وقع شديد في نفوسهم التي تقبل رد النص القطعي –القرآن - إن خالف ما ورد تحت تلك العبارة عند أسلافهم ، الذين لا يعرفون في الأعم الشيء الكثير عن الكيفية التي كانوا يصنعون بها مادتهم العلمية (الحديث)، ولا عن دور الخصومات المذهبية في تجريحهم وتعديلهم .
قَلّ أن تجد منا في هذا العصر المتميز من يلفت انتباهه ما تعج به كتبهم من السب والطعن والتكفير لأسباب ودوافع سياسية ومذهبية ، فحتى البخاري "المقدس" لم ينجو من تهم الزندقة والتكفير والتنفير من أقرانه من العلماء، مثل شيخه الذهلي ، وأبي حاتم وأبي زرعة وهم من أرباب الرواية عند مدرسة البخاري نفسها التي صارت لها الغلبة المعرفية بدعم من السياسية فيما بعد ، ولذلك أسباب لا أحد يذكرها إلا قلة قليلة من القدماء والمعاصرين.
بعد صحيفة نبيط ورد حديث أفضلية القرون عند أحمد بن حنبل في مسنده وهي الرواية التي تهمنا كثيراً على النحو التالي: حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَيْرُ النَّاسِ أَقْرَانِي الَّذِينَ يَلُونِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ.ثمَّ يَخْلُفُ بَعْدَهُمْ خَلْفٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ " .
وتشبه هذه الصيغة بعض ألفاظ مسلم في صحيحه (خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي) فالذين يلونه هم الأقرب إليّه في سبقهم ونصرتهم وصبرهم ، من باب فلان الأفضل والأعلم و(يليه) فلان في الفضل أو العلم... ونجد هذا المعنى في لفظ بن أبي عاصم في كتابه السنة (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ أُمَّتِكَ خَيْرٌ؟ قَالَ: "أَنَا وَأَقْرَانِي) والألفاظ التي تدل على أن القرون مجموعات من سابقي أصحابه كثيرة، ثم جاءت صفات من بعد هم عند البخاري -ثُمَّ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلاَ يُسْتَشْهَدُون، وَيَخُونُونَ وَلاَ يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلاَ يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ" كل هذه الصفات تنطبق على زعماء الطلقاء وحلفائهم.
إذاً فخير الناس أقرانه صلوات الله وسلامه عليه السابقون إلى تصديق الدعوة الذين واجهوا بسببها السخرية والأذى ، ورأسهم أهل بيته علي وخديجة وبناته وجعفر وحمزة وزيد بن حارثة وآل أبي هالة وأبو طالب وعماته أي محيطه الضيق الذي عانا معه التكذيب والبغضاء والفقر والحصار الخ، ثم الذين يلونهم في اتباع الهدى والتضحية من طبقة المستضعفين كبلال وآل ياسر، وصهيب وخباب ومصعب بن عمير العبدري وزنيرة ولبينة وغيرهم كثير ؛ يليهم الذين اجبروا على ترك الأوطان (مهاجرة الحبشة )؛ ثم يليهم أوائل مسلمة قريش والأنصار الذين لم يعذبوا ولم يٌهجّروا ، لكنهم ذاقوا مرارة الذل وعاشوا أيام الضعف الرهيبة ولحقهم من الأذى والفقر بقدر أقل من المجموعات السابقة ، ثم خلف من بعدهم خلف عند التحقيق وترك العناد ونظرية عدالة الصحابة طلقاء قريش وحلفائهم من ثقيف وغيرهم من الذين دخلوا الإسلام للغنائم ودنياً يصيبونها يشهدون ولا يستشهدون و...الخ ويظهر فيهم السمن، ثم كان الهرج (وهو القتل).
وذهب أبو عمر بن عبد البر إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة أفضل ممن كان في جملة الصحابة ، وإن قوله عليه السلام : "خير الناس قرني" ليس على عمومه بدليل ما يجمع القرن من الفاضل والمفضول. وقد جمع قرنه جماعة من المنافقين المظهرين للإيمان وأهل الكبائر .
وروى أبو أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " طوبى لمن رآني وآمن بي وطوبى سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي" . وفي مسند الطيالسي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر. قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "أتدرون أي الخلق أفضل إيمانا" قلنا الملائكة. قال : "وحق لهم بل غيرهم" قلنا الأنبياء. قال : "وحق لهم بل غيرهم" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني يجدون ورقا فيعملون بما فيها فهم أفضل الخلق إيمانا" .
وروى صالح بن جبير عن أبي جمعة قال : قلنا يا رسول الله ، هل أحد خير منا ؟ قال : "نعم قوم يجيؤون من بعدكم فيجدون كتابا بين لوحين فيؤمنون بما فيه ويؤمنون بي ولم يروني" .
وروى أبو ثعلبة الخشني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن أمامكم أياما الصابر فيها على دينه كالقابض على الجمر للعامل فيها أجر خمسين رجلا يعمل مثله عمله" قيل : يا رسول الله ، منهم ؟ قال : "بل منكم"
والحديث تصرف فيه الرواة عمدا فيما نعتقد، فالتفضيل على أساس زمني غير معقول صدوره من النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، خاصة أن زمنه ضم جميع اصناف البشر ، المؤمن الصادق ، والمنافق ، والمبدل والمرتد ، والبغاة ودعاة النار ، والله يفضل عباده على أساس العمل والتضحية، وإدخال الزمن كمعيار للأفضلية سلوك ورثه الامويون من جاهليتهم ، وبه قالوا للتغطية على ما فاتهم من الخير وهم له كارهون أصلا.
من هذا العرض الموجز نخلص إلى القول إن المراد بالقرن الجماعة المتجانسة من الناس ولا علاقة له بالزمن ، وقد أخرِجَ هذا الخبر من سياقه الذي أراد النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله للدفاع عن الظلمة والمنحرفين الذين ذمهم ، وعليه فإن حديث " خير الناس قرني" هو حديث "خير الناس أقراني" عند احمد و (خَيْرُ أُمَّتِي الْقَرْنُ الَّذِينَ يَلُونِي) عند مسلم، وعند ابن أبي عاصم (قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ أُمَّتِكَ خَيْرٌ ؟ قَالَ: "أَنَا وَأَقْرَانِي").
ولا وجود لخبر خيرية الزمان عند الشيعة والمعتزلة ، فالشيعة يصرحون بفسق بعض الصحابة وردتهم ونفاقهم مثل دعاة النار، أي قتلة سيدنا عمار بن ياسر رضي الله عنهما بالنص المتواتر عند السنة، "تقتل عمار الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" ، والمعتزلة منسجمون مع مبدأ العدل لإلهي الذي لا يمكن الجمع بينه وبين الأفضلية الزمنية، لأن المعيار عندهم هو العمل ، ويؤكد ذلك تبرؤهم من معاوية وقرينه عمرو بن العاص وجماعتهم ، كما قال الخياط المعتزلي رحمه الله في كتابه الانتصار أنهم لا يتبرؤون من ذلك الموقف أي البراءة من دعاة النار معاوية وجماعته.
والمعتزلة في المجمل أقرب إلى الشيعة في موضوع الصحابة وتنزيه الله لأن مؤسسي التيار غالبيتهم أخذوا العقائد عن أهل البيت ولعل هذا من اسباب شيطنتهم في الفكر السني وقد نقل أبو هاشم الجبائي أن غالبية المعتزلة يفضلون عليا على الجميع ، باستثناء افراد قلائل جداً من معتزلة البصرة وهي كما هو معروف كانت مدينة عثمانية.
والنتيجة أن هذه النظرية السخيفة (القرون المزكاة) التي لا يقبلها عقل ولا منطق و التي تجعل الله سبحانه وتعالى يفضل عباده على أساس الزمن، لا يعترف بها بقية طوائف المسلمين خاصة أصحاب المواقف الواضحة من هذه القضايا ، مثل الشيعية والمعتزلة وأحرار السنة على قلتهم قديما وحديثا.
فالتفاضل عندهم بالأعمال الصالحات والسبق إليها فقط، فلا يصدق عاقل أن يكون غبار على وجه زعيم دعاة النار "معاوية" خلال بغيه على المهاجرين والأنصار من بدريين ورضوانين تحت قيادة أول موحد من الأمة يكون ذلك الغبار أفضل من عمر بن عبد العزيز؟ الخليفة العادل الزاهد ، معيد الصلاة إلى أوقاتها ومبطل لعن علي من خطب الجمع ، لأن عالم البلاط الأموي الشعبي قال ذلك؟ وأن يكون المبير الثقفي (الحجاج) عليه من الله ما يستحق أفضل عند الله من محمد بن ادريس الشافعي لأنه عاش في القرن الأول ؟ [ افلا تعقلون ] [ مالكم كيف تحكمون] افيقوا وفكروا.
سيدي محمد ولد جعفر