شكلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي شهد العالم على مصداقيتها والتي توجت محمد ولد الغزواني رئيساً للجمهورية الإسلامية الموريتانية، بارقة أمل لشعب كامل، مل الوعود الزائفة، ويئس من الإنتظار، وها هو الرجاء يتحقق، وموريتانيا تدخلُ من أوسع الأبواب لقائمة الدّول التي تشهد التناوب السلمي على السّلطة، في لحظة قليلة التحقق في وطننا العربي.
ومع إسدال ستار الانتخابات، سارعت القوى السياسية المُنافسة للتهنئة، معبرة عن إقرارها بالنتائج، مشيدة بالأجواء الودية التي جرت فيها هذه الانتخابات، ولم يتأخر فخامة الرئيس في فتح مكتبه لها، واستقبالها ليقول أن المواقف السياسية إن اختفلت فإن السعي بالنهوض بالوطن و تنميته يوحد الجميع.
وهكذا رأينا أيضا، برقيات المباركة الدولية بهذا الفوز الذي حظي به فخامته بنسبة عالية، وهو الذي كانت ترى فيه العديد من الدّول الشخصية الناجحة و القوية التي تحتاجها المرحلة.
تعهداتي
ومنذ انتخابه، لم يتأخر رئيس الجمهورية عن الوفاء بتعهداته و مباشرة ذلك شخصيا، حيث تزامن تعيين الحكومة، مع إقرار إصلاحات شاملة في سابقة مشهودة، ليبدأ ذلك من بوابة الصّحة التي تعتبر مصيرية، وقطاعاً حيوياً، يحتاج التفاتة حقيقية، هكذا، تم إجراء تغييرات واسعة على مستوى المناصب، وتعيين أكفاء ليسهموا في هذه العملية التي كانت حتى وقت قريب شبه مستحيلة في قطاع حساس، ليبدأ الوزير المكلف بالقطاع تحقيق هذا الرجاء المنتظر بالرفع من الخدمات الصحية في البلد، ولتأكيد هذه الإصلاحات المقررة، سارع الوزير في اتخاذ إجراءت سريعة تمثلت في مجانية الحالات المستعجلة، ومراقبة جودة الأدوية، ومراقبة وزارته بشكل دائم لعمل المستشفيات ومباشرته مستجداته أولاً بأول، ومحاسبة من تجب محاسبته، وعلى مستوى الوزارات الأخرى، لم يختلف الأمر كثيراً، حيثُ أوعز فخامة رئيس الجمهورية لكل الوزراء بضرورة العمل بجد للنهوض بقطاعاتهم، هكذا توالت الإصلاحات و القرارات التي ارتاح لها الرأي العام الوطني، وذلك في فترة وجيزة.
وعندما ألمت بإخوة الدين والوطن في سيلبابي كارثة جراء السيول القوية، باشرت الحكومة بإنشاء خلية أزمة سريعة توجت ببعثة رسمية تنقلت لعين المكان تضم وزراء، حملوا معهم مساعدات للساكنة، وقد اطمأن الأهالي هناك بذلك الإجراء السريع، الذي يقول لنا أن الظرف لم يعد يسمح بالتأخر، فهكذا عندما تم تداول أنباء تفيد بتعرض قرية أجوير في اركيز لحمى جماعية غير محددة الطبيعة، باشرت الحكومة بمتابعتة الوضعية، وهكذا بعثت وفداً خاصا للقرية، وتم التكفل بالواجب، إلى غير ذلك من الإمتحانات التي نجح فيها رئيس الجمهورية الذي لم تمضي وقتها أسابيع على انتخابه، إنه الرئيس الذي لا يميز بين مواطنيه، والذي لنا الحق أن نفخر به، ونسعد أن جهودنا لأجل إنجاحه لم تضع سدى، الرئيس الذي حمى خياراتنا و تطالعاتنا، وأذكر أنه في الانتخابات الأخيرة، ونحنُ نعبئ لصالح حملة فخامة الرئيس في الحملة الانتخابية التي كنت ناشطة فيها، كنتُ أكدت لأكثر من التقيتهم، بأن فخامة الرئيس الجمهورية سيكون أمل موريتانيا الذي طالما انتظرته، وهكذا، لم يخيب فخامته أملي ولا كلمتي للمواطنين الذين التقيتهم، ولم يخيب كذلك ألاف المواطنين الذينّ صوتوا لهم.
مئة يوم وآلاف من الآمال
مضت مئة يوم حتى الأن، ولايزال فخامة الرئيس ماضيا وساعياً في خدمة بلده، وتوّج ذلك بالشكل الذي صارت عليه الخدمات الحكومية بشكل غير مسبوق، صرامة، وجدية وعمل دون كلل أو ملل في جميع المستويات، لنرى كما لم يحدث منذ فترة طويلة إشراف رئيس الجمهوية على افتتاح السنة الدراسية في خطوة ذات رمزية كبيرة، تُعبر عن سعي الرئيس شخصيا في إصلاح التعليم، وهو القطاع الذي كان يشهد الإهمال دائماً، فهل بإمكاننا القول أن ذلك الإهمال لم يعد مقبولاً بعد اليوم؟ نعم يحق لنا ذلك. وعلى مستوى الدّولي، تناقلت لأمريكا و شاركت في عديد من الفعاليات الدّولية بعثات مختلفة، وذلك سعياً لإعادة رسم خريطة الحضور الموريتاني عبر العالم، هكذا، ألقى رئيس الجمهورية خطابه التاريخي في مبنى الأمم المتحدة الذي عبر فيه عن وقوف شعبنا مع الشعب الفلسطيني العزيز، وتعهد بسعي موريتانيا لمساهمة في قضايا العالم الكبيرة، وفي الشمال المالي، وقعت في الأيام الأخيرة فصائل متناحرة منذ فترة طويلة إتفاقية سلام بوساطة موريتانية، هكذا، تنتقل موريتانيا في حضور أربك المراقبين الدوليين، إنه وقت العمل ولا مجال للتأخر.
ولا يزال فخامة الرئيس الجمهورية يعمل بصمت وطاقمه الحكومي، حيثُ تراجعت دولتنا عن بعض الإتفاقيات التي كانت مجحفة في حق الدّولة، وشمل ذلك شركة الوطنية للمعادن والمناجم، وكذلك أيضاً وزارة الصيد، حيثُ تدخلت الدولة بقوة لتنظيم الرخص والسّوق، وتم كذلك في هذه المائة يوم، تنظيم القروض على المستوى العربي والدولي، ولأول مرة في تاريخ البلد، تم انتخاب موريتانيا عضوا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
ولا تزال الإنجازات متواصلة، والآمال تكبر.. فإلى الأمام فخامة الرئيس.
فاطمة منت أحمد ددة الملقبة صباح