إعلان

تابعنا على فيسبوك

منتخبا السعودية والإمارات يصلان الدوحة..هل بدأت الطريق نحو المصالحة؟

اثنين, 25/11/2019 - 14:51

لم تُعلّق العربيّة السعوديّة رسميّاً، نحو اتّجاهها إلى إتمام مُصالحة خليجيّة نهائيّة مع قطر، وجمع البيت الخليجيّ، ورصّ صُفوفه، إلا أنّ التّقديرات الداخليّة تقول إنّ المملكة قد تقود حِلفاً ضِد إيران على وقع مُعاودة تجديد الاتّهامات للجمهوريّة الإسلاميّة، بالمسؤوليّة عن هجمات مُنشأتيّ بقيق وخريص النّفطيّتين، والتي تسبّبت بعطبٍ للإنتاج النفطيّ السعوديّ، شركة أرامكو تحديداً، كما إعلان العاهل السعودي “الحرب” بلهجة تصعيديّة غير مسبوقة، تتزامن مع علو لهجة الحليف الأمريكي ضِد إيران، وعليه يتوجّب كما التّقديرات على السعوديّة أن تذهب بعيداً في مُصالحة شقيقتها الصّغرى قطر، على حد توصيفات الأدبيّات الخليجيّة، فيما يُؤكّد قائد الحرس الثوري الإيراني أنه سيتم تدمير السعوديّة وأمريكا وإسرائيل فيما لو تمّ تجاوز خطوط طِهران الحمراء.

“البشائر” التي كان قد أعلن عنها، مُستشار وليّ عهد أبو ظبي السابق عبد الخالق عبد الله حول المُصالحة في أقرب وقتٍ ممكن، يبدو أنها بدأت تظهر للعيان، وها هو مُنتخب السعوديّة الكروي أوّل الواصلين للعاصمة القطريّة، للمُشاركة في كأس الخليج 24، والذي كان قد اضطرّ القائمون عليه، إعادة القرعة، حتى تتمكّن مُنتخبات الدول المُقاطِعة لقطر، السعوديّة، الإمارات البحرين، المُشاركة، بعد إعلانها المُوافقة على المُشاركة في البطولة.

يبدو المشهد القادم من الدوحة، لافتاً، فالمُنتخب السعودي حطّ مُباشرةً بطائرته في مطار الدوحة، قادماً من عاصمة بلاده الرياض، وهي إشارة أو دلالة ربّما على نيّة دول المُقاطَعة، رفع الحظر المفروض على السّفر المُباشر إلى الدوحة، دون الاضطرار إلى اختيار مسلك والتفاف “رأس الرجاء الصالح”، وركوب أكثر من خطوط طيران للذهاب والإياب من وإلى العاصمة القطريّة، وأزمة الطّيران المُباشر بين الدوحة وشقيقاتها، كان قد اشتكى منها حجّاج قطر خلال موسم الحج، والصّعوبات المُترتّبة عليهم، لكن الحُكومة السعوديّة طالما قالت إنها تُقدّم تسهيلات لحجّاج بيت الله الحرام، بغض النّظر عن خلافاتها السياسيّة مع حُكوماتهم.

كان مُرجّحاً، وفق تقدير مُعظم المُراقبين، أن يكون منتخب السعوديّة الكروي، أوّل الواصلين الاثنين إلى الدوحة المُقاطَعة، فبلاده أو قيادته هي رأس الحِربة المُقاطِعة لقطر، ووصوله المُعلن مُباشرة من الرياض إلى الدوحة، له دلالاته السياسيّة من حيث نيّة الصّلح والصّفح السعوديّة، حيث مُغادرة المُنتخب السعودي أيضاً تم الإعلان عنها على حسابه الرسمي “تويتر” من الرياض، ووصوله إلى مطار حمد الدولي في الدوحة، ونشره صوراً اللّاعبين السعوديين “المُتحمّسين” و”المُبتَسمين” للمُشاركة في كأس الخليج.

تُطرح التّساؤلات على وقع وصول المنتخب السعودي المُعلن، فيما إذا كان ما سيُسمَح للمُشجّعين السعوديين الذّهاب إلى الدوحة، والمُشاركة في تشجيع مُنتخب بلادهم، فبطبيعة الحال السّفر إلى قطر ممنوعٌ على السعوديين، بحُكم إغلاق المعابر الجويّة والبريّة معها، كما تُظهر القيادة السعوديّة الحاليّة الشابّة اهتماماً كبيراً لافتاً بالرياضة، فوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كان قد خصّص أربع طائرات، لنقل جمهور الهلال السعودي إلى اليابان، وذلك تحفيزاً للاعبي النادي المذكور للفوز، فماذا عن مُشجّعي المنتخب السعودي الذي يلعب على غير أراضيه (الدوحة)؟

المنتخب الإماراتي هو الآخر وصل إلى الدوحة، بفارق ساعات قليلة عن نظيره السعودي، للمُشاركة في البطولة التي تنطلق غدًا الثلاثاء، وقد حظى باستقبالٍ رسميٍّ هو الآخر، فيما كانت قد تحدّثت صحف مُقرّبة من الإمارات قبل وصول منتخب الإماراتيين، عن نيّة انسحاب إماراتي على وقع ما وصفتها بمُواصلة قطر مُهاجمة “الرموز الوطنيّة”، وقد غادر المنتخب الإماراتي بلاده بطائرة خاصّة إلى العاصمة القطريّة.

ووصول المُنتخب الإماراتي، يقطع بذلك تكهّنات نيّة الإمارات الانسحاب من كأس الخليج، وبالتّالي عدم رغبتها بإتمام المُصالحة الخليجيّة، ويتقاطع لعلّه مع تغريدة المُستشار السابق عبد الخالق عبد الله، الذي كان قد غرّد حول عودة مُهاجمة مُغرّدين إماراتيين رموزاً قطريّة، بالقول: إنّ قرار طي صفحة الخلاف الخليجي قرار استراتيجي، لا رجعة فيه، مهما حاول الصّغار عرقلته على حد وصفه، كما وصف دعوات مُقاطعة كأس الخليج بالدّعوات الخبيثة.

ومع تتابع وصول المُنتخبات الخليجيّة إلى الدوحة، يبقى السّؤال الأبرز في أوساط المُراقبين، هو حول كيفيّة إتمام هذه المُصالحة الخليجيّة، وأيّ عاصمة ستحتضنها، وكيف سيوصل هذا الود الرياضي، إلى طي صفحة الخلاف، وهل ستشهد البطولة الرياضيّة بعض المُناوشات الإعلاميّة على هامشها، وهل يُمكن أن تحدث مُفاجآت سلبيّة بانسحابات مُفاجئة، أم لعلها ستشهد في مباراتها الختاميّة، حضوراً لزعماء خليجيين، تتويجاً لمُصالحة رياضيّة سياسيّة، تَكسِر حِدّة تعنّت الجميع، ومُطالبة القطريين بالأخص بالتّعويض عن “أضرار الحِصار”، وخِتاماً بتتويج الفائز بكأس الخليج، تساؤلاتٌ مطروحة.

رأي اليوم