إن زيارة السفير الإيراني للأب الروحي للإخوان في موريتا نيا السيد محمد الحسن ولد الددو ومقر حزب الجماعة لم يكن ليمر دون التساؤلات التالية:
-1 هل زال خطر العلاقات مع إيران؟ كما وصف ذلك محمد غلام ولد الحاج الشيخ في مقال سابق له بعنوان ( العلاقات مع إيران الخطر القادم!)
وقد حذر فيه من خطورة هذه العلاقات و دورها في نشر التشيع في البلاد، واستشهد بخطبة جمعة للشيخ الددو يوم: 03/04/2015 تحت عنوان التحذير من مخاطر التشيع التي تناولت خطر الشيعة على المسلمين و دورهم في محاربة أهل السنة، ومما قال عنهم: (إن الذين يزعمون التشيع لآل البيت قد اتخذوا نحلا في العقيدة مخالفة لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان دينهم دينا آخر غير الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم) وهذا تكفير صريح لأن قوله "دينا آخر ...." يدل دلالة لا مجال معها للشك على بواح الكفر قال تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ.
ومن المستغرب أنه قد تم حذف الخطبة من أرشيف موقع مركز تكوين العلماء ومن اليوتيب (بمناسبة التقارب بين الإخوان والروافض)، وهي الخطبة التي عضد بها محمد غلام مقالاته، وكاد يطير بها فرحا، وليت ذالك الفخر ظل ساري المفعول، ولم ينغصه ما رأينا من تناقض يندى له الجبين لو صدر من العامة أحرى أن يصدر عمن كان بالأسم القريب يحمل لواء محاربة المد الشيعي الصفوي في البلد والمنطقة والعالم الإسلامي!.
2- ما الهدف المنشود من وراء التقارب بين الإخوان والروافض الصفويين الجدد؟ فلعل الأمر لا يتعدى احتمالين اثنيين أولهما امتثال أوامر ساداتهم في قطر وتركيا نكاية بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وإما طمعا في إيران بعد أن أغلقت المملكة العربية السعودية جميع المكاتب الفرعية للندوة العالمية للشباب الإسلامي (وهي الراعي الرئيسي للهيئات الإخوانية ذات التأثير المعتبر في موريتانيا)، أضف إلى ذالك تصنيف مؤسسات حلفائهم كيانات إرهابية ولم تقدم المملكة على هذا القرار إلا عن قناعة ظلت تترسخ لعقود من الزمن بأن هذه الجماعة لا تخدم المشروع الإسلامي السني الوسطي، بل تعمل من أجل الإستحواذ على المال والسلطة...
فقد كانت إيران خطرا أيام كان الشيخ محمد الحسن ولد الددو يصف عاصفة الحزم بالمباركة وأنها جهاد في سبيل الله لوقوفها في وجه المد الرافضي الطائفي الذي يحاول ابتلاع البلاد السنية كلها، وأرسل ـ بالمناسبة ـ رسالة تأييد مع مباركة للملك سلمان بن عبد العزيز قائلا: إن الخلافة لم تك تصلح إلا له ولم يك يصلح إلا لها.
-3 أيهما أخطر علاقة الدول كما هو الحال بين موريتانيا وإيران أم علاقة دولة بتنظيم في دولة أخرى أم ما ذا؟
-4 هل استعمل الإخوان التقية التي يتقاطعون فيها مع الشيعة الرافضة حفاظا على المصلحة وحماية للمنهج؟
لقد دعم ما يسمى بتيار (راشدون) الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تقية لا قناعة، لتحصين الأموال الطائلة التي كدستها جماعة الإخوان باسم (محاربة التشيع، وكذلك كفالة الأيتام وبناء المساجد إلخ ...) من العناوين التي هي بريق خلب.
و ختاما ستبقى هذه الجماعة تتاجر بالدين وتتلون مع كل قوم وتمتطي كل ريح حسب المصلحة الضيقة، لتؤسس دولة موازية داخل الدولة، وتوهم العامة أن ما تقوم به خالصا لوجه الله، ومن ذالك دعوة رئيس التيار رفاقه من الإخوان للإلتحاق بركب (راشدون) بعيدا عن الدين المغشوش، فأيهم المغشوش تظاهر الجماعة بالدين أم صدقه في دعم التيار للرئيس أم هما معا؟
(أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)
يتواصل
عبد الله ولد محمد لوليد