إعلان

تابعنا على فيسبوك

إخوان موريتانيا والموقف من الشيعة ح2

أربعاء, 06/11/2019 - 11:04

يظن كثير من الناس أن جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا ـ كما تزعم ـ حاملة لواء الإسلام السني والمدافعة عن الأمة في هذا البلد، بيد أنه لا تزال تظهر بين الفينة والأخرى أدلة تطعن في ذالك الزعم بل تنسفه، وليس أضعفها موقفهم من الشيعة، ذلك الموقف الذي اتسم في البداية بالمحاربة والتنفير ثم آل إلى الإيواء والتقريب، وهو تناقض وتحايل وركوب لكل موجة ظهرت، حيثما اتجهت دون مراعاة لقادم الخطر. وسنعتمد في بيان ذلك التناقض على ما قال عنهم علماؤهم وساستهم.
فقد قال محمد الحسن ولد الددو الأب الروحي للإخوان في موريتانيا مخاطبا أئمة الإخوان ودعاتهم واصفا إياهم بأمناء الله على وحيه، وحملة شريعته وحراسها، وحماة دين الله في الأرض، محذرا من خطر التشيع: "نرى الهجوم الشرس كذلك من أعداء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الزاعمين أن القرآن غير معصوم، أعداء السنة من الروافض الذين يلعنون خيرة هذه الأمة، وأفضل هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا، وهم يعادون الخلفاء الراشدين ويزعمون أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتدوا إلا ستة، ويزعمون أن القرآن غير معصوم وغير محفوظ من التغيير والتبديل وأنه أُخفي منه كثير مما يشهد لبدعتهم ونحلتهم، وهم بذلك يغزون أصقاع الأرض، وما تركوا بلدا من بلاد العالم إلا لهم فيه نشاط". وأضاف: أنتم اليوم في نشاط تقيمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالتعاون مع مركز تكوين العلماء لتوعية حملة هذه الشريعة وحماتها من الخطر الرافضي الذي يغزو هذه الأرض ويركز الآن على غرب إفريقيا ويقيم الفتن والمشكلات في مشارق الأرض ومغاربها، وقد رأيتم ما حصل في اليمن وما حصل في العراق وما حصل في الشام وما يقومون به في أنحاء الأرض من الفتن واستحلال دماء المسلمين ـ وسيقدم أخي الدكتور عبد الله بن محمد سالم دورة في بيان بعض مخاطر المد الرافضي والخطط التي يسعى لتنفيذها ـ وتقوم عليه دولة ويبذل في سبيله أموال وترعاه جيوش".
وسألته صحيفة الأخبار إنفو: هل أنتم مع دعوة الشيخ أحمدو ولد المرابط لقطع العلاقات مع إيران؟ وما هي آليات مواجهته؟
فأجاب الشيخ الددو بالنسبة للعلاقات مع إيران لا يوجد لها أي مبرر، ولا فائدة ترجى منها للشعب الموريتاني، ولا للنظام الموريتاني، بل تضره ولا تنفعه، فلذلك أنا تماما مع دعوة الشيخ أحمدو لقطع العلاقات مع النظام الإيراني. وقد شجعنا قطع النظام في أيام معاوية ولد الطايع لعلاقات موريتانيا مع إيران، وشجع ذلك العقلاء من أهل البلد جميعا، فلا فائدة من هذه العلاقة إلا ما يحصل من تشجيع للطائفية، وإشاعة للفوضى، والضرر الأمني، والخطر الكبير الذي يتهدد دين البلد ومقدراته".
وكتب محمد غلام ولد الحاج الشيخ تحت عنوان : العلاقة مع إيران.. الخطر القادم: "أثبتت سريعا هذه الثورة أنها طائفية بامتياز وأن قادتها وفي مقدمتهم الإمام الخميني يرددون مقولات غلاة الشيعة عن الصحابة والتابعين وأهل السنة وأكتفي في هذه المقالة الفاتحة بمثال واحد أقتبسه مما لدى مطبوعات وزارة الثقافة والإرشاد في إيران وقد أخذته من الجناح الإيراني في معرض الكتاب الدولي في أبوظبي1991 ومنها وصية الخميني المعنونة بصحيفة الثورة الإسلامية، و نص الوصية السياسية الإلهية للإمام الخميني حيث يقول: “أنا أزعم بجرأة أن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضل من أهل الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وآله وأفضل من أهل الكوفة في العراق في عهد أمير المؤمنين الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهما (صفحة 23 بداية الفقرة الأخيرة). إلى أن يقول: "صرخة أقدمها للمهتمين من ساسة حاكمين ومحكومين وأهل علم وثقافة علهم ينتبهوا للخطر القادم من تطور العلاقة مع إيران الطائفية في ظل غياب كامل لرعاية الشعب وثوابته من الاختراق وإن تعجب، فعجب صمت الآلة الدينية الرسمية التي كثيرا ما ملأت الآذان بحديث فارغ عن الأشعرية والمالكية والحفاظ على الخصوصية الشنقيطية وينسون اليوم قول مالك دفاعا عن الصحابة عند ما سئل عن أفضلية معاوية وبن عبد العزيز فأجاب: “غبار فرس معاوية يوم صفين أفضل من عمر بن عبد العزيز”. لابد من محاصرة الخطر قبل فوات الأوان وذلك بعدم ترك فرص لعصابات التشييع تعبث ببساطة وانفتاح الشعب الطيب البسيط، فإن تغلغل هذا المد الشيعي لا قدر الله، فإن وحدتنا ستكون في خطر حقيقي وستزرع ألغام الحقد الطائفي". وختم بقوله: "الخلاصة أن ما نكنه نحن المعافون من الطائفية للشيعة من تقدير ونعاملهم به من أخوة في الدين منعدم عندهم، حيث لا يرون في أهل السنة سوى قتلة للحسين بن علي رضي الله عنه ثم إن ما يبدو اليوم من حديث عن حسينية هنا أو هناك ومنظمة على غرار ما في إيران مع مساعدات مالية وباصات وطرق وسفير كامل الصلاحية مدعوما بالمساعدات والعناوين منذر بكارثة إن تم السكوت عنها وتغلغلت كل تلك الخطط في نسيجنا الاجتماعي الرخو.
وقال مدير مركز تكوين العلماء وعضو مجلس شورى حزب تواصل محمد المختار ولد محمد المامي ولد أندكسعد: "إن الخطر الشيعي زاد كثيرا وأصبح حقيقيا تنبغي مواجهته"، وقال: إن هناك حسينيات في العاصمة انواكشوط يديرها موريتانيون ويمارسون فيها عباداتهم وكل ما يريدون في مواسمهم، وقال إن الخطر زاد بعد ما وصل التبادل الديبلوماسي إلى سفير بدل القائم بالأعمال وهو تطور كبير وخطير". وعقب على ذلك بقوله: "إن السلطة الموريتانية تسلك الطريق الخطأ في تعاملها مع العلاقات الإيرانية ودعا السلطات الموريتانية إلى تدارك الموقف والحفاظ على الشعب في دينه، أقدس ما يملك.
أما عمر الفتح، عضو المكتب التنفيذي لحزب تواصل، وعضو مجلس إدارة مركز تكوين العلماء، فقد نظم عدة ملتقيات منها الأبعاد الاستراتيجية للتمدد الشيعي، وملتقى آخر بعنوان: الأفكار الوافدة وخطرها على المجتمع – التشيع نموذجا-.
وفي يوم 29/05/2018 أقام منبر الجمعة محاضرة تحت عنوان "الشيعة وخطرهم"، بينوا فيها معتقدات الشيعة وفرقهم وأساليبهم، وحذروا من خطرهم على الإسلام، ودعوا العلماء إلى كشف أباطيلهم وبيان معتقداتهم المنحرفة حتى تأمن الأمة من شرورهم. ومنبر الجمعة إحدى البؤر التي يراهن الإخوان عليها في نشر خطاباتهم السياسية التي تتردد بكثافة في وسائل إعلامهم المرئية والمكتوبة منتحلين مهمة الدعاة الربانيين الساعين لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي إنما تسوق الخطاب السياسي الإخواني بحنكة ودهاء.
ولكنك تراهم فجأة يحتضنون الشيعة في بيوتهم كما فعل أبرز علمائهم محمد الحسن ولد الددو، فقد زاره السفير الإيراني في منزله، ورئيس حزبهم في مكتبه.
كتب الله لنا الثبات، وجعلنا مؤمنين كما وصف الحسن البصري: (المؤمن تلقاه الزمان بعد الزمان بأمر واحد ووجه واحد ونصيحة واحدة.)
يتواصل
عبد الله ولد محمد لوليد